المقالات

الفوضى ومعادلة التحديات الامنية في العراق ...

490 15:42:00 2013-09-25

عون الربيعي

في ظل حالة المد والجزر التي تشهدها المنطقة مع تصاعد حدة التواترات الطائفية لابد من الالتفات الى ما يحدث في سوريا من متغيرات انعكست اثارها سلبا على الداخل العراقي بتسارع وتيرة الاحداث الامنية وتزايد حالات الاستهداف الممنهج الذي يذكرنا بما شهدته البلاد العام 2005 وان تحدث البعض عن وجود خروقات الى انها ليست كذلك بالمعنى الدقيق للوصف لان الخرق الامني اذا ما حدث فان حالات حصوله لا تتكرر بسهولة وهذا يعني ان هناك بنية منظمة قوية تتعرض لاختراق ما بينما الوضع في العراق اشبه ما يكون بالفوضى الامنية وعدم وجود القيادة الواضحة والخطط المحكمة التي تجبر قوى الارهاب على التراجع والتقهقهر لا ان تتحول الى قوى اساسية في المشهد الامني والسياسي وبعيدا عن اسباب قوة التنظيمات الارهابية ومن يقف ورائها ومن يغذيها ويخطط لها ويدعمها ويمنحها الغطاء لتنفذ مثل هذه الاعمال القذرة لابد من وجود حلول سياسية وقانونية تمنع اسباب هذا الدعم وتقلل منه وتسهم بردع القوى الخارجية والداخلية من ممارسة عمليات القتل واستباحة الدم العراقي وهنا يمكن ان نصف التصريحات الحمقاء لبعض الساسة على انها تصريحات انفعالية فارغة تبريرية تدور حول المشكلة ولا تغوص الى قعرها لحلها جذريا فمثلا التصريحات التي سمعناها من برلمانيين في فريق الحكومة والتي تؤشر وجود تدخل خليجي سعودي واخر اقليمي تركي في الشان العراقي وهي وجهة نظر تتطابق مع ما نعرفه ونراه ونلمسه وهو ما صرحت به وثائق امريكية قبل اشهر لكن المستغرب ان احدا لم يحدد كيفية الردع ومنع ىهذه الاطراف من التدخل ودعم جماعات القتل الوالغة بالدم العراقي وباستعراض تصريحات اخرى تتحدث عن عدم الصمت عن جرائم القتل المدعزمة خارجيا نجد ان الخطاب هو ذاته بينما يشنع العلواني ويهدد ويتوعد بل ويدافع عن افكار سمجة من قبيل انه يحارب علنا مليشيات ايران في العراق دون تسمية هذه المليشيات وتحديدها ليكون بذلك كل شيعة العراق تحت مرمى نيران جماعات العلواني وخطابه التاجيجي المدفوع الثمن ليس هذا فحسب بل ان البرلمان لم يكلف نفسه برفع حصانته عن هذا القاتل وامثاله وهم كثر ولم يدن تصريحاتهم وافعالهم لنبقى في نفس دائرة التسويف والمماطلة التي تصب كلها في اضعاف الدولة وتحويلها الى دولة (شقاوات) وفتوات وجماعات مسلحة متناحرة تستقوي بالارهابيين والماجورين وكاننا نتغافل عن صفقات دولية بات العراق المتضرر الاكبر منها فكل دول المنطقة لاتريد ان ينتهي مسلسل اراقة الدم العراقي بما فيها امريكا التي تقول على لسان رئيسها انها تدافع عن امنها القومي وكل ذلك يتم باستقطاب جماعات الارهاب الى منطقة الشرق الاوسط لتكون مسرحا لتصفيات متبادلة بين المجتمعات المتعايشة منذ قرون وهي متى ما ارادت التدخل فانها ستفعل تحت عناوين اخرى من قبيل الحفاظ على الديمقراطية وحماية حريات الشعوب . ان الازمة السورية وما شهدته من متغيرات بعد تمركز قوى متطرفة فيها وتقاتلها فيما بينها وتهديد بعضها البعض الاخر يعني ان جزءا كبيرا منها سيضطر لمغادرة هذا البلد واعتقد ان الملاذ الذي يمكن ان يكون مناسبا لبعض هذه القوى الطفيلية الارهابية لن يكون لبنان او الاردن وحتى تركيا ولن يكون السعودية واوربا وهذه البلدان التي جاء منها معظم الارهابيين بل سيكون العراق على اعتبار ان جبهة النصرة الارهابية وما يسمى بدولة العراق والشام الارهابية لها امتدادات داخل العراق وهي تسعى لاستغلال هذا الامتداد وايجاد مكان لها على خارطة التاثير في العراق فهل نكون مخطئين اذا قلنا ان ما يشهده بلدنا من تداعيات امنية خطيرة ليست بسبب هذه الستراتيجية التي يشير اليها الكثير من المحللين الغربيين ولعلهم على علم بما يخطط له بعض امراء الحرب الاقليميين لتعويض فشلهم المتنامي في سوريا بعد ان اتفقت القوى الكبرى ممثلة بروسيا وامريكا على ايجاد تسوية للاوضاع هناك وانطلاقا من هذا الافتراض اقول هل تكفي خططنا الامنية التقليدية والضعف الاستخباري وتسليح الجيش العراقي الاقل من نظرائه في المنطقة والعالم في التصدي لمثل هذه الاخطار والتهديدات الحقيقية ناهيك عن ضعف الاداء الدبلوماسي والتاثير العام في حكومات المنطقة التي تصنف عدوة في اغلبها وما الذي يخيفها اذا كانت هذه الدول تدرك كل هذا الضعف وتتعامل معنا على هذا الاساس وهذا ليس خطابا محبطا بقدر ما هو حقيقة يجب ان نتعامل معها بالتخلي عن نهج التهرب من المسؤولية والتصدي لها ظاهريا اوقات الرخاء ورمي الكرة في ملعب لاخرين وقت الشدة وان تحقق جزء من ذلك فاعتقد ان الحال سيتغير لما نتمناه كمواطنين نريد العيش بحرية وسلام وتجنيب شعبنا كل هذه الويلات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك