حيدر عباس النداوي
هكذا هم العظماء في كل زمان ومكان تغيب رسومهم وجسومهم لكن عطائهم وأثارهم وإبداعاتهم تبقى عناوين شاهدة تذكرها الاجيال جيلا بعد جيل حتى لو لم يحقق هؤلاء العظماء مشاريعهم في فترة من الفترات لان ما يقدمونه لا يختص بزمان ومكان معين طالما ان ما يقدمونه يدخل في مجال الإبداع الخلاق الذي يخدم البشرية وبناء تلك المجتمعات وفي التاريخ عناوين وأمثلة كبيرة سجلت أسمائها بأحرف من نور في صفحات التاريخ بما اقترحوه وما قدموه لشعوبهم.وعزيز العراق الراحل واحد من العظماء الذين لم ينصفهم أبناء شعبهم في حياتهم وتعرض الى ما تعرض اليه من اتهام ودس في الكثير من المواقف والمشاريع التي دعا إليها وطالب بها وكان للإعلام المغرض والحسابات الخاطئة والمنافسة الحزبية الغير شريفة دور كبير في حملات التشويه التي طالت عزيز العراق في حياته وبعد مماته الا ان الكثير من هؤلاء المعادين والمناوئين اكتشف ان الكثير مما دعا اليه الحكيم إنما كانت قراءات حقيقية وصحيحة وسابقة لوقتها في مجالات نوع الحكم والإدارة والسيطرة على الوضع الأمني.وقد تكون حالة الجمود الفكري والتخلف والانغلاق واحدة من الأسباب المضافة الى الأسباب أعلاه هي التي دعت الكثير من السياسيين وتجار الدم والسحت الى مهاجمة عزيز العراق عندما دعا الى فدرلة العراق وعندما طالب بتشكيل اللجان الشعبية لحماية المناطق والأهالي من الهجمات الإرهابية والاعتداءات الطائفية الا ان هذه الدعوات وجدت من يقف في وجهها مرة بحجة تقسيم العراق ومرة بحجة ان اللجان مليشيات وان العراق بلد متحرر وله حكومة سيادية وان وجود اللجان يتعارض مع هذه الحكومة وهذه السيادة.اليوم وبعد خمس سنوات على رحيل عزيز العراق تعالت الأصوات المطالبة بالفدرالية والمطالبة بتشكيل اللجان الشعبية كونها الغطاء الشعبي الاكثر واقعية والضامن لحماية المناطق والمدن في ظل التنافس الطائفي المحموم والمدعوم بالقتل والتهديد والذي تسبب بمقتل مئات الآلاف وتهجير آلاف العوائل ومن جميع الأطراف.العراق اليوم يدور في فلك الفتنة الطائفية والتهديد والقتل على الهوية بعد ان عادة الجماعات الإرهابية تعتاش على ملفات إفراغ المناطق من سكانها وأهلها إمام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية وقواتها الحكومية دون ان تحرك هذه القوات ساكنا وهو امر مفروغ منه لان هذه القوات لم تقم بواجبها في الفترة السابقة عندما اشتعلت نار الفتنة الطائفية ولانها تعتقد ان ما يحدث ليس من واجبها ولانها تفضل السلامة على الندامة وامام هذا الفراغ والتسيب تاتي اهمية تشكيل اللجان الشعبية المختصة بحماية المناطق الخاصة بها دون ممارسة ادوار اخرى ...وتشكيل اللجان يعني ان هؤلاء الرجال مسؤولين عن حماية اهلهم وبيوتهم وهذا التكليف والمسؤولية تجعل هؤلاء لا يقفون متفرجين بل سيضحون بانفسهم من اجل حماية عوائلهم وبيوتهم كما ان هؤلاء اعرف بمناطقهم دون غيرهم. سترفض حكومة السيد المالكي مقترح اللجان الشعبية رغم الدعوات الكثيرة المطالبة بتفعيل اللجان من اجل حماية المناطق السكنية التي بدأت نيران الفتنة الطائفية تصل أطرافها ليس لانه قادر على توفير الحماية بل لانه لا يريد ان يمر اي مقترح او مشروع الا من تحته عباءته الممزقة.
https://telegram.me/buratha