صادق العباسي
يوصف العراق انه بلد الحضارة والثقافة الأول, لاستناده على إرث حضاري يمتد لألاف السنين, كيف لا.. وأرض الرافدين ألهمت البشرية اول حروف الكتابة على يد السومريين, وفيها سنت أول القوانين الوضعية, ومنها أنطلق حمورابي بمسلته المشهورة التي الهمت العالم الكثير.هذه المعطيات يجب أن تكون محفزة لان يتبوأ العراق المراتب الاولى على المستوى الثقافي في عموم بلدان العالم, او على أقل تقدير في محيطه, لكن ما يشهده الواقع اليوم عكس ذلك تماما.!في بلد قارب عمر حضارته الـــ6000 عام, تشير الإحصاءات الرسمية الى ان ما نسبته 20% من سكان العراق, من الطبقة المثقفة اي ان ما نسبته 80% هم ليسوا كذلك, وتنقسم هذه النسبة الى اقسام عدة توزعت بين المتعلمين والاميين وما اكثرهم.هذه الأرقام المثيرة للقلق عزاها المختصون الى عوامل كثيرة, منها, ابرزها تداخل عمل المثقف في العمل السياسي.!الدخلاء على الواقع السياسي العراقي وما اكثرهم.! باتوا يخلطون الاوراق حتى وصل بهم الحال الى استغلال الثقافة والمثقفين, واحتكار جهودهم من أجل مصالحهم الحزبية والفئوية, كون هذه الطبقة تعاني الحرمان وشظف العيش, في عراق الميزانيات الانفجارية, مما يلقي بظلاله سلبا على عموم المفاصل الحياتية للفرد العراقي.يدرك الجميع اهمية الثقافة وما تلعبه من دور في تقويم ورسم ملامح مستقبل واعد, من شأنه انتشالنا من واقعنا المزري ثقافيا, سيما وان الطبقة المثقفة عانت ولسنوات طوال من اقصاء وتهميش, على يد جلاوزة النظام البعثي المقبور.في نهاية الأمر المثقف كأي انسان اخر له متطلبات باتت صعبة المنال اليوم, وهذا مؤشر خطير فقد كانت هذه الفئات تتوسم خيرا بعد خريف التعسف والجور, وتطمح بدور بارز في قيادة البلاد بعد عام 2003 , لكن واقع الحال يؤشر ضياع جديد.ايها السياسيون لا تغرقوا الثقافة في تطفلكم السياسي, فكفنا من الاخطاء(ارحمونا يرحمكم الله) بعضكم اهون من بعض..
https://telegram.me/buratha