المقالات

الرئيس في العملة العراقية!!


حسين الركابي

إن التشبث، والتشرنق في معظم الشعوب، والجماعات بالأشخاص، أدى إلى انهيار بالسياق العام في منظومة الوطن العربي عموما، وعلى جميع الأصعدة السياسية، والأمنية، والاقتصادية؛ وبين مدى ثقافة ومستويات الشعوب العربية التي تصنع الأصنام، وتتعبد في حضرتها من خلال الديمقراطية، والحرية المفرطة التي جعلت الشعوب معظمها اليوم تأن تحت وطأة المكاسب، والمصالح الشخصية. إن الشعوب العربية اليوم، وضعت أرضية واسعة، ومعبدة إمام الكثيرين للوصول إلى مركز القرار"السلطة" والذين تسلقوا من خلال انهيار الأنظمة السابقة، وانفتاح البلدان على مصراعيها إمام الديمقراطية، والحرية المفرطة، التي اوصلت البعض من خلال صناديق الاقتراع إلى دفة الحكم؛ وقد أتت تلك الديمقراطية الحديثة على المحيط الإقليمي، والعربي، بنماذج ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. تتجه اليوم معظم الدول العربية، والإقليمية، إلى حكومات ذات طابع دكتاتوري، وشمولي يحكم بالحديد والنار، والهيمنة الكاملة على البلدان، ومقدراتها التي تربعوا على عرشها من خلال الفوضى الديمقراطية، والحرية الغير مقننة ضمن إطار محدد؛ حيث جعلت سقوط الأنظمة السابقة بروز لأنظمة جديدة تحمل على عاتقها المشروع الغربي"الصهيوني" وقد نأتي بعدة شواخص في هذا الصدد، وهو النظام المصري الذي أتى عبر صناديق الانتخاب، ومن خلال أول ممارسة ديمقراطية تجري في البلد، ومن ثم جعل بلاده ساحة للمشاريع الحزبية، والخارجية، وقفز على الإرادة الشعبية الحقيقية التي أسقطت نظام حسني مبارك، وسلمت زمام الأمور إلى من أتى من الخلف. وكذلك اليوم في العراق يعاد نفس السيناريو مع الفارق الكبير بين الشعب المصري، والشعب العراقي، حيث تسلق من خلال صناديق الديمقراطية الكثير من سياسي الصدفة، وأصحاب المصالح الطائفية، والحزبية، والتي جرت البلد إلى مسارات مظلمة، وتكتلات حزبية؛ حتى وصلت الأمور تتجه نحو حكومة الحزب الواحد، والرئيس الأوحد الذي عانينا منه أكثر من ثلاثة عقود. إن التشبث بالمنصب يجعل البلد يدور في دوامة الصراع الطائفي، والحزبي، وما نسمعه اليوم، هو دليل واضح على العمل خلف الكواليس لوضع الشعب إمام خيارين؛ إما إن يكون في دائرة الموت، والمشاهد المرعبة؛ وإما إن يتقبل مشروع ورؤية الحزب الحاكم، والقائد الأوحد، والذي طالب بعض أعضائه إن تضع صورته في العملة العراقية، كما كانت قبل 2003 تلك النظرة الدنيئة، التي يتعامل فيها معظم السياسيين اليوم مع شعوبهم،

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك