الشيخ حسن الراشد
لغة الحرب اختفت كليا عن خطاب الغرب وامريكا وقرقعة طبولها توقفت ولم يبقى الا طبل وحيد انفلق وانفتق جانب منه بانتظار من يأتي لرتقه وهو طبل يصلح فقط للعزاء! ونقصد به طبل العرب اليتميم .
ولم يمض اقل من اسبوع على خطاب حسن ومهاتفة حسين له في نيويورك حتى جن جنون الاغبياء في عالم التخلف والتبعية والعقدة الطائفية فباشروا بتشغيل الماكينة الاعلامية العربية لوصف مهمة حسن بالخديعة واطلاق صفة الساذج على حسين ودفعوا في نفس الوقت بنتن ياهوا للتحرك للقيام بدور السفير" العربي " المطلق بجنب مهمته كخطيب فاشل لم يستحسن حتى فن التصنع والتمثيل على المنبر الاممي الذي كان نجمه في الايام الاخيرة حسن باعتراف الجميع ومنهم خصومه!
عندما يعبر مسؤولون في دول الاعراب وفي الخليج وتحديدا "مثقفون" و"اعلاميون" شغلوا منابر اعلامية على وقع بريق الذهب وهبوب اوراق الدولار على عتبات دورهم عن تخوفهم من تقديم تنازلات من قبل حسين لنظيره الاكبر حسن في ملفات هي اساسا لا علاقة لها بشؤونهم بقدر ما يخص دور القوى الصاعدة اقليميا ودوليا فان ذلك يشكل انتكاسة حضارية وتاريخية لتلك الدول وعلامة من علامات الافلاس سياسيا وفكريا .حسين يفكر في الصين والهند والسند والشرق الاقصى والادنى اما هؤلاء فتفكيرهم هو في كيف يصنعوا ادوات الموت والقتل والارهاب وكيف يجهزو البهائم لتفجير انفسهم في الابرياء ويتقنوا فن الاغواء والتجييش الطائفي ..
حسين يفكر في ان تاخذ ايران دورها التاريخي وتكون معبرا باتجاه خط الحرير وحسن يعرف كيف يحافظ على مصالح بلده ويلعب لعبة الشطرنج باسلوب فارسي بارع اما العرب فان تفكيرهم لا يتجاوز منطق الوحوش والاكلين للاكباد والذئاب .أليس غريبا في الوقت الذي يرفع حسين سماعة الهاتف ويتحدث بلغة (( المجوس)) مع حسن ويودعه بعبارة "خدا حافظ" اي في امان الله بمعنى الله يحفظك يا حسن! فان جحش ال خليفة ووزير خارجيتهم يعود الى لغة اجداده وداعش والنصرة ونتن ياهو ويغرد وبالمعني السوقي " يعرص" ويدعوا لاغتيال "حسن" ..
اليوم وبعد ان توقفت عملية قرع طبول الحرب واجتمعا مندوبا حسن وحسين في المجمع الاممي بدا الحصاد وبدأت معالم قطف ثمار التقارب تظهر في الافق خاصة وان الايرانيين اثبتوا انهم قوة عظمى في المنطقة وقوة عظمى في التعاطي مع الشأن الدولي وقوة عظمى في الجلوس مع العظماء ..الروس ومعهم الامريكان سوف يتوجهون لجنيف 2 واكثر من 2 اما الايرانيون فعلاوة على احتفاظهم بموقعهم كقوة عظمى في المنطقة فان ملفات الامن الاقليمي والملف السوري والعراقي وحتى الافغاني سوف تنتقل اليهم وسوف يقومون بدورهم كلاعب اساسي وسوف يتفاجأ العرب ان ايران في الثرى والاعراب مازالوا يفكرون في كيفية توفير "بول" (المجاهدين) في سورية ليشربه نظرائهم في الشام طلبا لغفران الذنوب وهذه هي الحقيقة وليس افتراء او دعاية سوداء فقد اجاز الداعية السعودي و"امام وخطيب" مسجد قباء في المدينة المنورة الشيخ صالح المغامسي لـ(( المجاهدين)) في سوريا وجبهة النصرة فتوى شراب بول المجاهدين وذلك من اجل غسل ذنوبهم!!
الصين تبقى محور الصراع القائم وهو ما اشار اليه الكاتب المصىري حسنين هيكل وبعض المراقبين حيث ان حسين لا يريد المغامرة بتدمير ايران كما يتمناه الاعراب وحليفهم الجديد القديم نتنياهو حيث ان ايران بلد ذات بعد حضاري وامتداد ضارب في عمق التاريخ حالها حال الصين وهما اليوم يتقدمان بخطى ثابتة نحو اثبات الوجود والتنافس على الصدارة الاممية والغربيون يريدون لايران ان تكون السد امام الزحف الصيني نحو افريقيا وحتى اوروبا بغض النظر عن موقف ايران من هذه الاستراتيجية الغربية الا ان حسن يعرف وبذكاءه من اين تؤكل الكتف !
زيارة حسن للمجمع الاممي واقترابه الشديد لحسين سوف تؤتي اكلها آجلا وعاجلا وسوف لن يحصد الاعراب الا الريح والتباكي على الانقاض والانغماس اكثر في سجالات بول المجاهدين ونكاح الجهاد وسوف يطبقون ما يفتيه لهم هؤلاء المشايخ بحذافيره لاخر شارب للبول واخر ناكحة غدر بها الزمن لتكون ضحية تلك الفتاوي .ومع دخول نتن ياهو على خط الاعراب وقبوله ان يكون سفيرا لهم لنقل شكاويهم الى حسين واستلامه ثمن هذا الجهد وتحمله عناء السفر وهو المسافر اصلا الى المجمع الاممي فان القراءات تقول ان القطار قد فات المغفلين وانطلق بحسن واصحابه نحو حصد ما زرعوه ولا عزاء لشاربي البول وداعميهم
https://telegram.me/buratha