المقالات

ومنهم من قضى نحبه ومنهم من " يحتضر" وما ...

414 13:19:00 2013-09-22

احمد عبد راضي

العراق بلد الفجائع ، لا شك ولا ريب ، بلد تمخض بالدماء واختلطت فيه صيحات الارامل بصيحات الانتحاريين ، كلاهما يكبّر ، مع اختلاف ماهية التكبير ، الله اكبر ، يعقبها دوي انفجار ، دماء واشلاء تتناثر وارواح تصعد الى بارئها ، تستغيث وتشتكي ولسان حالها يقول "بأي ذنب ...." ، الله اكبر تعقبها حصيلة اولية ثم حصيلة نهائية ولاشيء بعد ذلك .. بعض الاجساد اختفت ، تلاشت فلم تكن ضمن الحصيلتين ، البعض الاخر من الاجساد جمعوه في كيس بقالة ، لم يشاهده اطفاله ، ايتامه ، لم يودعوه الوداع الاخير ، جل ما شاهدوه هو كيس اسود لا يعلمون ما الذي بداخله ، الله اكبر ، وبعدها امتلأ المكان بدخان اسود بلون البغض ورائحة الحقد ، تلاشت اصوات الابرياء ، تناهت الى انين ، ثم الى صمت وسكون، كل من كان موجودا تغير حاله ،"فمنهم من قضى نحبه ومنهم من يحتضر وما بدلوا تبديلا" ، منهم من بترت ساقه ومنهم من بترت يده ، ومنهم من بترت روحه ، " تعددت الاسباب والبتر واحد " .الناس تعتقد ان الموت واحد وان تعددت اسبابه وتغير مكانه وزمانه ، انهم مخطئون ، فالموت في بلدي لا يشبهه أي موت ولا يضاهيه حرقة وألم ، لا شك ان عزرائيل عليه السلام سيموت حزنا عندما يرى اما عراقية تحتضن ولدها المتفحم على سرير الموت ، ستبيضّ عيناه من الحزن عندما يرى حقيبته المدرسية الجديدة وقميصه الابيض ولم يرتديه بعد ، سيبكيه حتما بدل الدموع دما .الله اكبر ، صيحة ارملة تركها زوجها الذي قتل على يد انتحاري كبّر وفجّر نفسه ، الله اكبر يعقبها فقر وجوع واهمال ، فقد ترك لها زوجها ستة اطفال ، زوجها الذي لم يجدوا له اثرا غير اشلاء جمعت في كيس بقالة ، لم يكن موظفا حكوميا ، كان يعمل بأجر يومي ، عندما قتل لم يجدوا في جيبه شيئا ، لانهم لم يعثروا له على جثة ، ترك لهم ذكريات مؤلمة ، وعلبة سجائر و بطاقة احوال مدنية ، وبعض الصور ، لم يكن يملك غير اجره اليومي وبعض الادوية وكثير من الحنان ، اطفاله اليوم يفتقدون كل شيء ، حنانه ووجوده ويتفقدون ادويته ويسلّون انفسهم بالصور . الله اكبر اخيره على من طغى وتجبر، من قتل وفجّر ، من افتى وكفّر ، وعلي الذين بايعوا وتايعوا ونصروا وعلى من سمع بذلك فرضي به .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك