هادي ندا المالكي
في كل بقاع المعمورة تَشدك حالة التعاون والتازر والشعور بالمسؤولية والانتماء الى الوطن في كل نازلة او فاجعة او كارثة انسانية او بيئية وفي كل هذه المسميات تكون الدولة باعلى سلطاتها في الواجهة تتحمل المسؤولية وتواسي ابناء شعبها وتبحث عن الحلول وتطلب المساعدة من الدول الاخرى دون خجل او وجل ومع كل ما تقدمه هذه الحكومات نجد ان هناك من يشكك بقدرات واخلاصها لأنها تأخرت او لم تقم بالواجب على اكمل وجه رغم ان هذه الحكومات دائما ما تكون في قلب الحدث والنازلة،اما في العراق فالامر يختلف كليا فان كل ما يحصل هو برقيات الشجب او الاستنكار او التهديد بالويل والثبور الذي يزيد الامر سوءا واذا كان البعض معذورا لانه ليس بمركز السلطة او في موقع يتيح له تحمل المسؤولية فان مثل هذا العذر غير مقبول نهائيا بالنسبة للحكومة واجهزتها الامنية.الامر الاكثر غرابة في بلادي هو ان المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وباعتباره وزيرا للدفاع والداخلية اصالة وباعتباره رئيسا للوزراء نجده في كل فاجعة ومصيبة يدير ظهره ويبحث عن مخارج لا يمكن ان تقنع حتى الاغبياء الذين يتعامل معهم المالكي في ادارة ملفه الامني من اجل صرف الأنظار و التشويش على الراي العام، لهذا تابعنا كيف ان المالكي بدل ان يزور مدينة الصدر التي فجعت بنكبة استوجبت الحداد وجعلتها على ابواب المدن المنكوبة عندما تم استهداف الارهاب بكل خسة ودناءة مجلس عزاء في قطاع خمسة ادى الى استشهاد واصابة المئات من الشهداء والجرحى وقف العالم كله مصدوما لهولها الا رئيس الوزراء نوري المالكي الذي لم تهتز شعرة واحدة من راسه لهذه الضحايا وهذه الفاجعة لانه من كوكب اخر ولان العراقيين لا يستحقون الحياة بل ان المالكي وجد في سفير الصومال متنفسا لقضاء وقتا مهما عاهده على ان تكون الصومال من أولويات اهتماماته ومؤكد ان أولويات واهتمامات المالكي كلها رهانات خاسرة وغير هذا فان المالكي تذكر بعد ثمان سنوات انه يعيش في قصر وان العراقيين يعيشون في اكواخ وبيوت حقيرة فكان ان ثارت فيه الحمية والغيرة فقام بتوزيع السندات على الفقراء والمعدمين لكن انهار الدماء التي ينزفها العراقيين يوميا لم تاخذ من اولوياته اي اهمية بعد.المالكي في كل احاديثه ولقاءاته لم يذكر فاجعة اهالي مدينة الصدر ولم يفكر في زيارة موقع الحادث او مواساة عوائل الضحايا لانه يدرك ان زيارته الى المدينة المفجوعة ستجعله يغرق في بحر دماء ابنائها الابرياء وستجعله في موقف لا يحسد عليه وهنا فان عدم الزيارة ليست ذكاءا من المالكي وانما اقرارا بالتقصير وعدم الاهتمام لارواح الابرياء والضحايا ولو ان المالكي يعلم انه قدم ما عليه في الدفاع عن العراقيين لما تردد لحظة واحدة لكنه يعلم قبل غيره ان كل ما يحصل لابناء الشعب العراقي يقع ضمن دائرة مسؤولياته وبسبب تقصيره.
https://telegram.me/buratha