المقالات

السر في استمرار المذبحة /

617 13:38:00 2013-09-25

حافظ آل بشارة

المذابح العشوائية اليومية مستمرة في العراق ، المذابح تجري بنمط ثابت فتقابلها القوات الأمنية بردود فعل متشابهة متكررة ، الموت الجماعي يتكرر كل يوم فيتكرر معه الفشل الدفاعي كل يوم ايضا ، الارهابيون في موضع الهجوم والحكومة في موضع المدافع داخل بلدها وارضها ! الاساليب الفاشلة في مواجهة الأزمة الأمنية تستهلك اموالا وجهودا وارواحا ولا تعود الا بمزيد من التراجع ، كثير من الخبراء والمراقبين ومسؤولي البلد الكبار والصغار يعرفون حقيقة ما يجري ويعرفون اين الخلل وما هو البديل لكنهم يفضلون الصمت ، المعركة مع الارهاب تحتاج الى خطة والخطة تحتاج الى ترتيب اولويات ، ولا تحتاج معرفة الاولويات الى خبرة كبيرة ، فقد اصبح المواطن العراقي من كل الاوساط والمستويات يعرف ما هو المطلوب ، قبل كل شيء يجب عدم السماح للارهابيين بأن يتحولوا الى قوة عسكرية مقاتلة تتقاسم مع اهل البلد المستهدف الارض والموارد ، وهذا لا يتم الا بتطبيق ما يسمونه في الدعاية (تجفيف منابع الارهاب) وهو عنوان عام وعند التفصيل يكون الشيطان كامنا في التفاصيل ، أصبح معروفا ان أهم منابع الارهاب في العراق هي :1. دول في المنطقة تتولى تدريب وتمويل الارهاب في العراق ، ويعد ذلك اعلان حرب عليه ولكن العراق لا يقابل تلك الدول بأي اجراء رادع مع انه قادر على ذلك .2. الحدود المفتوحة التي يتدفق منها الارهابيون الى الداخل ، ولم يعد العراق قادرا على حماية حدوده وهو ما لم يحدث في اي بلد آخر .3. وجود وزراء ونواب ورؤساء احزاب يتولون بشكل علني دعم الارهاب بالمال والسلاح والتخطيط والتنفيذ والتغطية الاعلامية والتعبئة والتحريض ، وتتوفر ادلة واوامر قضائية برفع الحصانة عنهم لكنهم يستمرون في شغل مناصبهم في الدولة بدون اي حساب ، هم مسؤولون عن تلك الجرائم شرعا وقانونا ويشاركهم الجريمة من يعلم بهم ويلوذ بالصمت .4. وجود حواضن محلية شبه علنية للارهاب ، وقد احتلت العصابات المسلحة بعض المناطق في شمال العراق ووسطه وغربه ، واتخذوها اوكارا لهم واتخذوا اهلها اسرى . 5. تعد السجون احد منابع الارهاب وفيها يمارس المجرمون ادارة العمليات الارهابية من داخل السجن وتتوفر لديهم الاتصالات ، ويقومون بتنظيم الشبكات الارهابية داخل السجن ، ويتم تأجيل تنفيذ الاحكام بالمجرمين ثم يتم تهريبهم من السجن .هذه اولويات تقع ضمن صلاحيات الدولة العراقية وهي مقدور عليها ، ولا يمكن القضاء على الارهاب الا بتنفيذ هذه الاولويات ، اما اهمال تلك الاولويات فانه سوف يؤدي الى هيمنة المعسكر الارهابي على البلد تدريجيا . والسؤال الشائع هو : لماذا لا تعمل الدولة العراقية على اساس هذه الاولويات في مواجهة الارهاب ؟ والجواب الحقيقي هو ان العراق لا يستطيع العمل ببعض هذه الاولويات لانها حسب زعم المعنيين تؤدي الى الأسوأ ! وفي الحقيقة لا يوجد اسوأ من الوضع الحالي ، لكنه قد لا يكون الاسوأ لدى المستفيدين من هذه المأساة ، الحقيقة المسكوت عنها ان مصالح بعض القوى الدولية والاقليمية تتطلب ان يبقى العراق ساحة للابادة ، وما على مسؤولي هذا البلد الا الاستجابة لتلك الرغبات ، مصالح الدول الكبرى اهم من حياة الشعب العراق ، وهذا وجه واحد من وجوه الأزمة ولا يوجد اي مبرر آخر لحالة التهاون والفشل وتجاهل هذه الاولويات التي اصبحت على كل لسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-09-27
نعم الاخ الكاتب الحققيقه المسكوت عليها بقاء العراق ساحه للارهاب لان سياسينا وبالاخص سياسي الشيعه لاعبين رئيسيين في اللعبه الاقليميه وبقاء الصراع الطائفي وبالتعاون مع دول الجوار ودليل ذلك فساد الاسلحه الروسيه وابطالها حاشية المالكي والمحسوبن على السلطه
مراقب
2013-09-26
القاعدة والتنظيمات المحلية المرتبطة بها مدعومة من دول الجوار ومن الداخل تجند المرتزقة واصحاب النفوس المريضة لتنفذ الاعمال الاجرامية وتقدم التسهيلات للمجرمين والارهاب والدليل على ذلك كثير مثلا الفساد والتناحر السياسي وهروب بعض المسؤولين بعد انكشاف امرهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك