المقالات

"حسن"و"حسين" سيدي شباب اهل المنطقة !

649 11:35:00 2013-09-24

الشيخ حسن الراشد

لم ينقضي وقت قصير على تولي الشيخ "حسن روحاني" عرش الرئاسة في جمهورية ايران الاسلامية حتى برز امر مهم وفي غاية الاهمية في علاقة ايران مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية عنوانها الظاهري "الملف السوري" او الازمة الكيميائية التي اثيرت فجأة في وجه المحور "الايراني الروسي السوري وحزب الله" ولم يكن في ظاهر الامر من يشعر او يعلم ان هناك "صفقة" تحت نار هادئة تطبخ وان طباخيها هم ثلاث لا رابع لهم او معهم "امريكا وروسيا وايران" والموضوع هو "الارهاب " و"الامن " والجنرال الايراني" ! ثلاث ملفات مع ثلاث طباخين كبار ، ايران القوة الاقليمية العظمى المتصاعدة وروسيا الصاعد نجمها مجددا على وقع البسطال الايراني في سوريا ووكيله في لبنان ( حزب الله ) وامريكا الافل نجمها الاحادي كقطب اوحد ليحل محله ثلاثي الاقطاب ليقودوا المنطقة بعيدا عن اعين العبيد ودون اعطاء اي اعتبار للباقي من ديناصوريات الانظمة في المنطقة ولا غلمانها ولا اتباع مذاهبها من الذين راهنوا كثيرا على نهج طائفية ال سعود وارتهنوا لمغامرات بندر بن سلطان وربطوا مصيرهم بعجلة هذا العبد الذليل الذي خفت صوته ويكاد يختفي نجمه بعد ان تبادل حسن و حسين رسائل الغزل ظهرت اولى بوادرها الايجابية في رفع الحصار اوليا وتدريجيا عن ايران .بدأ الغزل الايراني الامريكي بعد ان ثبت للاخير ان طهران والمحور الذي تتشكل منه اطراف المقاومة "سورية ايران حزب الله " عصية على الانصياع والهزيمة وهي الاقدر على محاربة الارهاب والوقوف بعنف في وجه التطرف عبر بوابة سورية التي يترنح في قيادتها اليوم بشار الاسد ولولا الدعم الاستراتيجي من قبل الجمهورية الاسلامية ووكيلها الشرس والمطيع حزب الله لانهار امام هجمة الاعراب والترك التي يقودها الوهابيون وجهاز الاستخبارات السعودية الخاضعة لقيادة "ابن النابغة" بندر ابن سلطان وقد اثبت بشار وبجدارة انه الاكفأ والانجح في دحر الارهابيين وقطف رؤوسهم بعد ان تم استدراجهم وبالجملة وبالعشرات الالاف الى سورية وتمكن من قتل الالاف منهم واصطياد العدد الكبير من قياداتهم والمساومة عليهم حتى ان التسريبات تحدثت عن لقاءات سرية جرت بين مسؤلين امنيين كبار في الغرب والقيادات الامنية السورية في دمشق وقد زارها مؤخرا رئيس جهاز الامن الالماني وتم التنسيق مع المسؤولين السوريين حول قضايا الامن والارهاب وسبل تبادل المعلومات حول القادمين اوالعائدين الجهاديين من والى اوروبا .في هذا الخضم صعد الروس على الساحة الدولية واثبتوا ان انهم قطب موازى للقطب الامريكي وقد دخل الروس على المسرح السياسي العالمي على وقع الهزائم التي لحقت بالسياسة الامريكية وتراجع دورها وتأثيرها وضمور اقتصادها فيما الاقتصاد الروسي يعتبر اليوم في اوج قوته في عهد بوتن وقد حقق الروس مكاسب كبيرة منها الاعتراف الغربي والامريكي بدورهم الصاعد وصعوبة تجاوزه بل ان اي حماقة غربية في هذا الخصوص يعني انهيار المنظومة الامنية التي بنت اوروبا سياستها عليها وبموازاة هذا الدور لاننسى دور التنين الصيني الذي اثبت في مجلس الامن انه قطبا وندا يحسب له حساب مع دول البريكس والهند التي دخلت في بازار الاقطاب المنافسة للقطب الامريكي ضمن تحالف قوي اكتسب نفوذا وتآثيرا على الساحة الدولية تضاهي ما كان لمجموعة دول عدم الانحياز .نحن امام تغييرات مهمة واستراتيجية في المنطقة عنوانها "التسوية" وليس الـ "حرب" كما يحلم بها الاغبياء من حكام العرب هذه التسوية وضعت اسسها في اجتماع مجموعة دول الـ"20" في بطرس برغ وبصياغة جماعية اثبت بوتن انه بطلها وبقرار سياسي كبير وفي عاصمته التاريخية رمز عزة الشعب الروسي و ان يكون هدفها "انعاش الاقتصاد العالمي" وهو امر جدير بالاهتمام حيث انعاش الاقتصاد يتطلب الامن والسلم ومجانب للغة الحرب التي تعود عليها الاغبياء في عالم الاعراب وقد ادرج المجتعمون هذا البند كاساس للانطلاق نحو تسوية لملفات شائكة وخطيرة عبر الحوار ونبذ منطق الحروب وهي رسالة واضحة لكل الذين نفخوا في نار الحرب وارادوا اشعالها من مثيري الفتن والمحرضين على القتل والدمار والارهاب في الخليج الذي سوف تناله آجلا ام عاجلا رياح التغيير وان البحرين والسعودية هما الدولتان المرشحتان لتغيرات محورية وجذرية لن يكون لا لبندر ومغامراته الفتنوية ولا لحمد ال خليفة وغروره الخشبي مكان في التسويات القادمة اما الاردوغان وجوقته الطورانية مزبلة العسكر لا للشرق ولاللغرب بل العودة لبسطال اتاتورك وهو ما لم يستطع هؤلاء الاغبياء قراءته ، العالم تتوجه انظاره اليو م الى "حسن وحسين" لا الى "بندر وحمد وال مكتوم واردوغان" حيث نجم الاجتماع الاممي في نيويورك " هو "حسن" وسوف ينضم الى الباقة حسين و هولاند وغيرهم اما الاعراب فلا احد يشتريهم بفلس او سنت!

اذا هناك ثلاث مواضيع يتم حولها النقاش ووضع اللمسات الاخيرة للمضي قدما نحو تشكيل "شرق اوسط جديد" لا مكان فيه للعبيد وغلمانهم ونهاية حتمية للدور السعودي في الخليج والمنطقة بعد ان انحسر كليا في شرق آسيا لم يكن سقوط ضياء الحق الوهابي البداية وثم هزيمة دولة طالبان وخر وج "حريري ماليزيا" اي مهاتير محمد الابن المدلل لال سعود من العملية السياسية بضغوط غربية وليس انتهاءا بلبنان حيث ال سعود فقدوا اخر موطئ قدم لهم لصالح الوكيل المطلق "حزب الله" ومحور طهران هذا الحزب هو من يحكم لبنان اليوم شاء من شاء وابى من ابى فهو ينسج الخطوط العريضة وخارطة طريق الحكم في لبنان ويسلم بثقة الضاحية الى الجيش اللبناني ويصف "فيل " ال خليفة وخرتيتهم بالاقزام والضعفاء الواهنين !

اذا ثلاث مواضيع نحن بصدد تشكل عناصرها قريبا على ارض الواقع وهي محور الصراع الذي انتهى اخيرا بغزل بين "حسن وحسين" ليكونا سيدي شباب اهل المنطقة وبعلم ودراية وتنسيق روسي لم يشارك فيه اي من دول الاعراب والمعاقين في الخليج ومهلكة ال سعود بل لم يضعوا اي اعتبار لهم حتى ان الاعلامي المعروف عنه بانه كان قوادا لحمد ال ثاني - صحفي برتبة قندرة كما وصفه احد زملاءنا !- واليوم يتملق لال مكتوم لتمويل صحيفته الجديدة كتب مقالا بهذا الخصوص رغم خبثه الا ان فيه ما يفضح نفسه أولياء نعمته تحت عنوان "امريكا تغازل ايران علنا والعرب اضحوكة مجددا" وبعد ان استهله باسطر حول اعتراف امريكي غربي بدور ايران كقوة اقليمية عظمى في المنطقة ونجاح الديبلوماسية الايرانية التي يقودها الشيخ حسن روحاني لكسر الحصار الاقتصادي كتب مايلي :

ا((اين زعماء العرب ووزراء خارجيتهم من هذه التطورات المفاجئة فهل كانوا على علم بهذه الاتصالات الامريكية الايرانية ، لا اعتقد، فهم مثل الزوج المخدوع آخر من يعلم كعادتهم دائما))((ثم ماذا سيكون موقفهم، او بالاحرى ردة فعلهم، عندما تزدحم شاشات التلفزة العالمية في الايام المقبلة بصورة العناق والمصافحة بين الرئيس باراك اوباما ونظيره حسن روحاني والابتسامة العريضة التي سترسم على وجهي الرجلين سعادة باللقاء في دهاليز الامم المتحدة؟

قطعا ستكون علامات القلق وخيبة الامل والرعب مما هو قادم مرسومه على وجوه هؤلاء كرد فعل على هذا التطور الخطير، خاصة اولئك الذين صوروا ايران كشيطان اكبر، وقرعوا طبول الحرب ضدها، وحشدوا الاساطيل الامريكية في مياه الخليح استعدادا لضربها، واستثمروا المليارات في هذا المضمار.))

اذا ثلاث مواضيع مهمة هي في الاساس من اجل مصالح ثلاثة قوى رئيسية "امريكا ايران وروسيا " ..

الموضوع الاول : الارهاب وقد اشرنا اليه في ان بشار هو الاكفأ في مواجهة الارهاب ودحر الارهابيين والغرب مرتاح بشكل كبير لهذا الامر ويمكن القول حسب بعض المراقبين بان بشار هو حصان الغرب الرابح و الناجح في ضرب الارهاب ومنع تمدده الى الضفة الغربية من الشاطئ السوري .

الموضوع الثاني : الامن ونعني هنا امن اسرائيل والذي يتكفل به الطرف الروسي بعد ان اخرج مبادرة الكيماوي ووضع كامل الترسانة الكيمياوية السورية تحت الرقابة الدولية وكشف تفاصيل لم يتصورها حتى الامريكي نفسه ولا الاسرائيلي ساهم في ايجاد ارتياح كبير في وسط المسؤولين الامريكيين .نقلت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية الأحد عن المصدر القول إن المسؤولين بواشنطن مندهشون ومتشجعون إزاء الكشف السوري "الذي كان كاملا على نحو لم يكن متوقعا من جانب دمشق".!

الروس سوف يتكفلون بحماية الامن الاسرائيلي رغم كل التصريحات النارية التي اطلقها اخيرا بوتين بشأن النووي الاسرائيلي الذي اعتبر الكيمياوي السوري جاء لردعه ولخلق حالة من التوازن ضمن المنظومة الردعية بين الطرفين .

الموضوع الثالث: الجنرال الايراني او لنقل الاسد الايراني الذي خرج منتصرا في كل الحروب الديبلوسية اخيرا وهو بحق "اسد" كما هو كان تاريخيا وهو اليوم يعيد دوره كجنرال وليس كشرطي لحفظ مصالح الجميع والسهر على امن المنطقة خاصة وان الامريكي تبرع بان يكون مبادرا في ايصال رسالة الغزل لغريمه في طهران وقد تلقفها حسن من حسين باريحية كاملة اثارت اعجاب الاعلاميين في امريكا وقد تسابقوا لنيل شرف السبق الصحفي في لقاءه !من هنا فان الصفقة التي تم طبخها وهي جاهزة للتنفيذ تكون كالتالي:مصالح امريكا محفوظة ومضمونة روسيا وايرانيا حيث الروسي سوف يحمي امن اسرائيل والاسد الايراني يضمن تدفق النفط والاسد السوري يحارب الارهاب فيما الخسارة هي من نصيب من راهنوا على المشروع السعودي الطائفي .

هنا السؤال يطرح نفسه :

ما هو دور النظام السعودي ومشيخات النفط الذين سخروا المليارات من الاموال لمحاربة ايران وتحريض الغرب وامريكا لشن حربلاهوادة فيها ضدها ؟ واين موقع الاطراف التي راهنت على الموقف السعودي وارتهنت له وساقت الشارع السني من الخليج الى لبنان والعراق نحو الاحتراق والدمار وهو اليوم في وضع لا يحسد عليه بعد ان لاقى المشروع السعودي الفشل وقبله القطريوهو اليوم يواجه خسارة وجودية قد لا يعوضها شيئ سوى الخروج من تحت العباءة السعودية وعدم الارتهان بالعجلة الوهابية لان الرهان على ال سعود هو الخسارة بعينه وانتحار والعاقل يستطيع ان يلمس تلك الخسارة فيما يجري على الساحة السورية من اقتتال وتناحر هو البداية السيئة لنهاية ذلك الشارعالذي راهن على ال سعود وهم يسوقون السنة سوقا نحو الفناء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك