ابو ذر السماوي
منذ الصغر ونحن نتغنى بالبصرة مرة بعنوان انها شيء مختلف عن مدننا وقرانا في الجنوب ولاننا نرى فيها المخرج الحقيقي من الضيق والمحدودية في الافق فكنا نجد فيها الميدان الواسع للتعبير عن الذات اقتصاديا واجتماعيا فكريا ثقافيا شيء مختلف لانها تتمتع بميزات ذاتية ميزتها تاريخيا وحضاريا وخيرات حباها الله بها... من بحر تطل به على العالم ترمق الحياة بنظرة جديدة يحدوها الامل بالتغيير وتحول الحال الى احسن حال وملتقى نهرين وخصوبة تربة وحدود مفتوحة على دول الجوار كانت محطة انتقال ونقطة انطلاق لنا فهي الممر الطبيعي والبديهي لبلد مثل الكويت ابان نهضته ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ..... ومرة لما كانت تملى به رؤوسنا من الافكار والشعارات والخطابات البائسة والفارغة والكارتونية لانها بلا محتوى وبلا مصداقية ....عن البصرة مدينة المدن والبصرة ثغر العراق الباسم والبصرة بوابة العرب الشرقية ووووووما حولها الى قبلة ومحط أنظار ونافذه مستقبل ومثار وملهم للاحلام الوردية ..... البصرة بين هاتين كانت توأم لبغداد بل منافسها الحقيقي دائما وهي كذلك منطقيا وعقليا وواقعيا وتاريخيا وحضاريا واجتماعيا واقتصاديا لا بل في المجال الاخير هي صاحبة الريادة لاعلى بغداد بل على العراق باجمعه فهي صاحبة الفضل في كل ما تتمتع به بغداد من سمعة وتقدم وتطور لانها تملك مصدر الحياة وممول الميزانية الوحيد البترول ..... لكن البصرة بقت في العنوان الثاني مجرد شعارات وخطابات ومجرد بقرة حلوب لاتستحق اكثر من (حشيش وعلف وماء ) يسدان جوعها وضماها وبقت البصرة مجرد مستودع للنفط ومصدر للميزانية لتعيش على المكارم والهبات وبما تجود به يد المركز بقت البصرة مدينة الخراب والمياه الغير صالحة للشرب ومكب نفايات بقت البصرة في كل مراحلها تلعب دور ثانويا بل تمثل ادوار الكمبارس (وهي البطل الوحيد) ليس قصور بها او بأبنائها لكن بمن يريدها ان تبقى بغفلتها .... شعارات كانت ولا زالت ترفع وتسوق لسلبها هويتها وتمييع ما يميزها لتغرق في الهوية الوطنية وتجييرها في مشروع عام ليس لها فيه الا القشور والغلاف وحتى الغلاف والمظاهر كانت عبارة عن هبة او لطف وفضل من اصحاب السيادة والرفعة ...... لست في مجال كتابة قصيدة او مقالة ادبية او أن اشرح واوضح ماتمثله البصرة للعراق فلم يقصر (السياب) وهو من حول (بويب) ذلك النهر الصغير الى بحر متلاطم (السياب) الذي اطل بمعاناة المدينة مصور مأساة بلد ومحنة شعب ... الشمس اجمل في بلادي .... حتى الظلام .... وان بقت البصرة تلك المدينة الساحرة الا انه يراد لها ان تبقى مدينة على الهامش ..... مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية والذي نادى به السيد عمار الحكيم وتبناه ائتلاف المواطن كمشروع وكهوية وكخارطة طريق لحل مشاكل مزمنة في المحافظة وفي العراق لم يطرح للتسويق السياسي او الدعاية الانتخابية او لمصلحة شخصية وعلى ما اظن الجميع رحب به الجميع تغنى به الجميع امتدحه الجميع ايده والجميع تحدث عن واقعيته وعن فائدته لا للبصرة فحسب لا بل للعراق كل العراق ان لم يكن للمنطقة كونها مدينة تتاثر وتؤثر بمحيطها الداخلي والخارجي لما لها من مقومات ذكرناها بالعموم وفي معرض الكلام ... لكن بقى بلا تنفيذ رغم ملحة السيد عمار الحكيم ورغم جهود المجلس الاعلى وكتلة المواطن والتي لازالت مستمرة بلا هواده ورغم حديث الجميع بقت الحكومة تساوم تقدم قدم وتؤخر أخرى في اقراره او على الاقل رفعه للبرلمان لا لسبب فالجميع يدرك ما اهمية هذا القانون او المشروع للعراق وبدون اسباب بقى المشروع معلق او غير منفذ او ... او غير مرغوب في فتح ملفه وربما يعود السبب لكلمة مشهورة قالها الشيخ الشهيد مطهري (رحمه الله ) .. الكل يريد خدمة الاسلام لكن على شرط ان يكون هو حجة الاسلام .... او لسبب مركزي فماذا يبقى للحكومة اذا كانت البصرة عاصمة اقتصادية وتتمتع بميزات يمكنها ويؤهلها ان تتصدر الجميع فاين تذهب الوزارات .. وربما ان هنالك مشاريع بديلة كما هو الحال في مشروع وقانون او قرار او طموحات البنى التحتية والدفع بالاجل .... ولعل السبب الابرز والاقوى والذي يضاف الى مجموع هذه الاسباب هو ارادة شركات النفط وضغطها على الحكومة وتحريك لوبي قوي ومجد في الابقاء على الاوضاع كما هي الامور بيد المركز ويمكن ان يتعامل معه لبعده ولعدم درايته او لتغليب مصالحه الخاصة او تحقيق استراتيجته التي اثبتت وعلى مدى التاريخ فشلها والدليل واقع البصرة ..... فبعد جولات التراخيص والتي تمكن هذه الشركان بان تلعب دور بارز واقوى في تغيير المعادلات السياسية ليس على مستوى العراق لا بل على مستوى العالم وهذا ما لايتحقق لو كانت البصرة عاصمة اقتصادية ولو تحقق فانه يفقدها مكتسباتها ونفوذها ويفقد كتل سياسية وسياسيين العمولات والامتيازات المترتبة على التعامل مع هذه الشركات ....ربما يكون كلام خطير او محرج او حتى اتهام مبطن لكن من يعطيني سبب وجيه لرفض مشروع البصرة عاصمة اقتصادية للعراق او من المسؤول عن تلكؤه وتاخيره من المسؤول على ابقاء البصرة تحت مطرقة الحاجة وسندان الوطنية ...حتى ياتي من يفسر لنا او يوضح لنا او يقنعنا فسيبقى المواطن البصري يتكهن ويتساءل ويستفسر ثم يتهم ويشكك ثم يصدق كل شيء الصدق والكذب الحقيقي والوهمي ثم تفقد الثقة وتقل المصداقية بالنسبة للحكومة ومن يمثلها او يتحدث بمشروعها او بلسانها مهما تكلم واي من يكون ...ولا فائدة باستمرار هذه المتتالية من التوقعات او النهايات في المستقبل لانها حاصلة اليوم مع ماتعانيه البصرة والجنوب والوسط بصورة عامة من اهمال وتقصير وصل حد الاستغفال ....بقت البصرة طوال تاريخها وعمرها صبورة صبر نخيلها وما تحمل من ضيم كي يتحقق شيء في نهاية الطريق وكي يرى جيل من الاجيال ضوء في نهاية النفق فلا تبقوها تعيش ظلامها الدامس واعتقد لن يتفعها من يرد طبيق شعر( السياب )حتى الظلام حتى الظلام ... ويجعله السبب في خراب البصرة وعدم اقرارها عاصمة للاقتصاد العراقي او العاصمة الاقتصادية للعراق .....سنسأل (السياب)...سنقاضيه ....وسنحكم عليه بانه من جلب الظلام للبصرة ....سنسأل (السياب )وسنتحدث معه كثيرا لانه يتحملنا لانه يعرفنا لانه تحمل كثيرا فما يضيره لو تحمل هذه التهمة ....فالنسأل( السياب) اذا ...لكن ايستحق (السياب) منا كل هذا........
https://telegram.me/buratha