المقالات

وجوهٌ على الورق

420 20:27:00 2013-09-21

مديحة الربيعي

لاتتعدى طبيعة الوجود الأنساني مسئلة وقتٍ محدد وضعه الخالق جل وعلا لأجل معلوم ليختبر الله الانسان في اختيار طريق الخير او الشر والحق والباطل,والذي بطبيعة الحال سيقوده في نهاية المطاف الى الجنة أو النار بعد أنتهاء الحياةاذن الحياة الدنيا أصلا" لسيت دائمية وانما هي مرحلة انتقالية تحدد مصير الأنسان فيما بعدفي الحياة الأبدية الأخرى,فيكون أما في النعيم أو الجحيم,لذا فأن بحث الأنسان عن الخلود في هذه الحالات أشبه مايكون بالوهم,فلايمكن أن يكون الانسان خالدا" الأ بأفعاله وسيرته,وقلائل هم من تبقى سيرتهم خالدة لاتمحوها السنين,وهكذا صنفٌ من الناس هم من الصفوة ممن غيرت أفعالم ملامح مهمة في التاريخ الانساني, كالأنبياء (عليهم السلام),الذين كرسوا أنفسهم لأرساء قواعد التوحيد,وكذلك الاولياء الصالحين وعلى رأسهم امير المؤمنين علي ابن ابي طالب وذريته وخصوصا سيد الشهداء الحسين بن علي وابنائه واصحابه سلام الله عليهم اجمعين,فهؤلاء قد غيروا مجرى التاريخ وحفروا اسمائهم بحروف من نور وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله فما كان من الله الأ ان جعل الخلود حكرا عليهم عبر التاريخ ليكونوا مثلا" للصالحين وجعلهم سادة الجنان في آلاخرة,أما من يبحث عن الخلود عن طريق الوجود المادي وليس عن طريق السمو الروحي فهو واهم تماما",أذ لايُخلّد الأنسان القصور أو الصور أوالمناصب,بل تُخلدهُ أفعاله فتكون شاهدا" عليه أمام الله والناس فكم من قصور بقيت خاوية على عروشها,بعد أن أهلك الدهر أصحابها وقصور قوم العاد التي ذكرت في القرآن الكريم خير دليل على ذلك وقصور فرعون وقصور يزيد بن معاوية, وقصور كل الطغاة الذين ظنوا أنهم ملكوا الدنيا لكنها في الواقع قد ملكتهم فاصبحوا عبيدا لها",وحتى المناصب لن تجعل سيرة الشخص تذكرفي مواضع الخير أن لم يكن منصفا" مع شعبه ويسعى لتخليد نفسه في قلوب الناس فكم من حاكم رحل عن الدنيا ترافقه اللعنات وكم من حاكم بقي اسمه خالدا يذكر كلما ذكر المجد في موضع ما,عدا ذلك لن يتمكن أيا" كان من تخليد نفسه مهما حاول أن يضع بصمة في التاريخ أن لم يكن مخلصا" لشعبه ووطنه,مهما كان منصبه أومهما طالت سنوات حكمهقد يسعى البعض الى تخليد نفسه من خلال وضع صوره على الطرقات او في القصور أو حتى على العملة لكي يرضي غروره لدرجة ما,اعتقادا" منه أن هذه الأجراءات ستجعل له مكانا" في التاريخ ويشجعه على ذلك بعضا" من حاشية الطغاة الموجودين في كل زمان ومكان,ممن أتخذوا من التملق مهنة وحرفة,لذا فأنهم يسعون دائما" الى اتقان أدوارهم ويغالون في ضرورة تخليد سادتهم عن طريق طباعة صورهم على العملة أو في الشوارع فهم قد أعتادوا على أن يكونوا خدما" للأقوى,نسوا أوتناسوا أن الصور على العملة لن تكون أكثر من مجرد وجوهٍ على الورق, أما القصور ستخلو من ساكنيها يوما"ما وتصبح ملكا" لغيرهم منشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك