سالم رمضان
الثورة التكنولوجية الهائلة التي مرت بنا خلال العقد الأول من قرن الواحد والعشرونغيرت الكثير من العادات والتقاليد وأصبحنا نتحرك وكأننا آلات مبرمجة والذي زاد الطِّينَ بَلَّة هو دخول التليفون الجوال الذكي وهذا هو الذي قد دق إسفين تفرقة الأسرة وجعل كل واحد منا يعيش في عالمه الخاص كانت الأسرة العراقية بالتحديد تعيش مترابطة قريبة عن بعضها تجمعنا باحة البيت (الحوش)في الصيف أو صالة الجلوس في الشتاء كنا نتبادل الكلام ونسمع النصائح ونستمع لتجارب الأكبر منا ونستفيد ...... وذات يوم ظهر لنا شيء أسمه الانترنيت الشعب العراقي جديد العهد مع هذه التكنولوجية ولكن هناك شعوب سبقتنا بسنوات ولهم خبرة بسلبيات وايجابيات هذا التحول الالكتروني ..... الدراسة تقول أن الانترنيت هو حالة خطيرة جداً لو أسئنا أستخدمه ... لذلك وفي أمريكا الدولة الأولى في استخدام الانترنيت افتتحت أول مستشفى لمرضى الإدمان على الانترنيت يعني ذلك أن الدول المصنعة اعترفت أن الانترنيت كما هو مفيد فهو مضر ولابد من أيجاد حلول لعلاج التخلص من هذا الإدمان....اليوم أنا أكتب عن هذا الموضوع خوفاً على شعبي العزيز الذي أستقبل هذه الثورة التكنولوجية بثورة قبول هائلة وبدون اي وعي علمي وأخذ يستعمل هذه الطفرة النوعية في عالم التقدم الكتروني بعنف بحيث أصبح التليفون النقال أو الجوال او المحمول شيء لابد منه ومهم جداً لذلك تجد البعض يحمل جهازين والبعض الأخر ثلاثة أو أربعة وكل هذا حسب عدد شريكات التي تقدم خدمة الجوال للشعب طبعاً مقابل مبلغ من المال ليس بالقليل ....أن الانترنيت الذي قرب البعيد وابعد القريب منا , في السابق كنا نجلس مع بعضنا الأخر ونعرف الأخبار والتطورات الشخصية لكل منا اليوم لا أسمع ولا أرى أخي أو أختي لأن كل واحد منهم مشغول بعالمه الخاص وبأصدقائه الإلكترونين الذين يكتبون كل مايدور في حياتهم اليومية على صفحات التواصل الاجتماعي لكل الناس ويكونوا الأهل أخر من يعلم عن مايدور بذهن ابنهم أو بنتهم أصبحنا نتواصل مع أناس في شتى بقاع الأرض ولا نتواصل مع أقرب الناس لنا ...فيما يخص العراق الحبيب هناك سبب مهم لذلك ربما العادات والتقاليد كانت تمنعنا مع أن نتواصل مع أصدقاء لنعرفهم بصورة مباشرة ولكن الانترنيت والأسماء المستعارة رفع هذا الحاجز وجعلنا نكتب ونتحدث بكل حرية مع الذين نعرفهم أو لنعرفهم لأننا نتواصل إلكترونين وهذا عالم افتراضي ووهمي وغير حقيقى ولنخاف من حكم المجتمع علينا لأننا مجهولين عن بعضنا الأخر لذلك يطرح الشخص منا كل ما يفكر به دون أي تردد أو خوف وفي أخطر الأحيان يستطيع ذلك الشخص أن يقفل حسابه ويغير اسمه ويبدءا من جديد بالتعرف على أصدقاء جدد ويطرح أفكارا جديدة ربما تناقض ما كان يطرحه سابقاً....هذه بالنسبة للمجتمعات المغلقة والمحافظة يكون الخطر أكبر لأن الحرمان والحواجز الاجتماعية تجعلنا نستغل هذه الوسيلة المباحة للكل دون تميز بكل مانملك من وقت ومساحة من الحرية المسموح بها , لذلك حالة الإدمان لدينا سوف تكون الأكثر شياعا في المستقبل , لأنها حصلت لشعوب تمتلك مطلق الحرية في علاقتهم ولا توجد لديهم أي ضغوط اجتماعية تمنعهم من التواصل مع من يشاءون ومع ذلك حدثت لديهم مشاكل اجتماعية مخيفة في عدد حالة الإدمان على استخدام الانترنيت ...شاهدت حالة غريبة وخصوصاً في الرقعة الجغرافية التي حيث تواجدي أجد أن حتى الشباب الذي يجلسون في المقاهي ليتحدثون مع بعضهم تجد كل واحد منهم مشغول بتليفونه ويكتب وبقراء الرسائل أو يتحدث مع شخص ما.حتى في وسائل النقل في المستشفيات في صالة الانتظار أو المطاعم الكل مشغول بالنظر الى هذا الجهاز السحري الذي فصلنا عن بعضنا وجعلنا ننظر أليه أكثر مما ننظر لأنفسنا أو احبتنا .أحبابي الكرام أنا أحذركم من استخدام هذه الأجهزة بشكل عشوائي وغير مدروس, المفروض أن نقنن استعمالنا ونخصص أوقات محددة لتؤثر بشكل سلبي على تواصلنا مع أفراد الأسرة وأحبتنا , لنستخدم الجوانب الايجابية من هذه الثورة المعلوماتية ونترك ما هو سلبي منها لنحافظ على تصرفات أولادنا ونرشدهم على طريقة الاستعمال الصحيحة ونراقبهم بشكل ديمقراطي سلس بدون عنف أو ضغط مباشر لنفتح لهم افاق العلم والاستفادة من الزخم المعلوماتي المتوفر ولكن بالمعقول وبالشكل الصحيح .في نهاية حديثي أعتذر من أي شخص يشعر بأني قد أسئت له أو تدخلت في خصوصياته ولكن حرصا مني وخوفاً على أبناء الشعب الطيب الذي ليعرف غايات الآخرين والله ومن وراء القصد
https://telegram.me/buratha