المقالات

ميثاق الشرف ضاع حبره بين الدماء

522 10:08:00 2013-09-30

محمد حسن الساعدي

ميثاق الشرف الذي تم توقيعه قبل ايام بين الكتل السياسيه ، والذي هو دعوه لتنقيه الأجواء المحتقنه بين السياسيين ، ولكن الملفت للنظر هو غياب واضح لعناصر التوتر في الصراع الدائر ، وحضور قيادات لا تشكل اي تهديد يذكر في عمليه الاحتقان التي تشهدها العملية السياسيه ، والتي أفضت الى صراع طائفي ، واحتقان الشارع العراقي ، وارتفاع حده التفجيرات التي حصلت مؤخراً ، والذي يعكس بصوره واضحه تراجع الجهد السياسي والأمني ،والحيلولة دون النزول في مستنقع التصارع الطائفي بين أبناء الشعب الواحد .بودي طرح تساؤل ، حضور السيد الحكيم ؟ الذي دائماً يمثل طرف الحوار وخطاب التهدئة، وغياب علاوي والمطلك ، وغيرهم من القيادات التي تعد أقطاب التصارع السياسي العراقي .الوثيقة ذات الأحد عشر بنداً لم تأتي بشي جديد ، فهي ذات النقاط المختلف عليها أصلاً بينهم ، والتي هي واقع الحال في العراق الجديد ، فمن التوحد الى الحوار ، والى الالفه والموده والمحيط بين المكونات السياسيه ، وأشياعه روح وتبادل الثقه فيما بينهم ، فكل هذه النقاط ونقاط اخرى لا جديد فيها ،سوى انها كانت جلسه برتوكوليه كتلك الجلسات التي تعودنا على رؤيتها ، وأبريل وإنفاقه ليس ببعيد عنا .عدم حضور أطراف النزاع والصراع هو سبب اخر في قراءه فشله ، والحكم عليه قبل تطبيقه ، لان من كان حاضراً وان كان يختلف مع الحكومه او مع دوله القانون وطريقه تعاطيها مع الملفات ، لا يمثلون عنصر الصراع الدائر ، فحضور خجل للأكراد ، وعدم حضور العراقيه ، والتيار الصدري ، سبب تراجعا مهماً في هذا الميثاق ، كما ان التوقيع وحسب ما عرفت من مصادر قريبه ان التوقيع مفتوح ، وكل من سرير ان يوقع فليأتي ليوقع ، وهذا الشيء لا يمثل قوه لبنوده .القوى الظلامية أرسلت رساله واضحه الى من وقع هذا الميثاق ، بتفجيرات مدينه الثورة ، والتي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء بين شهيد وجريح ، بعد توقيع هذا الميثاق حدثت هذه الانفجارات والتي توزعت في مناطق معينه دون اخرى ، مما يعطي رساله واضحه ان الهدف أكبر مما يتصوره ميثاق الشرف هذا .اننا في ظل هذا التصارع لا نحتاج الى ميثاق شرف ، بقدر حاجتنا الى تبادل الثقه فيما بين جميع الأطراف السياسيه ، كما ان التوقيع على حظر أو البراءة من حزب البعث لا تمثل اي شيء امام حاضنات الارهاب والقاعدة والبعث وقيادته الذين يتنقلون بحريه بين مدن العراق الجريح ، غير ابهين بدماء الناس التي تسقط يومياً، وان تكون هناك خطوات جديه في محاربه الارهاب والقاعدة أينما كانت وأينما حلت ، فما اكثر السياسيين ، من يكون معك في النهار وضدك في الليل ، والعدواني نموذجا وغيره الكثير من نماذج رجال الدوله الحديثه .أعتق ان الآمال ضاعت باطفاء الاضواء وانوار قاعة الاجتماع , او في اللحظة التي انتهى بها مؤتمر للسلم الاجتماعي , بين المتصارعين على المال والسلطة , وعاد كلا الى مضجعه القتالي وعلى مواقفه . . لو كان يملكون الصدق الشعور بالمسؤولية, لبدوا بالخطوط الاولى في تغيير نهجهم السياسي , والحفاظ على مصالح واحترام الشعب وحفظ الوطن من الضياع , وان يناقشوا بروح الحرص مستقب بلدهم ، ومستقبل تجربتهم خلال عقد من الزمان , وتشخيص الاخطاء ، والوقوف على الثغرات , ورفع الظلم عن الشعب والوطن الذي ينعمون اليوم بخيراته حتى يتلمسوا الطريق الصحيح , ان يناقشواالعلة الحقيقية , التي ادت الى هذه الازمات والمشاكل التي اوصلتهم الى طريق مسدود , وادت الى الاخفاق الامني الكامل , وتراجع العملية السياسية، وفشل المشرع الوطني ، وان يتخلوا عن نهج الطائفية , وعقلية التسلط والاستحباب، وتهميش الآخرين ، مهما كانت درجه الخلافات معهم ، والسعي الى محاربه كل أشكال الطائفية ، ومهما كان مصدره , وانزال اقصى العقوبات الرادعة , لكل من يمارس التطهير الطائفي والعرقي , بتهجير العوائل من مناطق سكناهم , تحت طائلة التهديد بالذبح , والسعي الى معالجه ضعف الاجهزة الامنية من خلال زج العناصر الهفوه ، ومحاربته الفساد المستشري في هذه المؤسس هال مهمه , واختيار القيادات وفق المعايير الوطنية ، والعمل بحرص على المحافظة على مصالح الشعب العراقي العليا , ومحاربه الفساد والمفسدين , الذين اوصلوا الشعب الى الحرمان والفقر ونسبة 25% من السكان يعيش تحت خط الفقر , اضافة الى ان العراق صار في مقدمة البلدان المعمورة متهم بالفساد . اذا كانوا حقا يبحثون عن رفع الظلم عن شرائح واسعة من الشعب , عليهم الاهتمام بقضايا الشعب , توفير الحاجيات الاساسية والضرورية , من اجل تحقيق الحياة الحرة والكريمة , , وتوفير الامن والأمان للمواطنين ، وتوفير الخدمات من ماء وكهرباء ، وتحسين الظروف المعيشية لمواطنين ورفع ضائقة الفقر عن كاهل الملايين من الشعب , وتشير الاحصاءيات بان هناك اكثر من ستة ملايين مواطن تحت خط الفقر , عند ذلك يمكن ان نقول فعلا هناك ميثاق شرف ، من اجل البدء بمرحلة جديدة في بناء الدوله على أسس صحيحه وسليمه , وأما ما عدا ذلك , فان ميثاق الشرف , ما هو الا ذر الرماد في العيون , وخداع الشعب والضحك عليه ، والعراق وشعبه يستمر بدفه ضرائبه انتمائه بحور من الدم ، والوطن يسير الى المجهول ، وستبقى احرف هذا الميثاق ما هي الا حبراً ضاع مع دماء الابرياء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك