المقالات

الائتلاف الوطني .. هجرة الأبناء ورغبة البقاء

441 13:20:00 2013-09-29

اعداد قسم الدراسات والبحوث في مؤسسة وطنيون الاعلامية

توطئة يعد الائتلاف الوطني العراقي احد واهم العناوين الرئيسية في البيت الشيعي السياسي , فضلا عن كونه يمثل رقما حسابيا ثقيل في تركيبة المعادل السياسي العراقي بشكل عام, صنع سياسيا في ماكنة المشروع العراقي ما بعد 2003, ولد بعنوان الائتلاف العراقي الموحد عام 2004, لتدخل الظرفية السياسية وتدافع الأسماء طرفا في قضم وتقصيم البيت وتغيير العنوان , ليؤرخ 2009 لنهاية الائتلاف العراقي الموحد , وبداية الائتلاف الوطني, غير إن ألانطلاقه لم تكن مكتملة الشمل السياسي , بعد ان اختار حزب الدعوة الاسلامية بشقيه( تنظيم العراق والمركز) ان يكون بعنوان ائتلاف دولة القانون خارج نطاق الائتلاف الوطني, وهو ما تعقد لاحقا بتوارد الانشقاقات حتى أمسى الائتلاف موزعا مابين المجلس الاعلى الإسلامي والتيار الصدري وبعض الكتل الأخرى صاحبة الحضور السياسي البسيط.هكذا المسير والمسار الذي ابتدأ به الائتلاف الوطني العراقي, فالتغيير في خارطة التكوين والانتساب قد جر في تبعاته الكثير من الحلقات الاختلافية والمواضيع الخلافية, وهو ما يضع في مسار الائتلاف الوطني اليوم اكثر من قراءة واحتمال, أذا ما نظرنا الى الدور المحوري الذي يضطلع به الائتلاف في تسكين واستقرار العملية السياسية في العراق, فخلافات الداخل الائتلافي لاتنحسر مدياتها في خندق البيت الوطني , فحتما انها تنتقل في تأثيراتها الى خارج المساحة المكانية لها, وخصوصا ان مكونات الائتلاف من المجلس الاعلى والتيار الصدري وفي ظل المعطيات الانية والمكتسبات السياسية التي يتمتعون بها , ترمي بهم اطرافا صانعين للعناوين الرئاسية , ومن هنا ننطلق باتجاه التحليل السياسي, كخارطة بحث عن ماهية الظروف التي احاطت بتشكيل وبمسيرة الائتلاف الوطني وكيف ستحط رحال الثقل السياسي في الواقع العراقي للايام القادمة, في ظل التحديات التي يمر بها العراق على المستويين الداخلي والخارجي- الإقليمي والدولي- وحتى نستطيع تسكين بعض النقاط المتحركة بغية الإمساك بها كاستنتاج و قراءة لابد من التوقف عند بعض التساؤلات المحورية والهامة من اجل استجلاء الصورة عبر محاولة صياغة اجابات واضحة لها.• ما هي الأسباب الحقيقية وراء تشكيل الائتلاف الوطني العراقي؟.• لماذا أمسى الائتلاف الوطني متداعي الأجزاء؟.• الحظوظ والأرقام السياسية التي يحملها المستقبل القريب للائتلاف الوطني؟.• الائتلاف العراقي الموحد ومن ثم الائتلاف الوطني .. هل ستحط رحال البيت الشيعي السياسي في عنوان ثالث؟.

 

أصوات وأصداء

لم تكن الآراء والمواقف المختلفة للقوى والكتل السياسية داخل البيت الشيعي السياسي ,بشكل عام , بعيدة عن أرشفة طبيعة الخلافات وماهية التوجهات بين أبناء القوى السياسية, ومن اجل الإحاطة بتفاصيل التحليل لابد من الإشارة الى بعض من تلك التصريحات:

• نائب رئيس الجمهورية السابق والقيادي في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي, يقول "أن الائتلافَ الوطنيَ قادرٌ على النهوضِ بالبلادِ وتوحيدِ الصفِ الوطني انطلاقاً من تمثيلهِ للطيفِ العراقي الواسع".• رئيس الوزراء نوري المالكي يقول قبيل تشكيل الحكومة 2010, "أن المشكلة الأساسية التي تعيق تشكيل الحكومة حاليا هي الائتلاف الوطني الذي يضع خطوطاً حمر داعياً الائتلاف ان لا يلعب على عقول الناس".• في بيان للائتلاف الوطني, "الائتلاف الوطني العراقي يشعر بأن الأداء السياسي للقوى التي تشكل الحكومة لم يرتق إلى المستوى الذي ينسجم مع الاستجابة الموضوعية للتحدي والقيام بالمسؤوليات التاريخية الراهنة".• النائب عن كتلة الاحرار جواد الشهيلي يقول,"الائتلاف الوطني هو من يمثل التحالف الشيعي وليس ائتلاف دولة القانون" معللا ذلك بان "التيار الصدري والمجلس الأعلى يمثلان اكبر جهتين إسلاميتين للشيعة".

الائتلاف الوطني العراقي.. مسيرة الامس وتحديات اليوم

كان لتداعيات المرحلة الجديدة في العراق ما بعد 2003, التحرك باتجاهات حزبية وكتلوية من اجل الدخول في شكل ومضمون التحول الديمقراطي, وهو الأمر الذي أسس من أجله الائتلاف العراقي الموحد في عام 2004, بغية لململة الأصوات الشيعية وتوجيهها نحو الانتخابات التشريعية التي أجريت في عام 2005, والتي وضعته في 128 مقعدا, غير ان المتغير السياسي في المشروع العراقي قد احدث تحولا في حراك التفاعلات اتجاهات التكوين, فقد أسهمت الأزمات وتصادم الإرادات في توسيع الهوة بين المؤتلفين في العراقي الموحد, وخصوصا ما بعد وصول حزب الدعوة الإسلامية (المقر العام) الى المرمى الرئاسي بزعامة نوري المالكي, في النسخة الرئاسية الأولى من عام 2006, فما ان وضعت المسميات وبانت مؤشرات السلطة حتى بدأ الائتلاف العراقي الموحد يعاني من علل الثبات والاستمرار بهوية واحدة, لتسهم فيما بعد الإحداث المتلاحقة في توطيد وتعزيز فرص الانقسام, مع الأخذ بنظر الاعتبار ان الائتلاف الموحد لم يبنى في لبنات التأسيس على ارض صلبة , غير ان الظرفية المرحلية قد فرضت ان يكون للبيت الشيعي خيمة سياسية, ومع نزول النظرية الى ارض التطبيق بانت مكامن الخلل , ويظهر ذلك واضحا في بعض المقاطع الزمنية , فخلاف رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري مع نوري المالكي حول رئاسة الوزراء,لم يغادر مخيلة الاثنين, ومن ثم صولة الفرسان عام 2007, التي عمقت جذور الخلاف بين التيار الصدري وحزب الدعوة الحاكم, يضاف الى ذلك الاختلاف الفكري والسياسي بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة في الكثير من القضايا, فضلا عن العلاقة المتشنجة بين التيار الصدري والمجلس الأعلى في ذلك الحين, وغيرها من الأمور الخلافية الأخرى, فكما يبدو واضحا ان تضارب الاتجاهات في الائتلاف الموحد هو السمة البارزة التي اصطبغ بها, فالكثير من القراءات تشير الى أن موضوعة الانقسام والتشظي منطق حسابي واقعي، لكنه انقسام مؤجل, وبالفعل بدأت اعرابات الاختلاف تتجلى بشكل واضح بعد ذلك, ففي عام 2009, اعلن عن تشكيل الائتلاف الوطني العراقي القائم على اطلال الائتلاف العراقي الموحد, برئاسة ابراهيم الجعفري, والذي يضم في معيته المجلس الاعلى والتيار الصدري ومنظمة بدر وتيار الاصلاح وحزب الفضيلة والمؤتمر الوطني وحزب الدعوة تنظيم الداخل وغيرها من الاحزاب والحركات الاخرى, مع تخلف وغياب حزب الدعوة بفرعيه المقر العام وتنظيم العراق , الذي اختار ان يشق الطريق بمسمى ائتلاف دولة القانون, ومن هنا نستطيع القول ان تلك اولى الانشقاقات التي أطرت بشكل رسمي قبيل انتخابات مجالس المحافظات 2009, , وعلى الرغم من تشكل التحالف الوطني في 2010 بعيد انتهاء الانتخابات التشريعية من العام ذاته,والذي ضم الائتلافين معا(الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون), غير ان مقص التشذيب في ورقة الائتلاف الوطني لم ينتهي عند ذلك الموضع, فقد غادر الائتلاف الوطني الكثير من من العناوين المهمة مثل تيار الاصلاح وحزب الفضيلة ومنظمة بدر الى فضاء دولة القانون قبيل انتخابات مجالس المحافظات 2013, فأذا ما امسكنا بنقطة الانطلاق التي بدأ بها الائتلاف العراقي الموحد , وانتهاءا بما وصل اليه اليوم, سنجد ان الائتلاف الوطني قد افرغ الكثير من دماء اوردتة في اوداج حزبية اخرى.

الائتلاف الوطني وبقايا الابناءفي الواقع ان الائتلاف الوطني العراقي الذي انحدر من بيت الائتلاف العراقي الموحد , انطلق في اوسع مساحاته التكوينية من تلاقي الارادات الحزبية والكتلوية اكثر منه قاعدة المشترك في الهوية والعنوان والشكل, ولم يضيف القاسم المذهبي والديني اليه سوى تسهيل عملية الاندماج, وبالتالي فأن تقاسيم السلطة وايقاعات المشهد قد اسهمت في توجيه أبناء البيت ,وحسب ما تقتضي المرحلة السياسية, فإرهاصات السلطة مابين من وصل وما بين من يسعى للوصول وحجز الأمكنة, قد عززت من فرص البقاء والمغادرة في العنوان الرئيس, فالائتلاف العراقي الموحد ابتعد عن المشروع الشيعي السياسي منذ 2007, ودخل في المعادلات الرياضية ونسبة الصوت والتصويت, على اثر تفاقم الخلافات بين المؤتلفين فيه, فالقراءات في معظمها كانت تصب في زوايا الانقسام , وكما أوضحنا أنها انقسامات خاضعة لمعاول الوقت, فنستطيع القول إن اغلب الكتل الرئيسية المشكلة للعراقي الموحد, والذي انطلق فيما بعد منه الائتلاف الوطني لم تستطع مغادرة الأرشيف الذي يحتفظ به البعض تجاه البعض الأخر, ومن جانب أخر أسهمت السلطة في ولاية المالكي, في إفراغ الائتلاف الوطني من مكوناته المؤثرة, من خلال المناورة بورقة الامتيازات , وفضلا عن الرصيد الجماهيري الذي يتمتع به ائتلاف دولة القانون, يضاف الى ذلك ان طبيعة التراكيب الحزبية الداخلة في خيمة ائتلاف دولة القانون يجمعها ما فرقها بالأمس في الائتلاف العراقي الموحد والائتلاف الوطني, فمعظمها يبتدأ وينطلق من قاعدة الكسب والاكتساب, وبالتالي فإنها تميل مع الأثقل وزنا.ألان وبعد مشوار سياسي قارب على العشر سنوات من تاريخ التأسيس للائتلاف العراقي الموحد ومرورا بتشكل الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون , وانتهاءا بالتحالف الوطني وما ترافق معه وما بعده من ولاية ثانية للمالكي , وازدياد في نحافة الائتلاف الوطني, نستطيع القول, إن إفرازات المرحلة الانية في نتائج انتخابان مجالس المحافظات الأخيرة لعام 2013, قد أوضحت بعض الخطوط العامة في ماهية شكل وخارطة طبيعة التحالفات القادمة فضلا عن بعض القراءات المحتملة للحظوظ الانتخابية القادمة يمكن تلخيص ذلك بمايلي:

• ان الائتلاف الوطني العراقي حقيقة قائمة , مرتبطة الوجود بما ستفرزه الحظوظ الانتخابية القادمة.• انفراط العقد الائتلافي وتشظي البيت الداخلي لها , ظاهرة حسابية خضعت لمعيار الارقام وبالتالي ,فان الائتلاف الوطني وكما هو متوقع له في الانتخابات التشريعية القادمة ,سيشهد ارتفاعا ملحوظا في منسوب الاصوات, مما قد يفتح الباب لعودة بعض المنشقين عنه, غير ان ذلك يمكن ان يقع تحت مسمى ائتلافي جديد, يحمل الهوية الام التي انطلق منها الائتلاف العراقي الموحد.• اركان الائتلاف الوطني من مجلس اعلى وتيار صدري , لايمكن تجاوزهم رقميا من قبل البيت الشيعي السياسي, وبالتالي فان الائتلاف الوطني ان لم يكن الميزان القوي فحتما سيكون بيضة القبان.• سيناريو التحالفات القادمة ربما لايبتعد عما جرى في سابقه, مع الاختلاف في ان الولاية الثالثة ستكون صعبة المنال والاختطاف من قبل رجالات الدعوة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك