المقالات

من صدام الى القاعدة مدينة الصدر تُقتل من جديد !!

593 18:26:00 2013-09-23

هادي ندا المالكي

مدينة الصدر ومن قبلها مدينة الثورة تسميات لم تغير كثيرا من واقعها المأساوي رغم تبدل الأحوال والأزمان ووفرت الخيرات الا ان ابناء هذه المدينة الكادحة التي أعطت العراق كل ما يحتاجه من المجاهدين والمدافعين والمفكرين والإعلاميين والأطباء والمهندسين واللاعبين وبطريقة عجيبة مقابل ذلك لم تحصل هذه المدينة على ما يليق بتضحياتها من قبل الحكومات المتعاقبة التي يفوق عدد سكانها ثلاث محافظات مجتمعة.المدينة الفقيرة الكبيرة لم تنجوا من سطوة الطغاة وأحقادهم حتى وهم جثث هامدة وعظام بالية فما بدأه الطاغية المقبور صدام مع ابناء هذه المدينة المتميزة من قتل وتشريد واسقاط للجنسية وسجن واذابة بأحواض التيزاب وانتهاك للاعراض وقص للاذان وهدم للبيوت مرة بحجة الانتماء الى حزب الدعوة ومرة بحجة الولاء لال الحكيم ومرة لانهم خمينيين وعملاء ومرة لانهم من اتباع ال الصدر وقائمة تطول بالاتهامات والإسقاطات والتفاهات وغير هذا فان المدينة كان عليها ان تقاوم الاهمال والتضييق والدونية من قبل حكم ابناء القرية والاجلاف البعثيين فصبرت مرة على البلاء ومرة على الاهمال الا انها مع كل هذه القيود كانت شوكة في عيون الطغاة من أزلام المقبور صدام وكانت تمثل الوجع الدائم للحزب وازلامه الجبناء لان فيها من امثال ال المبرقع وعلي الكعبي ومن امثال الشهداء الابرار الذي عمدوا طريق الحق بدمائهم وتضحياتهم فكان كلما ذكر اسم مدينة الثورة كلما تصدعت رؤوس ازلام النظام ولهذا فعند الرجوع الى تضحيات ابناء هذه المدينة سنكون امام فاجعة لم يتم إنصاف أهلها وضحاياها ومع كل هذا الحقد والاهمال بقيت المدينة عنوانا للتحدي والرجولة في كل المواقف والتحديات لهذا تم استهدافها في اكثر من مناسبة وبصورة وحشية بعد سقوط نظام صدام المقبور وهذا الاستهداف يمثل امتدادا لفكر البعث الملعون ونظرية الادارة الطائفية التي كانت تدير اوضاع البلاد والعباد وواضح ان دور ابناء المدينة في التحدي واثبات الهوية والدفاع عن المكتسبات لم يكن باقل مما كان عليه الوضع في زمن الطغاة بل تجاوزه الى ابعد الحدود فكانوا اهلا للمسؤولية وأهلا للوقوف بوجه الباطل.ان استهداف مدينة الصدر من قبل المجاميع الإرهابي والتنظيمات التكفيرية والبعث ألصدامي لم ياتي من فراغ بل لانها تمثل خاصرة العراق وقلبه طالما مثل وجودها عنوانا لكل الصفات الكبيرة في الشجاعة والنخوة والحمية والرجولة ولهذا فان التخلص من المدينة او تحييدها يمثل انتصارا كبيرا للإرهاب والإرهابيين الا ان مثل هذه الأوهام لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع لان ابناء هذه المدينة ملك خاص لمدينتهم وولائهم خالص لعراق علي والحسين والعباس وزينب الكبرى(عليهم السلام) والمرجعية المباركة في النجف الاشرف.من المؤكد ان المدينة المكافحة لن تنام على انغام هادئة ولن تصحوا على زقزقة العصافير لانها لم تخلق للترف والانحلال بل وجدت لتكون عنوانا للتحدي والكبرياء ولا يهمها ان استيقظت على صوت انفجار مفخخة او تكبير انتحاري غبي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك