حيدر عباس النداوي
شهد الوضع الأمني في الأشهر الأخيرة تدهورا كبيرا في معظم أنحاء البلاد بسبب الاستهداف اليومي والمباشر للمواطنين والعسكريين أدى معه الى ارتفاع معدلات الاستهداف وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى في السنة الحالية حتى تجاوزت الأرقام في الأشهر الفائتة ما تم تسجيله في فترة الحرب الطائفية التي امتدت بين عامي 2005و2006 وهذا التدهور والانهيار ترك ألف علامة استفهام واستفهام عن مدى فاعلية الأجهزة الأمنية والخطط المتبعة والجهد الاستتخباري و غياب الوزراء الأمنيين وعدم تبديل الخطط والقادة الميدانيين او معاقبة من يثبت تقصيره.الشيء الملف في سير الأحداث هو ان هذا التدهور والتراجع أصبح ظاهرة طبيعية في حياة العراقيين بل أصبح متلازمة لم يتخيلوا أنفسهم خارج دائرتها ليس لأنهم لا يستحقون الحياة بل لأنهم أيقنوا ان الماسكين بالملف الأمني غير عابئين ولا مكترثين بالجرائم والتجاوزات التي تنال أرواح الأبرياء يوميا وان كل ما يقال عن خطط وعمليات وتبديل للقادة الأمنيين عناوين لا اثر ولا أهمية للإعلان عنها وقد يكون في عدم اكتراث واهتمام العراقيين بما يجري عليهم من مصائب واحزان هو الغاية الأساسية من كل المقدمات التي سعت الحكومة وقيادتها الأمنية الوصول والتمهيد لها.ورغم ما يقال من خطط وحملات عسكرية يومية وأسبوعية والإعلان عن إلقاء القبض على عشرات الإرهابيين في النهار وإطلاق سراحهم في الليل ورغم تفكيك عشرات السيارات المفخخة والعبوات والأحزمة والعثور على أكداس الاعتدة الا ان كل هذه الكلمات لا تصمد أمام حقيقة الفشل الذريع في الملف الأمني وان كل ما يقوله المالكي وكل ما يصرح به الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عن النجاحات الامنية وعدم تاثير الخروقات الامنية على شعر المالكي وتسريحته القاتلة على رواية رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية الشاعر حسن السنيد لا تمثل معشار ما يجري على الارض ولا تعادل قطرة واحدة من دم ضحايا العمليات الارهابية في بغداد والمحافظات الاخرى.وواضح كذب وزيف ادعاء القادة الامنيين وعلى راسهم القائد العام للقوات المسلحة ووكيله الاقدم وقائد عملياته في بغداد الصحاف الجديد فيما يعلنونه من خطط امنية وتثيرها على مستقبل الاستقرار والامن في بغداد واخواتها والتي كان اخرها العملية التي اطلق عليها ثار الشهداء والتي جاءت على فاجعة تفجير اكثر من 20 سيارة مفخخة في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب.ان المنطق يحكم بحقيقة ان تكون هناك نتائج ايجابية لكل عملية يراد منها تحقيق الامن والاستقرار الا خطط وعمليات الحكومة العراقية لان هذه الخطط لا تحفظ أرواح الأبرياء ولا تقضي على الإرهاب انما هي عناوين كبيرة لكذبة اكبر بل هي وبال وانكسار.كيف سيقنعني المالكي والاسدي بنجاح خططهم الامنية وقد رحلت زهراء المسكينة التي لا يعرفها المالكي ولا الاسدي ولا الشمري لان زهراء بائعة البخور ما كانت ستقضي نحبها وهي تبحث عن قوت إخوتها بين الجنائز والشوارع لو ان ثار الشهداء قضت على الإرهاب والإرهابيين في بغداد وحزامها الممول والحاضن والراعي للارهاب والإرهابيين وما كانت زهراء ستترك من أعالتهم نهبا للعوز والفقر والمجهول لو ان المالكي والاسدي اشركوا اهل الخبرة والاختصاص ومنحوا الملف الامني لاهل المعرفة وما كان لزهراء ان تنتقل الى دار الاخرة لو ان المالكي اعلن عن فشله وقدم استقالته وترك الامر لمن يحمي زهراء ويوفر لها لقمة العيش الكريمة وما كانت زهراء لترحل قبل ان تبيع بخورها وتودع اخوتها وتاتيهم بالعشاء الاخير لو ان المالكي تعامل بحرص وجدية واخلاص مع ارواح الابرياء.ان جريمة استشهاد زهراء وعشرات الالاف من العراقيين ستكتب تاريخا عنوانه عدم شعور المالكي ومن معه بالمسؤولية والمتاجرة بدماء الابرياء واسترخاص حياتهم من اجل ان يبقى كرسي الحكم في قبضة ومتناول ابناء المجهول وليس ابناء الشهيد محمد باقر الصدر(قده).
https://telegram.me/buratha