المقالات

بغداد تعلن إفلاسها في اربيل

815 20:34:00 2013-09-28

هادي ندا المالكي

رغم ان العراق ديمقراطيا من الشمال الى الجنوب الا ان ديمقراطية الشمال تختلف كليا عن ديمقراطية الوسط والجنوب والمنطقة الغربية التي تأخرت ديمقراطيتها نوعا ما في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة لأسباب تعود في كثير من دوافعها الى الاستقرار الأمني والانتعاش الاقتصادي الذي يتعزز في الشمال ويتراجع في الجنوب.هذه الديمقراطية الفتية برمتها كشفت ان انتخابات إقليم كردستان النيابية التي اختتمت قبل أسبوع تقريبا وأعلنت نتائجها الأولية بتقدم الحزب الحاكم عن جملة من المؤشرات الايجابية والتي تستحق الدراسة من بغداد خاصة فيما يتعلق بنسبة المشاركة والانسيابية وحرية التعبير وتوفير المناخات الملائمة البعيدة عن التأثير المباشر وغير المباشر و قلة الخروقات وحتى التزوير.وقبل التحدث عن مزايا انتخابات إقليم كردستان الايجابية علينا ان نعترف أولا ان اي انتخابات في الكون وفي أرقى الديمقراطيات تحدث فيها خروقات وأخطاء ولكن بنسب ليست ذات أهمية او تأثير كما هو الحال في انتخابات الديمقراطيات الناشئة حيث تكون الأخطاء كارثية وتحدث انقلابا في نتائج الفرقاء المشاركين في الممارسة الديمقراطية وعادة ما تكون الخروقات من جانب الأطراف التي تسيطر على السلطة والمال.وللامانة فان انتخابات اربيل سجلت نقاط وعلامات فارقة في طريق تجذير العملية الديمقراطية والمحافظة عليها عندما سجلت معدلات عالية في نسبة المشاركة تجاوزت في اجمالي المحافظات الكردستانية الثلاث أكثر من 73% وهي نسبة عالية تعادل ضعفين ونصف عما سجلته بغداد في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مطلع العام الحالي عندما بلغت نسبة المشاركة 30% في أعلى مستوى لها في جانب الكرخ المعبأ بالتحدي الطائفي والسياسي،ولم تكن نسبة المشاركة هي العلامة الفارقة الوحيدة التي حظيت بالتأييد الدولي في انتخابات الشمال إنما دخلت على خط التميز انسيابية العملية الديمقراطية وسلاستها وابتعادها عن الاحتقان والشد والتهديد والسعي إلى التزوير إضافة إلى توفير المناخات الملائمة للاقتراع من قبل الحكومة والمفوضية والقوات الأمنية.وواضح إن ارتفاع نسبة المشاركة في انتخابات الإقليم لم تكن بسبب الدعاية الانتخابية او نوعية الأشخاص المرشحين إنما بسبب قدرة الإقليم على توفير احتياجات المواطن الأساسية والتي تتركز في الجوانب الأمنية والاقتصادية والخدمية وهذه العوامل لم تنجح الحكومة المركزية في بغداد من توفيرها لهذا فان أبناء اربيل خرجوا للتعبير عن تمسكهم بما وفرته لهم حكومة الإقليم بينما امتنع أبناء بغداد عن المشاركة في الانتخابات المحلية بسبب عجز الحكومة المركزية عن توفير الاحتياجات الأساسية وخاصة الأمنية والخدمية والاقتصادية.إن امتناع أبناء بغداد عن المشاركة في الانتخابات ليس هو الحل الأفضل للتعبير عن سخطهم لسوء أداء الحكومة المركزية والحكومات المحلية لان عدم المشاركة تمثل مكافئة للفاشلين أما المشاركة الواسعة فتعني الرغبة في التغيير والتخلص من الفاشلين والتمسك بالخيار الديمقراطي والمجيء بالأكفأ والعناصر الجيدة القادرة على إحداث التغيير وتعني ايضا التمسك بما تحقق من نجاح واستقرار وتقدم. الشيء الأهم في العملية الانتخابية هو إن نسبة المشاركة تعني إن جمهور الناخبين يرى في الممارسة الديمقراطية الاختيار الوحيد للتغيير وهذا المعنى تمسك به جمهور اربيل بينما تخلى عنه جمهور العاصمة بغداد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هادي ندا المالكي
2013-09-29
الاخ ابو هاني الشمري المحترم السلام عليكم ..اشكر لك اهتمامك ومحاكاتك لمقالي وما تقوله عن الاختلاف امر جدير بالقبول والاحترام فالاختلاف لا يعني الخلاف وربما اتفق معك في كثير من المتبنيات التي تراها مناسبة للحصول على الحقوق باستثناء تغييب صندوق الاقتراع فهو خيارنا الافضل حتى وان عاقبنا الان..لك مني خالص التقدير والاحترام
ابو هاني الشمري
2013-09-29
أختلف مع الاخ هادي حول نظرته الى بغداد وحدها فلربما أراد أن يجعلها ممثلةً لمحافظات المركز عدا الاقليم . ولكن ما قولهُ في المحافظات الغربية التي كانت نتائجها مخيبة للامال .. وما قولهُ في بعض المحافظات التي صار محافظها ليس هو الفائز ولا الذي انتخبه جمهور الناس بل جاء بمحاصصة من قبل القوائم التي اجتمعت فيما بينها, حتى أن بعض هؤلاء المحافظين الجدد كانوا اعضاء في البرلمان الحالي !. فكيف نتوقع أن الناس سيصدقون بأن الانتخابات ستغير الوجوه ونحن نرى ما نراه بأم اعيننا ولكننا سكوت كأن على رؤوسنا الطير. نحن بحاجة الى تغيير كل شئ حتى أنفسنا لكي نخرج من محنتنا. ما قولكم في اشخاص انتخبناهم كممثلين لنا في البرلمان وأول ما فعلوه جائوا بقوانين تحميهم من القضاء تحت مسمى الحصانة. فمن الذي يستطيع أن يغير هذه القوانين ويرجع هؤلاء الفاسدين الى قفص العدالة صاغرين؟!! لا يوجد احد سوى الشعب. والشعب فقط هو الذي يستطيع طرد الفاسد ومحاسبته وهو الذي يستطيع تغيير القوانين التي وضعها هؤلاء الفاسدين لحماية انفسهم, وهو الذي يستطيع وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. ولكن كيف؟ وهذا هو السؤال المهم!!. الحل يا أخي هادي هو أن الشعب لو عرف أنه هو من جاء بهؤلاء ليعملوا موظفين عنده وبراتب فإن وجدهم لا يصلحون للوظيفة طردهم وجاء بغيرهم ولا ينتظر أن تنتهي مدة الاربع سنوات لكي يبدلهم لعَرفَ هؤلاء الفاسدين حق المعرفة أن ورائهم حساب شديد وملايين الأعين التي تنظر الى فعلهم وملايين العقول التي تحلل عملهم وتحركهم اولاً بأول. لو علم الشعب أن هذا الخيار هو أمر عائد له وأن تغيير الفاسد لا يتم الا من خلال الخروج الى الساحات واعلان الرأي بهذا المسؤول علنا من اجل ابعاده عن الكرسي الذي منح له وبكل صراحة وبلا خوف او تردد من تحذيرات هذه الجهة او تلك لكنّا الآن قد تخطينا عشرات السنين من المآسي والتخلف ولَعلِمَ من يأتي الى الكرسي أنه إنْ عملَ خطأً فهناك من يقول له (شوّفنا عرض اكتافك) ويطرده في يومه من ذلك المكان شر طرده. ولكن ومع شديد الاسف نحن شعب نائم قتلتنا التكتلات والاحزاب والاهواء والميول لهذا الشخص او تلك الجهة وكلٌ منا يدافع عن مجموعته بتعصب اعمى حتى وإن كان اتباعها وقادتها اكثر الناس فسادا وخرابا للبلد, بل ويجد الاعذار لكل الموبقات التي تفعلها تلك الجهة التي يقف الى جانبها.. وأكثر من ذلك ... نحن شعب ننتظر من يأتينا بالمعجزة لكي يغير حالنا ولا ننتظر أن نغير الحال بأنفسنا... وسبب ذلك أننا كثيروا الكلام قليلوا العمل حتى وصل الحال بنا أننا نرى الارهابي الذي يقتلنا وهو يحكمنا ويصدر القوانين ضدنا ويستهزئ بنا بل ويسبنا ويهيننا علنا على وسائل الاعلام ولا شئ يحرك داخلنا. فكيف تريدنا أن نغير حكومة وبرلمان كله فساد وتزوير وارهاب من خلال صندوق الاقتراع وقد علمنا ان هذا الصندوق هو لعبة من لعب الاطفال يضحكون بها على السذج الذين لم يوسّعوا مداركهم ويعرفوا دهاليز السياسة والسياسيين النتنة والتي لا شرف فيها ولا اخلاق ولا ضمير. ماذا لو هب اهل البصرة والعمارة على سبيل المثال وأوقفوا تصدير النفط حتى ينالوا مطالبهم بتبديل هذا البرلمان أو هذا الوزير أو هذا المسؤول أو بتغيير هذا القانون أو بالضغط على حكومة اقليم كردستان لتربط خط نفطها بخط نفط العراق الرئيسي لكي نعرف أن لا سرقات تحدث (الرد بالمثل على فعل حكومة الاقليم بأيقاف تصدير نفطها) وطرد أحمد العلواني ورافع العيساوي على سبيل المثال... والاعلان بأن النفط لن تصدر منه قطرة واحدة الا بعد تنفيذ تلك المطالب ... فهل ستنفذ المطالب ما دامت ستؤثر على راتب المسؤولين الفاسدين وراتب شعب العراق كله من الشمال وحتى الجنوب.. بل وتؤثر على اقتصاد العراق كله أم لا؟. اقول لكم وبكل بساطة أن هاتين المحافظتين بيدهما تغيير كل شئ لا يتماشى ووضع العراق الطبيعي او تجاوز هذه الجهة او تلك على حقوق الشعب بل وتجاوز هذا المسؤول الفاسد او ذاك وبدعم بقية المحافظات المبتلية بهؤلاء الفاسدين لهاتين المحافظتين. فلا ننتظر صندوق الاقتراعات ولا الانتخابات ما دمنا نشاهد ان تلك مهزلة وأيّة مهزلة. شعب يعيش في بيوت من صفيح ويقتات على النفايات وهو يطعم اكثر من 30 مليون نسمة وساكت على كل ما يجري عليه .... يجب ان نضع على هذا الامر مليون علامة استفهام وعلامة تعجب تتبع تلك المليون علامة استفهام. تحياتي
Ammar Mahdi
2013-09-29
اذا لم يجعل قانون اﻻنتخاب العﻻقة مباشرة بين الناخب و المرشح فلن يذهب احد ، آلية توزيع اﻻصوات اﻻن مربكة و مضحكة ، تخسر الرابح و تربح الخاسر ، و ما قضية تشكيل مجلس محافظة بغداد و ديالى ببعيدة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك