مالك المالكي
سأتعرض للنقد وحتى الهجوم والتهجم من العميان، ممن يسهل على الانتهازيين والمظللين استمالتهم متى شاءوا وأنى شاءوا، لكن لن أبالي لأنها حشرجات تلح في صدري وتؤرق نومي، أنا ابن مدينة الصدر المستباح دمي منذ أن ولدتني أمي، كم قائد صنعت وكم عدم أوجدت، لكن الجميع بعد أن ينال ما يريد يتبرأ مني، حتى من عاش معي في نفس البيئة، ما أن يتمكن بفضل تضحياتي حتى يتحول إلى بوق يلعن اليوم الذي عرفني فيه.أنا الذي بنى أول حضارة في التاريخ جنوب العراق، وقاوم الطغيان بكل أنواعه وأشكاله، أنا الذي كتبت تاريخي بدمي وصبري وصمودي، أنا الذي وقفت مع كل طامح للتغيير نحو الأفضل، ودعمت كل ساع للأفضل، أربعون سنة قبل 2003 وأنا أقف كالجبل الأشم بوجه الطغيان ألبعثي، متهم بأنني فوضوي وربما جاهل، نعم أنا هكذا لكن لماذا.؟ هل سئل احد عن السبب، هل أجهد تفكيره احدهم، ليبحث عن الحقيقة، فأنا ابن ذي قار وميسان والبصرة، أنا ابن الخيرات التي لا يحق لي إلا التفرج عليها، أنا من استغلت طيبتي وخلقي وولائي، لأكون ممر يعبر من خلاله الآخرون، ولم أذق طعم الحرية في حياتي وكل ما علي أن اصنعها للآخرين، ليتنعموا بها كما يتنعمون بخيرات ارضي، ويفتخرون بحضارة صنعها أجدادي، وليس لي أن أتحدث عنها، عشت من جدي إلى أبي إلى يومي مظلوم، دائما يضعني الحاكم وزبانيته في صف الأعداء، كل هذا وما سواه جعلني ابحث عن سبيل لأعيش من خلاله، لذا أنا مضطر إلى التمرد تارة والى العنف أخرى عل الآخر يسمعني وينصفني، هكذا هم أرادوا صنعي، من يشتمني هل جرب أن يعيش على ربع أو نصف متر مربع في حياته ولم يكن مثلي.؟ هل جرب أن يجلس في صف مدرسي مع 70 أو 80 طالب.؟ كي يحصل على أعلى الشهادات ولم يتحول مثلي إلى عتال أو عامل بناء أو غيرها من الأشغال الشاقة.؟ كل هذا والثوار والمبدعين خرج من بيتي المتهالك والمكتظ بساكنيه، ومعظم الدماء التي سالت لأجل الوطن هي دماء أخي وجاري وابن حارتي..؟ من وقف خلف الشهيدين الصدرين ولبى نداء ولدهم البار مقتدى الصدر غيري، وبأصواتي حصل التيار الصدري على أربعون مقعد في مجلس النواب، وبعدها ست وزارات ومحافظ بغداد، وغيرها من المناصب، ماذا قدموا لي.؟ تركت النفع..! دمي لم يحفظوه، على الأقل لأجل أن أصوت لهم في الانتخابات المقبلة.! أكيد سيتذرعون بأن القائم العباسي على الحكومة يمنعهم ولا يمنحهم أي صلاحية أو موقع، إذا كانت ست وزارات ومحافظ لا تكفي، ليواسيني احدهم، ويستقيل ويترك دنيا هارون لأجل آخرة الصدر، ليشاركني البكاء احدهم، وينزع بدلته وعطره الفرنسي، ويرتدي مثلي بدلة الحزن على ما جرى في مدينتي، ولو تمويه أو تمثيل لدور المتعاطف معي أو المكسور لكسري، لكن أقول أنا استحق فمازلت مستغفل من الذي يرتدون لباس الصالحين ويدعون السير على طريقهم لأجل استمالتي...
https://telegram.me/buratha