المقالات

يوم السلام مصبوغ احمر

558 14:51:00 2013-09-25

عبد الكاظم حسن الجابري

عزفت الأوتار أجمل ألحان, وصدحت الحناجر بأحلى الأناشيد, تتغنى بيوم السلام العالمي, وفي كل بقاع العالم, وحَشَدَتْ المنظمات العالمية الرسمية, كمنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي, وكذلك منظمات المجتمع المدني جهودا كبيرة لإقامة احتفاليات وفعاليات متعددة ومتنوعة داعيةً لإشاعة السلام وثقافة التسامح والتعايش السلمي.يوم 21 أيلول كان مختلف في بلدي, فمع ارتفاع أصوات الموسيقى والأناشيد تعالت أصوات الحقد الأعمى وأصوات الجهلة, أعداء الإنسانية تعالت أصواتهم بحزام ناسف وسيارة مفخخة وجسمين عفنين فَجَرا بحقدهم جمع من أبناء الشعب العراقي البسطاء, فلم يستهدف الانفجار موقعا حكوميا او مؤسسة أمنية, بل تجمع لأناس عزل اجتمعوا للعزاء لفقدهم أخ لهم ومن منطقتهم.حقيقة إن الأمر لا يمكن أن يوصف وهول المصيبة لا يحده تعبير او تحيطه كلمات, فمشاهد الأشلاء المتناثرة, والجثث المحترقة, وصيحة تلك المرأة البسيطة التي كانت تنادي ابنها ولا تعرف بحاله وهي تصحيح بلهجتها الشعبية وبحرقة الأم المفجوعة "يمه عباس مو كلتلك لا تطلع" كل هذه المشاهد يهتز لها كيان الإنسانية, وكل ضمير حي.صيحة أم عباس اختزال للمشهد القائم من مآسي وآلام, وحرقتها هي حالة كل عراقية مفجوعه بوليدها, وهذه الصيحة هي شهادة حية على ما يحصل في بلد العراق.انفجار مدينة الصدر صبغ يوم السلام بدماء الشهداء المغدورين, فلم يعد للسلام معنى وأبناء العراق تُقَطَعْ أجسامهم, دون رادع من دين او وازع من ضمير, انحنى السلام أسفا لما حل بتلك المدينة البسيطة التي يقطنها أُناس بسطاء, كل همهم أن يكسبوا قوتهم اليومي ويعيشوا بهدوء وسلام.إن تفجير مدينة الصدر كشف الوجه الخبيث لمن يحكمون العراق الذين لم يكن همهم إلا أن يقللوا في أعداد الضحايا من شاشات التلفاز, وكأنما لو كان العدد 13 شهيد كما أعلنت وزارة الداخلية يعتبر انجاز لان المصادر الإعلامية والشعبية أشارت إلى أكثر من 70 شهيد سقط خلال التفجير المزدوج, أليس ال 13 شهيد - على افتراض صحة إعلان وزارة الداخلية - مصيبة عظمى ؟وكان هم المتحدثين من الجانب الحكومي لترقيع موقفهم من خلال إظهار تأسفهم لما حدث بتعابير وجوههم البائسة, أليس التأسف لا يكفي ؟ أليس من العار عليكم أيها المتحدثون الحكوميون أن تحدث هكذا خروقات؟ الم توقعوا ميثاق شرف لحفظ الدم العراقي؟ ولو إني شخصيا اشك في أنكم تملكون شرفاً, حولتم صراعاتكم السياسية إلى مفخخات يومية تعصف بأبناء العراق, ولأخرج عن عادتي هذه المرة وأقول إن صراعكم تحول إلى محرقة يحترق فيها الشيعة دون غيرهم, وانتم تمسكون الزمام - اعني الحكام الشيعة - ولا يمكنكم حماية أبناء جلدتكم, انشغلتم بزيادة أرصدتكم في البنوك العالمية, وتكبير كروشكم وتحسين مؤخراتكم العفنة بملايين الدولارات من أموال الشعب وتركتموه يتلظى بنار المفخخات.عذرا أيها المحتفلون بيوم السلام العالمي, عذرا منكم فان يومنا دامي, وأشلاءنا مقطعة, وجراحنا نازفة, عذرا لا يمكننا أن نشاركك احتفالاتكم, رغم أنا نباركها لكم ولكن نباركها لكم باشلاءنا الممزقة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك