حميد الموسوي
ان يبادر البرلمان العراقي بالانفتاح على المحيط الاقليمي والعربي والعالمي خطوة موفقة واجراء سليم،وان يسعى لكسر الجمود وانهاء الملفات العالقة خاصة مع دول الجوار اجراء اسلم ، اذ ان معظم الازمات التي يعاني منها العراقيون - ان لم تكن جلها - مردها الى دول الجوار ،كما ان العراق بحكم موقعه الجغرافي وتأليفة مجتمعه الاثنية والعرقية والدينية والمذهبية والعشائرية التي تمتد بشكل وبآخر الى دول الجوار من دون استثناء وتشترك مع مجتمعاتها بتلك المسميات والثوابت والروابط واحيانا التقاليد والقيم ..بحكم هذا الموقع وهذه التأليفة سوف لن يكون بمنئى عما يجري في تلك البلدان بل انه المتأثر الاول بتداعيات ما تتعرض له من ازمات وما يعصف فيها من هزات .فتركيا التي بدأ رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي والوفد المرافق له زيارته لها تمر علاقتها بفتور مع العراق بسبب بعض التدخلات في الشأن العراقي الداخلي والتصريحات المتشنجة غير المسؤولة على لسان الرئيس التركي رجب طيب اردوكان ما يستدعي المبادرة لحلحلة الامور واعادة العلاقات الطيبة التي تخدم مصلحة البلدين خاصة وان تركيا الآن تمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي بسبب تدخلها في احداث مصر و في الشأن السوري وفشلها في ادارة هذا الملف من وجهة نظر اصدقائها الاميركان والاوربيين والسعوديين ،وكذلك قمعها للتظاهرات السلمية التي انطلقت شرارتها منذ خمسة اشهر ولم تفلح الحكومة التركية في تهدئتها ووضع الحلول لمطالب الجماهير المشروعة حتى وصلت الى المطالبة باسقاط الحكومة.نتمنى ان يكون البرلمان العراقي قد استثمر هذه الظروف للضغط على الجانب التركي ودفعه الى بناء علاقة حسن الجوار خدمة للمصالح المشتركة والاحترام المتبادل من دون تدخل في الشأن العراقي والتوقف عن دعمه للجهات المتطرفة. وجمهورية ايران الاسلامية هي الاخرى متهمة من بعض الجهات بالتدخل في الشأن العراقي مع ان علاقتها اتسمت بالاعتدال والانحياز الى جانب العراق في المحافل الدولية وتقديمها الدعم المتواصل لعملية التغيير الديمقراطية منذ اللحظة الاولى لسقوط السلطة السابقة ، فجاءت زيارة البرلمان العراقي لها تأكيد لتلك العلاقات وطلب التطمين في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرفين. واستغربنا من اعتراض بعض الجهات على حضور السيد النجيفي لمجلس الفاتحة المقام على روح والدة سليماني مع انه موقف جدير بالاحترام يليق بالتقاليد العربية والاسلامية ويخدم المصالح المشتركة للبلدين .تمنينى ان يصفي العراق ملف منظمة خلق واخراجها نهائيا من العراق لتطمين الجانب الايراني بحسن نوايا العراق الامر الذي يضع الايرانيين امام مسؤولياتهم للوقوف على مسافة واحدة من الشأن العراقي.العراقيون يتطلعون الى برلمانهم لتصفية الاجواء مع المملكة العربية السعودية خاصة ودول الخليج عامة وبذل المزيد من الجهد واستخدام جميع الاوراق الضاغطة لجعل تلك الدول تغير موقفها من العملية السياسية العراقية وتكف عن دعم الارهابين بالمال والسلاح .
https://telegram.me/buratha