عباس المرياني
المشهد في كردستان كرمال الصحراء المتحركة بعد الانتخابات التشريعية في الإقليم والتي انتهت السبت الفائت عن خارطة جديدة متوقعة في ترتيب الأحزاب السياسية بعد ان حققت حركة التغيير تقدما كبيرا مقابل احتفاظ حزب زعيم الإقليم السيد مسعود بارزاني في الصدارة مع مخاوف من تقدم التغيير في المراحل المقبلة بينما جاءت صدمة الاتحاد الوطني الكردستاني من التراجع مضاعفة مع ما يعانيه الحزب من يُتم بسبب غياب الرئيس والقائد مام جلال غيبة لا عودة معها على راي الكثير تسارعت معه اعترافات كبار قادة الاتحاد بالهزيمة وبضرورة إعادة ترتيب الأوراق من جديد واعادة النظر بسياسة الحزب التي لم تحض بتأييد الناخبين.تقدم حركة التغيير الى المركز الثاني وبفارق كبير عن الاتحاد الوطني الذي حل بالمركز الثالث سيسبب صداعا دائما للحزبين الكبيرين وسيجبرهم على احترامه كحزب او حركة صاعدة وسيفرق بينهما ان عاجلا او اجلا وسيحجز مقاعده في حكومة الإقليم وسيكون شريكا اساسيا في المرحلة المقبلة التي يتوجب على بغداد ان تحجز لهذه الحركة موقعا سياديا قد تفقده حركة طالباني او حزب السيد مسعود اذا ما أراد الاخير الاحتفاظ بزعامة الاقليم خاصة وان الفرق بين التحالف الديمقراطي الكردستاني وبين حركة التغيير ليس كبيرا وفق النتائج الأولية الغير رسمية.صعود حركة التغيير في انتخابات اقليم كردستان لن يكون بمعزل عن حسابات الأحزاب والكتل والتيارات المختلفة في بغداد خلال المرحلة المقبلة التي تعتمد التحالفات القوية للفوز بالاغلبية وتشكيل الحكومة المقبلة ومن المؤكد فان حسابات اي فريق سوف لن تعدوا على ان تتجاوز حركة التغيير التي من المتوقع ان تواصل نجاحها في الانتخابات البرلمانية الاتحادية مطلع العام المقبل وهذا الصعود سيخدم بكل تاكيد العملية الديمقراطية التي بامكانها ان تعتمد التنوع في تشكيل التحالفات والابتعاد عن الأقطاب التي كانت تعتقد ولفترة قريبة ان رياح التغيير لن تصل اليها.ان فوز وتقدم حركة التغيير ربما يكون بسبب طبيعة التغيير في الراي العام او هو امتداد لوهج الرغبة في التغيير الذي اجتاح المنطقة او بسبب الخلل الكامن في سياسة الحزبين الكبيرين في الاقليم خاصة حزب الاتحاد الوطني التابع للرئيس المريض او للرغبة في تجريب ما لم يجرب خاصة وان الحركة اتخذت جانب المعارضة في المرحلة السابقة ولم تشارك في حكومة الاقليم او الحكومة المركزية .ان تغير نتائج الانتخابات في الاقليم ستنعكس صورته في الانتخابات التشريعية وسيتكرر المشهد في بغداد في الانتخابات النيابية القادمة وستحقق احزاب وتيارات لم تشارك في حكومة الازمة التي يقودها السيد المالكي تقدما سيمنحها قصب السبق وسيجعلها في موقع التكليف المباشر من قبل الناخب بعد ان يكون قد سحب البساط من احزاب الحكومة التي لم تقدم اي شيء سوى الفساد والتراجع الامني الرهيب.
https://telegram.me/buratha