المقالات

العراق وانفراج أزمة النووي الايراني

368 12:36:00 2013-09-25

ياسر طلال

تسعى إيران عبر امتلاك برنامج نووي عسكري إلى حماية دورها الإقليمي، وتوسيع هذا الدور ليكون لها حضوراً لا يقل وهجاً عن الهالة النووية المعطاة للهند وباكستان، وقد نجحت في الحصول على أسرار التجربة الباكستانية، كما حققت الكثير على صعيد تطوير قدراتها الصاروخية، ولا يزال تألقها على حاله، كونها مخزناً ضخماً للغاز والنفط.. ومع ازدياد الضغوط الامريكية والغربية باتجاه وقف هذا البرنامج ، عمل نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني على تكريس جهوده لانعقاد مؤتمر مجموعة 5 + 1 التي تتعلق بالبرنامج النووي الايراني وفك أزمة هذا الملف عبر اجراء المزيد من الحوارات بين ايران ووكالة الطاقة الذرية ، وسعى الشهرستاني لبذل جهود حثيثة لانعقاد المؤتمر في بغداد العام الماضي ،ما أسفر عن وضع لبنات للتعاون والتنسيق بين المنظمة الدولية وايران بشأن برنامجها النووي..وأبدى استعداد العراق لتقديم المساعدة لإيران بخصوص ملفها النووي السلمي خلال المفاوضات التي ستجري مستقبلا بين إيران ومجموعة 5+1 بخصوص النووي الإيراني فضلا عن بحث الشهرستاني مع وزير خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الملف النووي الايراني.. ويعد العراق من أهم الدول التي تتمسك بعلاقة طيبة مع الايرانيين وهنا تدرك طهران أن حلاً شاملاً لملفها النووي يقوم على فتح حوار مع العراق للتوسط الى دول الغرب من اجل التفاهم بشأن ملفها.. المؤتمر الذي عقد في بغداد والذي جمع بين الأمريكيين و الإيرانيين والسوريين كان ناجحا بالتأكيد ،كما ان المؤتمر كان فرصة للأمريكيين لمعرفة الطرح الإيراني في الحوار وخاصة في المستقبل القريب وكان لبغداد فضل في ذلك من اجل تجنيب المنطقة حرب عالمية ثالثة يكون العراق المتضرر الاول منها.. وبذلك فأن العراق ساهم بتحسّن العلاقات الدبلوماسية بين الغرب وايران مما دفع بطهران الى إحراز تقدما في قدراتها النووية بما في ذلك قدرتها على تخصيب اليورانيوم بمعدل جعلها تقلل الوقت الذي تحتاج اليه للوصول الى نقطة الانطلاق بعد ان أكدت انها لا تسعى الى صنع اسلحة نووية، وهو تأكيد كرره مجددا الاسبوع الماضي الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الذي أثارت مفاتحاته الدبلوماسية للغرب الامال بتحقيق تقدم في النزاع النووي المستمر منذ فترة طويلة..ومع اصرار ايران على حقها السيادي في تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية فان أي حل للنزاع يجب ان يحدث نوعا من التوازن بين رغبة طهران في الاحتفاظ بقدراتها واصرار الغرب على تقييدها..لذا فمن الناحية التقنية لايمكن اليوم الحكم على البرنامج النووي الأيراني على أنه برنامج عسكري وكل حكم من هذا القبيل اليوم فهو رجم بالغيب ويفتقد لأي دليل علمي،فأي برنامج نووي يمكن أن ينفتح على كلا الأحتمالين العسكري والسلمي عند تعدي نسبة تخصيب اليورانيوم حاجز الـ 77% وعندها نكون على مفترق من الطرق بين الجانبين العسكري والسلمي وهذا الأمر لن يتحقق إلا بعد مرور عدة سنوات..لقد سعى الشهرستاني الى تذليل العقبات التي حالت دون تفعيل المباحثات في الجانب النووي الايراني، وقدم الخبرات والمشورة التي لدى العراق عن كيفية تجاوز هذه المعضلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد خطت ايران فعلا خطوات جادة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعقدت مزيدا من الاجتماعات في جنيف واماكن اخرى سهلّت من رغبة الغرب في ايجاد مزيد من سبل الحوار بينهما ، وهي الان تسير بخطوات ناجحة في هذا الاطار..ان نجاح خطوات الشهرستاني في هذا الاتجاه سيضع العراق امام الخطوات الاولى للبدء ببرنامجه في استغلال الطاقة النووية للاغراض السلمية لاسيما في مجال انتاج الطاقة والزراعة والابحاث الطبية وهو المشروع الذي يضعه نائب رئيس الوزراء امام عينيه لاسيما وانه من العلماء المتميزين في هذا المجال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك