المقالات

حاكمٌ ونصف أله

429 08:46:00 2013-09-24

مديحة الربيعي

أذا ماأردنا معرفة كيف يتعامل العالم العربي ومعظم دول الشرق ألاوسط عموما" مع المواضيع التي تتعلق بصحة الحاكم أو الرئيس نجدها تندرج ضمن أسرار الدولة العليا الخطيرة,التي يجب أن لايعرفها ألا أقرب المقربين منه,وكأن أسرار الدولة العليا تتعلق بصحة الرئيس فقط في حين نجد أن معظمها وخصوصا" العسكرية منها وألامنية يعرفها العدو قبل الصديق فهي مشاع ٌ للجميع! مفارقة من مفارقات التفكير في صورة الحاكم في العالم العربي التي تؤكد على أن صحته تعتبر سرا" غاية في الخطورة لايمكن أن يعرفه أحد من عامة الشعب ألا عائلة الرئيس أوأقربائه,وقسم من أفراد الحاشية المقربين, فلماذا تبقى الأسرار المتعلقة بصحة الحاكم أو الرئيس طي الكتمان؟ ولماذا يحرص معظم الرؤساء العرب وحاشيتهم على ترويج صورة الحاكم القوي الذي يمثل الرجل الخارق الذي لايمرض ابدا"؟أن معظم الرؤساء والحكام العرب يسعون للترويج دائما لفكرة الحاكم القوي الذي لايمكن ان يظهر بمظهر الضعف أبدا",فتسعى حاشيتهم ومؤسساتهم ألاعلامية الى تكريس مثل هذا الفكر لدى الناس,وكـأن من يمرض فقط هم الشعوب وليس الرؤساء,وكأنهم ليسوا بشرا" يتعرضون للوهن أو الضعف مثل بقية الناس وكما هي سنة الله في خلقه, فالحاكم في النهاية بشر مثله مثل آلاخرين يمكن أن يمرض أو يموت,لكن في الحقيقة الفكر السائد لدى العالم العربي هي فكرة الحاكم ونصف الآله الذي لايقهر,وكأننا نتحدث عن أحد أبطال الأساطير اليونانية القديمة التي هي في معظمها من نسج الخيال,في حين نجد في أغلب دول أوروبا أن صحة الحاكم وحتى حياته ليس سرا" يمكن كتمانه أو اخفائه, بل أن أدق تفاصيل حياته يعرفها الشعب وهو على علم بها وبشكلٍ دائم, فالرئيس في نهاية المطاف جاء لخدمتهم وهو فرد من أفراد الشعب لايزيد عنهم شيئا" ولاينقص,يكمن السبب في أختلاف التفكير بين العالم العربي والأوروبي تعود الى تمسك معظم الرؤساء العرب بالكراسي وتخوفهم من الأنقلابات التي قد تحصل عندما تعرف المعارضة بامر مرض الرئيس,فتسعى للسيطرة على الحكم بالأضافة الى مفهوم الدكتاتورية والتمسك بالكراسي,أذ ان فكرة الأنتخابات في معظم الدول العربية ليست أكثر من مجرد تمثيلية استعراضية يصنعها من يمسك بزمام الامور لتصب في صالحة بنهايه المطاف,بألاضافة ألى أن أغلب الدول العربية تعتمد النظام الملكي ولاتعتمد النظام الجمهوري والذي يجعل الكرسي حكرا" على عائلة الملكأن فكرة الحاكم ونصف الأله لاتزال تحكم فكر الرؤساء العرب وحاشيتهم,فمهوم الحاكم الذي يتعرض للمرض لم يعرفه طريقه الى عقول القادة العرب لحد ألآن,لذلك تبقى صحة الرئيس طي الكتمان ويتم التعامل معها على أنها سر من أسرار الدولة العليا,لكن أن يمرض الحاكم أفضل بالآف المرات من أن يمرض حكمه,ويعرف الموت طريقه الى عرشه قبل جسده,فتتهاوى العروش وتسقط الحكومات بسبب أكذوبة الحاكم الخارق التي لن تدوم طويلا" في نهاية ألامر

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك