المقالات

بلد ألالغاز

499 19:37:00 2013-09-22

مديحة الربيعي

جميعنا نعرف لعبة اللغز,أو أكمال الصورة والتي تمثل مجموعة" من القطع والتي أذا ماأكتملت مع بعضها ستمثل شكلا" معينا" كأن يكون شكلا" هندسيا" أوصورة لمخلوقٍ معينأن اللغز هو لعبة للتسلية ولتنمية ذكاء ألاطفال, هذا هو المتعارف عليه في معظم دول العالم لكن على مايبدو أن هذه اللعبة لها أستخدام آخر في العراق مختلف تماما عن بقية دول العالم,كما أن لها أكثر من أستخدام وأكثر من صورة,أحد أهم أستخدامات هذه اللعبة هي أكساء ألارصفة والشوارع فما أن يبدأ العمل ويعتقد الناس أن المشروع قارب على الانتهاء,يتفاجأ الجميع أن العمال سرعان مارجعوا الى نقطة الصفر,وبدئوا العمل من جديد في نفس الشارع أو الرصيف الذي أنتهوا منه سابقا",وكأنهم يدورون في حلقة مفرغة,وكل هذه ألاموال والتكاليف المخصصة للمشروع محسوبة طبعا" على خزينة الدولة,أما اللغز الآخر في العراق هو لغز مفردات البطاقة التموينية التي لم ولن تكتمل صورتها أبدا" على مايبدو فكلما توضع قطعة في هذا اللغز تحذف القطعة ألأخرى ويبدأ المواطن من جديد يبحث عن ألأجزاء المفقودة,أما اللغز ألآخر فهو الكهرباء الذي بات يشكل عقدةَ للمواطن,أذ أنه صاربارعا" في معرفة وحساب توقيتات أنقطاع وعودة التيار الكهربائي الحاضر الغائب في حياة العراقيين,واللغز ألأكثر أهمية بالنسبة للعراقيين هو لغز ألامن الذي يشكل الهم ألأكبر لدى البسطاء في حين أنه يعتبر آخر هموم المسئولين,فلم يتوقف الحد فيما يتعلق بالأمن عند عدم أكتمال اجزاء هذا اللغز المحير فحسب, بل نتجت عنه صورة مشوهة ترسخت في ذهن المواطن العراقي الذي بات يعرف أن دمه رخيص وان حياته لاتشكل فرقا" لدى ذوي الشأن المعني, ممن يفترض بهم توفير ألامن للناس والحرص على أرواحهم ودمائهم,لكن الواقع منافٍ تماما لذلك فالمهم لدى القائمين على الملف ألأمني هوتوفير الحماية للمسئولين وعوائلهم ووفقا" لهذا المنطق فأن صور الألغاز وأشكالها جميعا" مكتملة وواضحة الشكل والمعالم لدى المسئول وأسرته وحاشيته, أما المواطن البسيط فقد ضاعت منه أغلب أجزاء الألغاز التي يواجهها يوميا" مرارا" وتكرارا" رغم أنه يسعى جاهدا" للملمة اجزائها,ليعرف نهاية هذه الألغاز لكن دون جدوى وعلى هذا ألأساس يعتبر العراق البلد الأول في الالغاز وبلامنازع لكن للأسف الغازه ليست للتسلية,بل هي صورة من صور المعاناة التي كتبت على أبناء هذا البلد,الذي ما أن يشعر بنور في نهاية النفق وأنه أوشك على الوصول لأيجاد حلول للألغاز المحيرة, ألا أنه سرعان مايجد نفسه عاد الى نقطة البداية دون أن يعرف كيف سيكمل ألاجزاء المفقودةمنشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك