المقالات

السر في استمرار المذبحة /

561 13:38:00 2013-09-25

حافظ آل بشارة

المذابح العشوائية اليومية مستمرة في العراق ، المذابح تجري بنمط ثابت فتقابلها القوات الأمنية بردود فعل متشابهة متكررة ، الموت الجماعي يتكرر كل يوم فيتكرر معه الفشل الدفاعي كل يوم ايضا ، الارهابيون في موضع الهجوم والحكومة في موضع المدافع داخل بلدها وارضها ! الاساليب الفاشلة في مواجهة الأزمة الأمنية تستهلك اموالا وجهودا وارواحا ولا تعود الا بمزيد من التراجع ، كثير من الخبراء والمراقبين ومسؤولي البلد الكبار والصغار يعرفون حقيقة ما يجري ويعرفون اين الخلل وما هو البديل لكنهم يفضلون الصمت ، المعركة مع الارهاب تحتاج الى خطة والخطة تحتاج الى ترتيب اولويات ، ولا تحتاج معرفة الاولويات الى خبرة كبيرة ، فقد اصبح المواطن العراقي من كل الاوساط والمستويات يعرف ما هو المطلوب ، قبل كل شيء يجب عدم السماح للارهابيين بأن يتحولوا الى قوة عسكرية مقاتلة تتقاسم مع اهل البلد المستهدف الارض والموارد ، وهذا لا يتم الا بتطبيق ما يسمونه في الدعاية (تجفيف منابع الارهاب) وهو عنوان عام وعند التفصيل يكون الشيطان كامنا في التفاصيل ، أصبح معروفا ان أهم منابع الارهاب في العراق هي :1. دول في المنطقة تتولى تدريب وتمويل الارهاب في العراق ، ويعد ذلك اعلان حرب عليه ولكن العراق لا يقابل تلك الدول بأي اجراء رادع مع انه قادر على ذلك .2. الحدود المفتوحة التي يتدفق منها الارهابيون الى الداخل ، ولم يعد العراق قادرا على حماية حدوده وهو ما لم يحدث في اي بلد آخر .3. وجود وزراء ونواب ورؤساء احزاب يتولون بشكل علني دعم الارهاب بالمال والسلاح والتخطيط والتنفيذ والتغطية الاعلامية والتعبئة والتحريض ، وتتوفر ادلة واوامر قضائية برفع الحصانة عنهم لكنهم يستمرون في شغل مناصبهم في الدولة بدون اي حساب ، هم مسؤولون عن تلك الجرائم شرعا وقانونا ويشاركهم الجريمة من يعلم بهم ويلوذ بالصمت .4. وجود حواضن محلية شبه علنية للارهاب ، وقد احتلت العصابات المسلحة بعض المناطق في شمال العراق ووسطه وغربه ، واتخذوها اوكارا لهم واتخذوا اهلها اسرى . 5. تعد السجون احد منابع الارهاب وفيها يمارس المجرمون ادارة العمليات الارهابية من داخل السجن وتتوفر لديهم الاتصالات ، ويقومون بتنظيم الشبكات الارهابية داخل السجن ، ويتم تأجيل تنفيذ الاحكام بالمجرمين ثم يتم تهريبهم من السجن .هذه اولويات تقع ضمن صلاحيات الدولة العراقية وهي مقدور عليها ، ولا يمكن القضاء على الارهاب الا بتنفيذ هذه الاولويات ، اما اهمال تلك الاولويات فانه سوف يؤدي الى هيمنة المعسكر الارهابي على البلد تدريجيا . والسؤال الشائع هو : لماذا لا تعمل الدولة العراقية على اساس هذه الاولويات في مواجهة الارهاب ؟ والجواب الحقيقي هو ان العراق لا يستطيع العمل ببعض هذه الاولويات لانها حسب زعم المعنيين تؤدي الى الأسوأ ! وفي الحقيقة لا يوجد اسوأ من الوضع الحالي ، لكنه قد لا يكون الاسوأ لدى المستفيدين من هذه المأساة ، الحقيقة المسكوت عنها ان مصالح بعض القوى الدولية والاقليمية تتطلب ان يبقى العراق ساحة للابادة ، وما على مسؤولي هذا البلد الا الاستجابة لتلك الرغبات ، مصالح الدول الكبرى اهم من حياة الشعب العراق ، وهذا وجه واحد من وجوه الأزمة ولا يوجد اي مبرر آخر لحالة التهاون والفشل وتجاهل هذه الاولويات التي اصبحت على كل لسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-09-27
نعم الاخ الكاتب الحققيقه المسكوت عليها بقاء العراق ساحه للارهاب لان سياسينا وبالاخص سياسي الشيعه لاعبين رئيسيين في اللعبه الاقليميه وبقاء الصراع الطائفي وبالتعاون مع دول الجوار ودليل ذلك فساد الاسلحه الروسيه وابطالها حاشية المالكي والمحسوبن على السلطه
مراقب
2013-09-26
القاعدة والتنظيمات المحلية المرتبطة بها مدعومة من دول الجوار ومن الداخل تجند المرتزقة واصحاب النفوس المريضة لتنفذ الاعمال الاجرامية وتقدم التسهيلات للمجرمين والارهاب والدليل على ذلك كثير مثلا الفساد والتناحر السياسي وهروب بعض المسؤولين بعد انكشاف امرهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك