المقالات

الخراب الثالث

536 10:21:00 2013-09-26

مديحة الربيعي

منذ سنوات الخلق الأولى ونزول الأنسان الى الأرض بدأت فكرة أنا ومابعدي الطوفان تحرك نوازع النفس البشرية,أذ حدثت أول جريمة قتل في العالم على يد قابيل الذي أقدم على قتل أخيه لأنه أدرك تفوقه عليه,فشعر بالدونية والأهانة لان الخالق جل وعلا تقبل قربان اخيه ولم يتقبل منه,فأقترنت قصته بكل من أصبح مثالاً للغرطسة والشعور بأنه أفضل من الجميع في كل شيءأن فكرة الفوقية والنظرة الى الاخرين على أنهم اقل كفاءة وقدرة وقوة هي التي تسبب الصراعات داخل الاوساط السياسية,ومتى ماعرفت هذه الافكار طريقها الى بلد معين فأنها ستفتح الباب على مصراعيه أمام العواصف التي ستهلك البلاد والعباد ومايحدث في العراق الآن خير دليل على ذلك,فكل واحد من المسئولين والمتنفذين في الحكم ومن يمسك بزمام الأمور يشعر أنه الاقدر والاجدر على ادارة البلاد ويسعى جاهداً الى الأستئثار بالسلطة,والحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب رغم محاولات الجميع الاشارة بالتصريح احياناً وبالتلميح احياناً أخرى على ان البلاد لايوجد فيها مظهر واحد يدل على نجاح المتمسكين بالكراسي,وعلى مختلف الأصعدة فالواقع الأمني في تدهورٍ مستمر حتى باتت شوارع بغداد مهجورة لايعرف الناس من سيعود الى منزله سالماً,ومن سيخرج من منزله للمرة ألاخيرة ولن يعود ابداً؟ وحتى من عاد سالماً يبقى يترقب ليوم مفعم بالخوف والقلق,ليستمع لقصصٍ تحمل في طياتها فجائع تروى على لسان من فقد الأحبة ومن أصبح معاقاً عاجزاً يتمنى الموت في كل لحظة اما بقية الجوانب الاخرى,كالأقتصاد والخدمات فبطبيعة الحال لن تستقر ولن تحقق خطوة واحدة نحو الأمام مالم يتوفر الجانب الامني,وعلى هذا الأساس فأن البلد يعيش حالة من الشلل التام وعلى جميع الاصعدة,ولايوجد دليل واحد على ان هناك املاً في أنفراج الأزمات المتتالية أو الخروج من دوامات العنف التي ليس لها نهاية فلماذا المكابرة والاصرار على التمسك بالمناصب على حساب الوطن والمواطن ؟ ولماذا السعي المتكرر لجر البلاد نحو الهاويةأن فكرة الولاية الثالثة للحكومة الحالية التي لم تنجز أي شيء يذكر في السنوات الماضية ترسخ فكرة مفادها أن الكرسي قبل كل شي وفوق كل شيء حتى لو كلف ذلك أرواح العراقيين جميعا,وخراب ولايتين خير دليل على ذلك,فكيف سيكون حال البلاد حينئذ اذا ماحصل الخراب الثالث؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوا حيدر
2013-09-27
السلام عليكم : مشكورة صاحبة المقال ووانه ممتاز ويضع النقط على الحروف ؟لكن لماذا لا يتدارس البرلمانيون والسياسيون الشرفاء الذين منحهم الشعب المظاوم ثقته والبحث عن حلول جذرية تحقق للشعب تطلعاته وآمنيه وتحت قبة البرلمان التي أضحى يتعالى فيها الصراخ وتتشابك الأيادي وفي بعض الأحيان تخلع الأحذية من أرجل أصحابها لكي يرمى بها من وصل الى تحت قبة البرمان إما عن طريق الخطأ أو بالتزوير؟ وكذلك بالوقوف وبطريقةدستورية وللحيلولة دون حدوث الخراب الثالث ؟؟؟؟؟!!!!!!.
ابو حيدر
2013-09-26
لعل هذة المفاهيم والضواهر هي بقايا الانظمة السابقة التي ذهبت ادراج الرياح غير ماسوف عليها التي كانت تروج للحزب الواحد والقائد الضرورة والقائد الاوحد والجمهورية الخالدة والرسالة الخالدة الخ -- وهي طبعا مفاهيم خاطئة ومتخلفة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك