المقالات

التحديات وحّدت الشعوب .. وفرقت العراقيين

451 20:26:00 2013-09-25

حميد الموسوي

تعرضت وتتعرض جميع دول العالم الى تحديات ومخاطر مصيرية تهدد الامن الوطني ،تحديات على شكل كوارث طبيعية احيانا ،وعلى شكل عدوان خارجي يصل الى حالة الحرب المعلنة الخاطفة، او حرب الاستنزاف ،او الحرب الاقتصادية اوحرب المياه،اوحرب مدفوعة الثمن غير معلنة من خلال المرتزقة.وفي كل هذه الاحوال تعلن الحكومة حالة الطوارئ ، ويؤجل ابناء الوطن الواحد - على اختلاف اديانهم وقومياتهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم واهوائهم واحزابهم واتجاهتهم - يؤجلون خلافاتهم ،ويعلقون مشاكلهم ،ويجمدون ازماتهم ، ويقفون وقفة رجل واحد بوجه الموجة لصد الاعصار الذي يتحدى وطنهم و يستهدف وجودهم ودولتهم وكيانهم ومؤسساتهم.حتى ان بعض السلطات تعمد الى اختلاق عدو موهوم وتصنع احداثا وتحديات وذلك من اجل التفاف الشعب وتماسكه ونسيانه للخلافات وتأجيل المطالب حتى تمر العاصفة بسلام .التجربة الديمقراطية العراقية الفتية تعرضت منذ ساعة ولادتها والى يوم الناس هذا الى اعتى موجة من التحديات .. حرب ضروس ، مدفوعة الثمن غير معلنة، تعددت اطرافها، متداخلة الخنادق مختلفة الغايات والاهداف والاسلحة حتى ان بعض اسلحتها لم تستعمل في الحروب التقليدية التي مرت ومنها السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة .ومع ذلك وغيره لم يؤجل العراقيون خلافاتهم الازلية ، ولم يعلقوا مشاكلهم من اجل ان يتفرغوا للعدو ، ما ان يخرجوا من ازمة بشق الانفس حتى يدخلوا في ازمة اشد واضيق ،وما ان ينهوا خلافا حتى يقعوا في خلاف اعوص .كأن العراق لايعنيهم والعدو لايستهدفهم.. بعضهم ( انا ومن بعدي الطوفان )والبعض الآخر( علي وعلى اعدائي ).وغيرهم ( ليحترق العراق بمن فيه وما فيه مقابل امتيازاتي المفقودة )!. لم تعلن حالة الطوارئ ولم يؤخذ الارهابيون بحزم المفخخات تأكل العراقيين بالجملة يوميا وتفصيليا ، النزيف انهار..والنفق مجهول النهاية. والقادة السياسيون مشغولون باحزابهم وكتلهم ومصالحهم الفئوية والشخصية وكأن الامر يحدث في دولة بعيدة من دول افريقيا .لم يترجل احدهم عن بغلته.. لم يتنازل عن اصراره ..الكل يدعي صحة العقل.. الجميع مخطئون وهو الأصوب ، الجميع مبطلون وهو الحق والعدل .. الجميع كاذبون مفترون ..لصوص وهو الصادق الامين.حلقة مفرغة ودوامة ما بعدها دوامة!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك