هادي ندا المالكي
لازالت صور الموت والرعب والخوف والتهديد التي تركتها تداعيات أحداث العنف الطائفي في الأعوام التي امتدت من عام 2005 وحتى عام 2007 شاخصة للعيان ولازالت أثارها باقية لم تتمكن السنوات التي أعقبتها من محو أثارها والتقليل من مرارتها وأحزانها ولازالت جراح فقد الأحبة وترك المنازل وقتل الإخوة والجوار والتعايش السلمي أسوء الإصابات في جسد ولحمة الشعب العراقي.مرارة الأيام السابقة عادة الى الواجهة من جديد وبثوب تعودت على الظهور به وهو القتل على الهوية وتهجير العوائل وترك رسائل التهديد وكأننا في مساحة مليئة بالألغام ما ان ترفع قدما وتحط أخرى حتى تفاجأ بانفجار هذه الألغام الطائفية الحاقدة موزعة هنا وهناك وبطريقة توزيع قطع الشطرنج بينما تكون الدولة في كل مرة مع أجهزتها الأمنية في حالة سبات تستفيق عادتا بعد فوات الاوان وبعد ان نكون قد خسرنا مساحة كبيرة من علاقاتنا وإخوتنا وتماسكنا ولحمتنا الوطنية وبعد ان تكون الدماء قد سالت وانتهكت الحرمات.وقد يكون الجانب المؤلم في مثل هذا الاستهداف هو انه الاسوء على الوضع العراقي الداخلي لانه يضرب الجميع بالصميم وله نتائج سلبية كبيرة على الاوضاع النفسية والصحية والاجتماعية والعشائرية والاسرية ،وقد يكون اكثر هذه الاضرار هو تهديد وحدة ومستقبل البلاد بسبب ان هذا التهديد له تداعيات انية وبعيدة المدى بل ان أثارها لا يمكن ان تنمحي ابدا ومن هنا تكمن الخطورة لان هذه الآثار ستكون مفتاحا في كثير من الأوقات لإشعال الحرائق المتبادلة.ان تهديد الأمن والسلم الاجتماعي للمجتمع العراقي لا يتوقف على جانب واحد في المعركة الإرهابية التي يشهدها وطني الغالي بل تتداخل فيها لغة العنف والتهديد من على منابر السوء والقتل على الهوية وتفجير المفخخات والعبوات الناسفة والانتحاريين واستخدام الكاتم ويدخل في هذه المعادلة الإجرامية أيضا سوء إدارة الدولة والتدخلات الخارجية والارتهان الى الأجنبي وغياب برامج التوعية والتأهيل الثقافي المجتمعي والسلمي.ان استمرار الاستهداف الطائفي وتغذيته من قبل منابر الإرهاب ودول الجوار وقصور الرؤية لدى الكثير من الكتل السياسية المشاركة والمساهمة في إدارة الحكومة والعملية السياسية له عواقب ربما لا تنهي الا بتمزيق وحدة العراق وإضعافه واستباحته من قبل دول الجوار والدول الإقليمية والعالمية ،لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن والاكثر الما هو من الطرف المستفيد من هذا التمزق والضعف والجواب هو انه في كل حالة مماثلة تكون الأطراف المتضررة من التغيير هي الإطراف الأكثر سعيا الى إشاعة الفوضى وإشعال نار الفتنة الطائفية خاصة في بلد متعدد الطوائف والأعراق لهذا فان البعث ألصدامي والمجاميع الارهابية المرتبطة بدول الجوار العربية هي الأطراف التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة الى أمرين الأول إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل عام 2003 والأمر الثاني وفي حال عدم تحقق الامر الول السعي الى تمزيق العراق وقتل كل ما له صلة بالحياة والوجود وهذا ما يحدث بالضبط.ان أكثر ما يؤلم جسد العراقي هو هذا التشظي والتمسك بخيار الانكسار والمصالح الحزبية والشخصية وعدم الشعور بالمسؤولية ولو ان الجبهة الداخلية رصت صفوفها ووحدت مواقفها لقلنا ان في اخر النفق يوجد الفجر الا ان وجود التحديات الخارجية وتكالب الإرهاب وتمزق الجبهة الداخلية كلها عناوين توصل العراق والعراقيين الى قلب الهاوية وليس الى حافتها.
https://telegram.me/buratha