المقالات

عشم ابليس بالجنة

470 18:09:00 2013-09-22

بقلم : قاسم محمد الخفاجي

شخصية الشعوب تحددها افكار وانشطة ابنائها تماماً كما هو الامر بالنسبة الى الافراد ، فالشعوب تستطيع ان تجدد ذاتها في أي وقت ، عندما تجدد افكارها ونشاطها ، شعب بلا امان ولا تطلعات شعب بلا مستقبل .بعد 9 4 2003 أصبح العراق مسرحاً لكافة القوى الإقليمية والدولية التي تمارس أجندتها بأدوات محلية، ورغم مرور عشرة سنوات ، مازال العراق تحت وطئة التدخلات الخارجية ، ولم يستطع ان يحصن نفسه خارجياً عن طريق بناء علاقات مبنية على التفاهمات والمصالح المشتركة ، للقضاء على منابع الارهاب ، لاسيما ان السياسة كما يصفها بعض السياسيين بـ ( الفن الممكن ) ! ، ولم يستطع العراق ان يحصن نفسه داخلياً عن طريق تجفيف حواضن الارهاب ، ولم يٌفعل الجانب الاستخباري الذي تعتمد عليه جميع دول العالم في الحفاظ على امنها واستقرارها ، ولم تقم الحكومة من القضاء على الاختراقات في الاجهزة الامنية ، ولم تحاول تغيير سلوك القيادات الامنية التي معظمها من البعثيين والذين لازالوا يمارسون ثقافة وسلوك البعث المجرم .كنت قريباً من احد الانفجارات الاخيرة التي ضربت العاصمة بغداد ، وحتى لحظات كتابة هذه الاسطر اسمع صوت الانفجار يصك أذني ، و ما زلت ارى الوهج يومض فيبهر عيني ، وما زلت اشعر بالأتربة والحصى وهي تتناثر عليً من جراء هذا الانفجار الدموي ، الحمد الله خرجت سالماً جسدياً ، ولكني مزعوجاً ومتألم كأي عراقي لما يحصل من تردي للوضع الامني وسط عجز حكومي ، فالحكومة لا تجيد سواء التضييق على المواطن ، من خلال الخطط الامنية الفاشلة ، والقيادات الامنية التي تكرر فشلها دون تغييرها بسبب ولاءها لرئيس الحكومة ! العراقيون يتسألون الا توجد قيادات امنية اكفأ من الموجودة حالياً ، لكي يضعوا خطط لينحسر حجم الارهاب من خلالها ،بربكمكيف يبنى العراق وينعم بالأمن والامان ، مالم يتشارك في بناءه جميع العراقيين ، الشراكة نصر ، لاسيما ان الأفكار تختلف من حزب لأخرى ومن قومية لأخرى وحتى من عائلة لأخرى ،( اذا فكر رجلان من رجال احدى المؤسسات على نمط واحد تماماً فأننا نستطيع الاستغناء عن خدمات واحد منهم ) اليس كذلك ، فاذا جمعنا رؤى جميع الاحزاب مثلاً في مسألة الامن ، لاشك سوف نصل الى بر الامان ، ولكن اذا بقي الملف الامني بيد رجل واحد والدولة بيد حزبه ، والعجيب انه يحاول ان يظلل الشعب في اكثر من مرة عندما يشعر بالخطر على منصبه ، فيصرح في الفضائيات ان المستهدف ليس شخصه بل العراق والعملية السياسية! كذلك يقول الكل يتحمل مسؤولية الوضع الامني ،ويناقض نفسه ويقول لدي ملفات تكشف من يقف وراء تردي الوضع الامني ! كيف ذلك وانت القائد العام والقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع والمسؤول عن الامن والمخابرات ، لماذا لا تكشف تلك الملفات وتعلن اسماء والجهات المتورطة بدم العراقيين اليست ارواح العراقيين امانة بعنقك ، ويقول ان الوزراء فرضوا عليً ، نقول لماذا تقبل بترأس حكومة كما تقول غير كفؤة وغير اختصاص ، الجواب لأنك لا تفكر الا بالمنصب ، فماذا نفسر وزير الصحة طبيب بيطري مثلاً ووزير الثقافة هو وزير الدفاع وكالة ! وووو...الواقع سوف يظل العراق يعاني ، خصوصاً وان هذا الرجل المهووس بالسلطة اصبح بارع في صنع الازمات ، ونكث العهود وعدم الالتزام بالوعود ، ان عشمه بالفوز بولاية ثالثة عشم ابليس بالجنة، العراقيون يعلمون انه ( لا يستقيم الظل والعود اعوج) وهم مسؤولون على تغيير حياتهم من خلال الانتخابات البرلمانية القادمة ويجب عليهم تغيير الخارطة السياسية فهم جربوا دورتين انتخابيتين ولم يجنوا الا الازمات والارهاب والتهجير والاغتيالات والوعود الكاذبة واستباحة البلادوقتل العباد.

اذا المرء لا يرعاك الا تكلفاً فدعه ولا تكثر عليه التأسفاً

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك