المقالات

عراق اليوم وأزمة المستوردات

364 12:55:00 2013-09-25

د. فراس الكناني

الرزق على الله , وكثيرة هي الدول التي لا تمتلك من الخيرات الإلهية والطبيعية إلا القناعة تعيش في هذه المعمورة بسلام , لا بل وترتقي على بعض الدول التي تمتلك ثروات طبيعية , كالنفط ,والغاز , والمساحة , والمياه ... , مثل العراق.فالأقتصاد العراقي يعتمد كليا على القطاع النفطي فإجمالي دخل العراق يكون 95% وأكثر من بيع النفط الخام, برغم انه يمتاز بتنوع ثرواته وتوفر مقومات النهوض بها من (مواد أولية , رؤؤس امؤال , أيدي عاملة , ارض ...) إلا أن السياسات ألا مسؤولة للحكومات السابقة , ومغامراته العسكرية الفاشلة في المنطقة ,فضلا عن الأدوار ألا وطنية ,سوء الإدارة ,الحاقدين ,المخربين من الداخل والخارج , والتبعية السياسية التي أدت إلى القضاء على بنيته التحتية , أنها كارثة بكل المقاييس , وحرب على خيرات العراق بحاضره ومستقبله تنازل العراق فيها عن مكانه الريادي في زراعة وتصدير بعض المحاصيل الزراعية كالتمور والحبوب, وإنتاج الثروة الحيوانية كالمواشي والأسماك , وأهمل مؤسساته الصناعية الفاعلة آنذاك , وأثاره التاريخية , ونصبه الدينية التي تمثل صروح عالمية , ممكن أن تدر دخل قومي غير اعتيادي للبلد , كونها قبلة للمسلمين في عموم الأرض .أن الفشل الحكومي المرتبط بالحزبية وعملية التوافقات السياسية , وشي من ضعف الحس الوطني المرتبط بتغليب المصلحة القومية والطائفية , أدى إلى التخبط والعشوائية في العمل واتخاذ القرار انعكس سلبا على الواقع برغم تدفق العملات الصعبة على البلد فالاعتماد كليا كما بينا على واردات النفط كونها مادة مطلوبة عالميا مدر للمال , جعل العراق مستوردا أساسيا في المنطقة , ولأتفه الأشياء هو يستورد المواد البلاستيكية المعادة , والألبان , والخشب , والخيوط والملابس ... ومن دول اقل شائنا ,بضائع فاسدة ,لا تخضع للسيطرة النوعية تهدد حياة إلانسان العراقي كونها وسائل ناقلة لكثير من الأمراض ومهدرة للمال العام.لا تنتهي مشكلة الاستيراد بكل ماتقدم , إنما أخذت منحى خطير يبدءا أولا باستيراد الفكر الهدام ,والتقليعات الهمجية على الصعيد الشخصي التي تمثل رموز شائعة لجماعات فاشلة عبثية منبؤذة (كاليمو , وألبانك) مجتمعيا ليصل الأمر إلى الاقتباس الأعمى للاستراتيجيات الدولية التي لا تتناسب وطبيعة المجتمع العراقي , وتؤصل فيه الأفكار الدينية والسياسية المتطرفة التي روجتها وسائل الإعلام التخريبية التي تعمل وفق أجندات سياسية !ازداد الأمر سواء في العراق ليستورد الإرهاب ومشاهد القتل والعنف والفكر الإجرامي الذي كنا نشاهده في الافلام السينمائية فقط لينتقل بالتدريج ليكون سمة للدراما العراقية في نهاية الحرب العراقية الإيرانية , وبدايات الحصار الاقتصادي كمحاولة لغرسه في أجيالنا الناشئة تتوج بالألعاب الالكترونية العنيفة , وعشق للاستقلال والكسب والسريع , ليصل إلى العدوان على الآخرين وتجاهل الحقوق والملكية الشخصية بعد حرب الخليج الثانية وانتشار الأسلحة المميتة في الشارع العراقي , وظهور العصابات المسلحة , ودعم الاحتلال لها .ليخرج الاحتلال وتبقى أزمة المستوردات تمزق الجسد العراقي , تحت مرا ومسمع للحكومة والعالم من دون رد فاعل يتناسب وحجم الجريمة العالمية والعربية المشينة بحق العراق وأهله فهم يتحملون المسؤولية ,وسيحاسبهم الله عنا وهم يدركون ذلك ولا يفعلون شي , وان يفعلوا هو أمر مستبعد لا ولن يقدموا عليه بعد أن ذاقوا حلاوة الكسب السهل على حساب نهر دم عراقي جاري .يبقى الأمر بيد العراقيين فهم وحدهم قادرين على حماية أنفسهم بثروة وطنية وفعل أخلاقي مصدر قوته أصالة العراق , فكرهم , توحدهم القائم على حب الخير للآخرين لتغيير واقعهم لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قهر
2013-09-25
منو يقرأ ومنو يكتب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك