مثلما قلنا غير مرة، أن النوايا وحدها لا تصنع المستقبل، وأن الأزمات لا يمكن مواجهتها بالتمنيات، نقول هنا أيضا :أن الأشراف لا يحتاجون فيما بينهم الى ميثاق يوثق شرفهم، وأن المعنيين بالتوثيق هم غيرهم بكل تأكيد..
وتتذكرون أو ربما سمعتم؛ قصة البائع مع المشتري الذي كفلته شعرة من شاربه أودعها لدى البائع لسداد دين..
وفي موضوع السلم الإجتماعي؛ يفترض أن يكون هو الموضوع الرئيس لما تفرع عن مؤتمر وثيقة الشرف الذي رعته الدولة، وحضره قادة الكتل السياسية وفعاليات إجتماعية قبل أيام، وامتنع عن المشاركة فيه نضراء لهم آثروا أن لا يشاركوا، يحق لنا أن نبحث في مقصد السلم الإجتماعي، وبديهي أن المقصد النهائي هو المصالحة.
وللوصول الى هذا المقصد النبيل، الذي لا نشك بمصداقية نوايا متبني مشروع وثيقته، يجب أولا تحديد مفهوم المصالحة، والبحث في أسباب الخصومة، إذ لا معنى للحديث عنها في هذه الحالة، إن لم تحدد أسباب الخصام ولا أطرافه.
وبدت الصورة وكأن معضلة المصالحة، تكمن في جبر الضرر بالنسبة للنخبة السياسية المتضررة، كما لو أن من تضرر من فقدان السلم الإجتماعي هو هذه النخبة فقط.
ومع أنه ليس مقصدنا هو الاستنقاص من هذه النخبة، ولكن هذا لن يمنعنا من الحديث عن متضرر آخر ما تزال محنته تذاع في نشرات الأخبار، إذ من الواضح أن الآن ثمة طرف واحد في سيناريو الموت المنظم، وهو طرف الضحايا من ابناء الشعب، وهم ليسوا ضحايا لطرف مجهول..!..لكن هذا لن يمنعنا من القول: أن الدولة تدشن في الواقع، هروباً إلى الأمام حتى يتم التعالي عن الحاضر المر..
في ظل مسرح سياسي غير واضح، رتبت النخب السياسية أوضاعها الأمنية جيدا، و حصنت نفسها بطرق شتى، منها الأمنية ومنها ما يلقي بظلال قاتمة من الشك، على أسباب نأي الإرهاب عنها، وإستفراده بالشعب، و تبدو نخب سياسية كثيرة، وكأنها متوافقة مع الإرهاب فيما يفعل، أو على الأقل ساكتة عنه، فسكت عنها!
وما دام الأمر كذلك، فإن الأسئلة المتعلقة بالماضي والحاضر والمستقبل لن تتوقف، مع انتهاء حفل توقيع ميثاق الشرف ووثيقة السلم الإجتماعي، وسوف تستمر الأسئلة والشكوك تحيط بالأمر؛ ما دام القتل طاحونة لا تتوقف..
كلام قبل السلام: أَضَعْتَ شاةً جعلتَ الذئبَ حارسَها، أما علمتَ بأن الذئبَ حَرّاسُ..!
سلام.....
https://telegram.me/buratha