لا يصح أن نبقى في عصر الخيبيات، لأن بقائنا فيه يعني أنه سيتمدد، وبتمدده ستتمدد الخيبيات الى أن تتحول الى واقع معاش ومألوف..
وثمة أمم من غير عالمنا تعايشت مع الخيبيات حتى ألفتها، ومعظم جمهوريات الموز في امريكا اللاتينية من هذا النمط من الدول، حيث تتعايش السياسة مع المافيات مع القمع الديكتاتوري مع الفقر والخيبة على سطح واحد..وكانت نتيجة هذه الخيبة أن يقوم رجال الشرطة بحراسة باعة المخدرات في الشوارع، أو يقفون على أبواب بيوت الدعارة لينظموا دخول الزبائن، وفي بوغوتا عاصمة كولومبيا، عندما تسير سيارة زعيم المافيا في الشارع ، تسير أمامها سيارة شرطة بمصابيح حمراء وزرقاء، تومض لتفسح الطريق أمامها، وحين تسأل عن سر سير سيارة الشرطة أمام سيارة رجال المافيا، يأتي الجواب صاعقا وعجيبا: أن من تتحدثون عنه على أنه زعيم مافيا له عنوان رسمي غير ذلك، وعنوانه هذا (رجل أعمال) يجعله عرضة لمهاجمة اللصوص وقطاع الطرق، ولذلك فإن من واجب الشرطة حمايته..!
ما يحصل هناك يحصل عندنا منذ زمن، والأخبار لدينا تتواتر عن أدوار قذرة لرجال في الشرطة يحمون بيوت البغاء والدعارة، وغيرهم يمررون السيارات المفخخة، وآخرين ترتكب جرائم قتل بمعونتهم ومشاركتهم..
إننا إذن في عصر الخيبيات، وقد طال هذا العصر كثيرا، ولا بد لنا من أن نفعل شيئا، شيء يوازي ما نتعرض له من ضرر، وإلا ستتحول بغداد الى عاصمة تشبه هذه التي حدثتكم عنها، إن لم تكن قد تحولت فعلا..!
https://telegram.me/buratha