خضير العواد
لقد أخذت قضية لاجئي رفحاء والدفاع عن حقوقهم الواقعية الكثير من المشادات الكلامية والتصريحات المتشنجة والمواقف المختلفة نتيجة تضارب المصالح للتنظيمات التي تتأثر بصورة مباشرة بنتائج هذه القضية ، فلاجئي رفحاء خلاصة الإنتفاضة الشعبانية المباركة التي كسرت وحطمت حاجز الخوف الذي بناءه النظام العفلقي لعشرات السنين وهم من الأغلبية الشيعية التي تمثلها التنظيمات الثلاث المجلس الأعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري في الساحة السياسية العراقية الأن ، ولكن لماذا هذا الجدل والنقاش والمشدات الكلامية التي أخذت الكثر من الوقت حتى تم إقرار القانون الذي يعتبر لاجئي رفحاء سجناء سياسين ولهم جميع حقوق السجين السياسي ، جميع هذه التنظيمات الثلاث تقر وتؤكد بأحقية أهالي ورفحاء بهذه الحقوق ولكن اللعبة السياسية هي التي فرضت قوانينها وقواعدها على تبني أو إقرار هذا القانون ، لأن الدعم الكبير الذي أظهره المجلس الأعلى المتمثل بكتلة المواطن ( والموقف المشرف للشيخ الهنداوي الذي يعتز به كل مواطن عراقي عامة ولاجئي رفحاء خاصة ) جعل دولة القانون تقف موقف سلبي من إقرار هذا القانون لأنه سوف يعتبر مكسب سياسي للمجلس وهذا سيؤثر بصورة ما على الشارع العراقي والتنظيمات السياسية الخبيرة تعطي لكل صغيرة و كبيرة أهميتها لأنها تتجمع في ذهنية المواطن الذي يسجل كل نجاح تقوم به التنظيمات السياسية وسيعطي نتاجه في صناديق الأنتخابات ، ولكن توفر الظروف والعوامل التي سهلت إقرار هذا القانون بالرغم من المواقف المتشنجة منه جعل أغلب معارضيه يقفون أما داعماً له أو يتخذ موقفاً معتدلاً منه ، ولكن نتيجة الظروف المأساوية العصيبة التي عاشوها هؤلاء اللاجؤون خلال فترة الأحتجاز الطويلة في مخيم رفحاء الذي عزلهم عن العالم كلياً والقوانين العنجهية التي أصدرها النظام الصدامي الكافر أتجاه كل معارض شريف يطالب بحقوق كل العراقيين ومنهم لاجئي رفحاء فقد فقدوا أعمالهم وأنتهبت أموالهم وخسروا شهاداتهم واصبحوا في مهب الريح كألشجرة الجرداء في صحراء قاحلة تعصف بها الريح من كل مكان ، فلم يستطيعوا أن يوفروا لأنفسهم وعوائلهم مصادرللرزق الكريم التي تضمن لهم العيش الكريم بالإضافة الى ضمان مستقبل أولادهم وعوائلهم بعد عودتهم الى العراق ، وبسبب صعوبة الحياة وقساوتها وغلائها وأنتشار التفكير المادي البحت في هذه الدنيا الدنية فأن هؤلاء اللاجؤون قلقون جداً وهم ينتظرون تطبيق هذا القانون لكي يضمنوا معيشتهم بالإضافة الى مستقبل عوائلهم كألطالب المجتهد الذي أجاب على جميع الأسئلة في الإمتحان ولكنه قلق حتى يحصل على النتيجة وهذا فعل المجتهدين الباحثين والمتطلعين الى نتائج أعمالهم ومواقفهم ، ومن العوامل التي تقلقهم أكثر ترسبات بعض المواقف التي تبنها بعض السياسين كموقف الأستاذ صفاء صفي الدين السلبي إتجاه هذه الشريحة المظلومة والتي ينتج عنها فكرة القيام بالطعن من قبل هذا الشخص ؟؟؟؟ ، هذان القلقان مشروعان وطبيعيان ولكن لا يمتلكان أي أرضية حقيقية يستقران عليها ولكن الظرف الذي يعيشه أبناء رفحاء والضغوطات النفسية التي يعانون منها نتيجة الظروف المحيطة بهم هي التي دعمت هذين القلقين ، ولكن الحقيقة تقول أن القرار قد أقرته المؤسسة التشريعية الأولى في العراق وهو البرلمان ، ولاكن يحتاج لبعض الوقت للتنفيذ وهذا يعتمد على الروتين في المؤسسات العراقية وقوة التنظيمات الداعمة له ومدى ضغط الشارع العراقي عليها ، ولكن المهم أن القانون أقر وأصبح حقيقة واقعة تحتاج بعض الوقت للتنفيذ ، جائز يتم بعض التأخير من قبل المؤسسات التي تقع تحت سلطة التنظيمات التي لم تدعم هذا القانون لأنه إقراره تم تحت مظلة تنظيمات أخرى ولم يكن تحت مظلة تنظيمهم ولكنهم لا يستطيعون إقاف أو تعطيل تنفيذه لأنه سيؤثر على شعبيتهم والإنتخابات البرلمانية على الأبواب ، أما مسألة الطعن من قبل الإستاذ صفاء صفي الدين فهذا من سابع المستحيلات لأنه إن تم فأما دولة القانون بجميع كوادرها وقياداتها لا يمتلكون الخبرة السياسية التي تجعلهم يسقطون في هذا الإمتحان والفترة الزمنية التي تبعدنا عن الإنتخابات قليلة جداً وهذا يخالف الواقع الذي أظهره قيادات وكوادر هذا التنظيم من خبرة التي بسببها سيطروا على الساحة السياسية لهذه الفترة الطويلة ، وأما الإستاذ صفاء صفي الدين يريد الإضرار بدولة القانون نتيجة تبنيه قرار الطعن بهذا القانون ، فلا أعتقد أن الاستاذ صفاء يريد الإضرار بدولة القانون ولا قيادات دولة القانون يسمحون لهذا الإستاذ باتخاذ مثل هذه الخطوة السيئة وهو تحت عبائتهم ويتبنى أسم قائمتهم ، وهذا سيؤثر على شعبيتهم التي تتناقص يوماً بعد أخر نتيجة عدم تبنيهم للمشاريع والقوانين التي تصب في مصلحة المواطن العراقي المحروم وهذا ما أكدته نتائج صناديق الأنتخابات لمجالس المحافظات ، فليس من الحنكة السياسية تبني أي قرار يطعن بهذا القانون بل العكس صحيح وهو تبنيه والمزايدة على دعمه والتسريع في تنفيذه والدعاية له وكثرت اللقاءات بأبناء رفحاء وإظهار مدى مصداقيتهم في تحقيق كل مطالب شعبهم المحروم ، لهذه الأسباب فليتركوا سجناء رفحاء القلق وليطمئنوا بعضهم بعضا ولينظروا للمستقبل بنظرة أكثر ثقة وطمئنينة لأن جميع الظروف التي تحيط بنا قد دعمت إقرار القانون وستعمل على تسريع تنفيذه حسب قواعد اللعبة الديمقراطية والله سبحانه وتعالى يقول (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ).
https://telegram.me/buratha