المقالات

حكومة "المالكي"..الشرعية المفقودة!!

437 11:16:00 2013-09-30

محمد الحسن

الأسباب التي دفعت المفكرين لطرح نظرية "العقد الأجتماعي" كثيرة, ولعل أبرزها الظلم الذي كان يلحق بالمجتمعات جراء السياسات المتبعة من قبل الأنظمة المتسلّطة, إضافة إلى تسيّد شريعة الغاب في العصور الغابرة, فجاءت نتاجات تلك العقول لتُحدث مواءمة بين المجتمع نفسه من جهة, وبينه وبين السلطة من جهة ثانية...جوهر العقد هو تنازل الأفراد عن جزء من حقوقهم وحرياتهم, أو جميعها, بحسب "جان جاك روسو", لصالح "الإرادة العامة" التي تمثلها الدولة, حيث إنها تحافظ على خير ورفاه ومصلحة الشعب ككل.العراق لا يختلف عن البلدان الراقية, فالمفاهيم ذاتها..نظام الحكم (رئاسي نيابي) وكما جاء في المادة (1) من الدستور "جمهورية العراق دولةٌ اتحادية واحدة مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق". الإقتراع الشعبي يعطي الحق لممثلي الشعب بإختيار حكومة تعنى بتنفيذ بنود الأتفاق بغية الوصول للإستقرار والأمن والإرتقاء.مخرجات العملية الأنتخابية عام (2010) لم تتح لأي كتلة القدرة على تشكيل الحكومة, لذا ولّدت التوافقات في (أربيل) حكومة شراكة أو ما يطلق عليها (حكومة أئتلافية)...إذا تحدثنا بلغة الأرقام, فيجب أن تتمتع الحكومة بقبول أكثر من نصف عدد أعضاء البرلمان (164 نائب) فهل هذا العدد متحقق للسيد المالكي؟!إن الفرد يتنازل عن حقه "لسلطة" مقابل المصلحة العامة, وأي ضرر يلحق بتلك المصلحة يعد خلل يجدر الوقوف عنده بغية تصحيح المسار, ولست أدري أي خلل أكبر من سفك الدماء؟ عشر سنوات, حصة "المالكي" منها ثمان, ودماء العراقيين أرخص من فاتورة (تجميل مسؤول)!.. ولو أحصينا الخسائر اليومية طيلة الفترة المنصرمة لحصلنا على أرقام مرعبة.السبب الأهم والموجب لبقاء سلطة الدولة برمتها, هو مغادرة الطبيعة الإنسانية الأولى المُختَلف في (شرها أو خيرها), فلهذا الغرض قامت الدولة كحاجة ملحة لتنظيم وحفظ الحياة بشكل عام..الحكومة العراقية ووفق الأحداث اليومية سلّمت ناخبيها لتُشبع بهم غريزة القتل عند المجرمين, بينما أنكفأت داخل أسوار الحياة "الخضراء" وأعضائها يمارسون حياتهم بشكل طبيعي غير مكترثين بسيول الدماء المهدورة على أرصفة الموت الجماعي.فقدان الأهلية في حماية الناس, يلجأهم لترتيب أوضاعهم وتحصين أنفسهم بطريقة تشبه العودة إلى عصور ما قبل التاريخ "الفطرة البشرية" عندما كانت الدولة غائبة, وبهذا يعد العقد المبرم بين الطرفين باطل, فهو لم يحقق المبدأ الأهم...الإرادة العامة والتي تعكسها الأغلبية البرلمانية لا تؤيد دولة الرئيس.

إننا أمام معادلة سقيمة لا يمكنها الأستمرار إلا حين تموت البصائر, فتفاعلاتها لم تُقدّم للشعب سوى القتل حتى صار العراقي لا يطمح إلا بوقفِ نزيف الدم...فقدان الرؤية والمشروع والتفكير بالسلطة المطلقة وراء هذا الغياب الفعلي لشرعية الحكومة, ومن فشل في أختبارين لا يمكن الوثوق به ليجرّب مرة ثالثة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك