صلاح شمشير البدري
ان عاصمتنا الحبيبة بغداد والتي قد تجاوز عدد سكانها السبعة ملايين نسمة وهي تعادل بذلك ثلاث محافظات عراقية ،أو مجموعة دول عربية ،مما تحملها من جراء هذا الزخم السكاني واعداد هائلة من المركبات بانواعها ،ان تعيش وسط بيئة يشوبها التلوث لدرجة كبيرة من عوادم السيارات والمولدات اضافة لضجيج لاينقطع ،مما يؤثر سلبا على حياة المواطن البغدادي ،الذي يتحمل هو الاخر مايجري عليها ،فعند تجولك في شوارع وازقة بغداد ،تلاحظ ركام من النفايات المنتشرة قرب المدارس والمنازل ،وقد اتسعت لتأخذ مساحة اكثر من المخصص لها ،رغم تخصيص دوائر البلدية أوقات معينة لرمي النفايات وهي في ساعات الصباح الاولى وليلا ،حيث يقوم المتعهدون برفعها لتبقى خلال النهار تلك البقع خالية من النفايات ،ولكن للاسف لايلتزم الكثير من المواطنين بتلك الاوقات ،فترى الاوساخ منتشرة طوال النهار مما يشكل منظرا لايليق بالمدينة واهلها اضافة لما تحملها من اوبئة وامراض تلحق الاذى بابناء العاصمة ،كما ان انتشاراصحاب الاغنام والرعي وسط اكوام النفايات والعبث بها هي الاخرى تحتاج من دوائر البلدية الحد منها ،وهي لاتليق ببغداد وهي تحتفل كونها عاصمة الثقافة العربية ،وعلى امانة بغداد ودوائرها البلدية وحكومة بغداد تقع مسؤولية اعادة تخطيط المدن والعمل جديا على حل مشكلة السكن ،والتي من كثير من المناطق وقد تحولت الى عشوائيات تفتقر الى ابسط الخدمات من تراكم المياه الاسنه وبعضهم يعيش وسط مناطق الطمر الصحي وكأننا في احدى دار فور او الصومال والتي هي الاخرى باتت في وضع افضل منا حسب تقارير منظمات الامم المتحدة، واصبحت بغداد في ذيل قائمة طويلة ،فهل يعقل هذا ونحن نعيش ميزانية لم نعهدها من قبل ، وميزانية اكبر للعام القادم 2014، وهل يليق بمن تحمل وزر مسؤولية بغداد ،ان يشترك في مؤتمرات دولية ويتأنق وسط خراب بغداد،واليوم الكثير من الدول تمتلك معامل تدور نفاياتها لتضيف ايرادا وتخلق بيئة نظيفة فاين نحن من ذلك كله،واين اضحت نافورات الماء التي تزين وجه بغداد التي نحن بحاجة اليها لتركن لها العوائل وسط لهيب صيفها للفرار من ضجيج المولدات وساعات القطع الغير مبرمج، واعتقد انها مسؤولية مشتركة بين المواطن والمسؤول ،فالمواطن هو المتضرر الاول وعليه ان يحاسب نفسه في تقصيره امام مدينته ومحاسبة من انتخبه من اجل خدمته ،ونحن نتوسم خيرا في محافظ بغداد او خادم بغداد كما يحب ان يوصف ،ان يترجم حماسه وبتعاون اهل بغداد من اجل مدينتهم، ونتمنى من القائمين على بغداد ان يضعو البدائل من اجل ان لايقطعوا سبل عيش ابناءها وان تكون هنالك اسواق خاصة للباعة قبل ازالة مصادر عيشهم ، كما نتمنى ولانملك غير الامنيات على امين بغداد الاسراع بتحويل جنس الاراضي الزراعية الى سكنية والتي استملكها اصحابها وتحويلها الى مناطق سكنية،لمنع استغلال اصحاب العقارات من رفع الايجارات الى مبالغ غير معقولة،واصبح المواطن البغدادي يسكن وسط عقار لايتجاوز احيانا الثلاثون مترا ،وهناك الاف الدونمات من الاراضي في بغداد واطرافها غير مستغلة او مازالت تسمى زراعية وسط مناطق سكنية ،انها مسؤوليتكم المشتركة يامحافظ بغداد وامينها ومجلس بغداد المنتخب من اهلها ...وقفوهم انهم مسؤولون.
https://telegram.me/buratha