المقالات

الشهيد بحبوح والغيرة العراقية

596 14:29:00 2013-09-24

طه الجساس

بحبوح أسمه الاصلي (علي) شاب عراقي عمره 22 سنة من عائلة فقيرة تسكن في نصف دار ايجار في مدينة الصدر ، مشروع خدمات مجانية متنقل ، فهو يساعد الناس في كل شيء يستطيع فعله ، يدفع العربة لحمل الحصة الغذائية أو النفط والغاز للنساء ، وعامل بناء لمساعدة أصدقائه وجيرانه ، حتى الذين لا يعرفونه يكلفوه بالعمل فحتما سيقول بالخدمة ، فهو يقدم خدماته في الاعراس والعزاء وفي البناء وفك الشجار بنفس الهمة والحيوية ، تنبأ أبيه بان يستشهد في احد التفجيرات ، أتعرفون لماذا ؟ ففي كل انفجار قريب منه يهرول راكضا ، ملبي نداء غيرته التي لا تعرف الخوف ، لمساعدة الجرحى وانتشالهم من لهيب النار وشظايا ألغدر ، أبيه يقول انه لا يستطيع السيطرة على غيرته فيذهب مهووس الى مكان الحادث ، الكثير من الناس يعتبرونه صاحب فضل عليهم فكم مرة انقذهم وساهم في بقاءهم احياء .كيف استشهد بحبوح ، عند رؤيته الدخان الذي غطى سماء المدينة بسبب انفجار إرهابي في احد سرادق (فاتحة) المدينة ، ذهب مسرعا بملابس العمل (عمالة) فطوى المسافة ولم تسمح له غيرته بتذكر وصايا الوالدين له "احذر من الانفجار الثاني " أو توسل زوجته وجيرانه له بالبقاء في البيت ، ألا انه في هذه المرة لم يعانق الجرحى ، فقد أحتضنه الانفجار الثاني في نفس المكان بناره وحديده الغادر ، فكان الموت بشرف ، مع غصة الفقدان ، وحسرة الفراق ، وذهول الوالدين وانكسار ظهرهم ، وبكاء اصدقائه .كان الشهيد البطل يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش لعائلته ، وعند حصول على يسير من المال يحمله ويقدمه الى امه ، وهي تعطيه جزء من المال ، كان خير عون للجميع ، فهل نحن عون له بعد استشهاده ، في حديث سابق معه قلت لو كان لبعض المسئولين العاملين في البلد غيرتك هذه لخدمة الوطن لكان العراق بوضع أخر ، هل الغيرة حل لحفظ وإنقاذ العراقيين ، أعتقد انها قد تكون حل جزئي ، لكن في بعض اوقاتها تكون ممر للموت ويستغلها العدو ويقتل الابرياء ، ما هو الحل أن فشلت القوات الامنية بحفظ الامن ، أعتقد انه لا مفر من تكوين لجان شعبية لحماية المناطق المتعرض للهجوم ، وأخيرا تربعت غيرة الشهيد بحبوح الجنة وعينها على خدمة العراقيين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك