المقالات

الشيعة ....عرًوة العراق!!


جواد أبو رغيف

الشيعة في العراق وجدوا بعاصمة خلافة "الأمام علي بن أبي طالب" الكوفة بداية القرن الهجري الأول ،بعد أن اختارها مقراً لخلافته التي دامت خمس سنين.ثم انتشر الفكر الشيعي لأصقاع حكمه، وإلى مدن العراق المختلفة ،سيما مدن الجنوب والفرات الأوسط التي تمثل الثقل السكاني الأكبر في البلاد .الشيعة تعرضوا لشتى صنوف التنكيل والإبادة والتهميش من قبل الحكومات العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة مطلع العشرينات من القرن الماضي ،على الرغم من دورهم السياسي والاجتماعي والثقافي في تطور العراق.مواقف الشيعة الوطنية التي يصفها الساسة والانتهازيون (بالغباء السياسي)! واتهامهم بالخلل بتشخيص مصالحهم ،تنطلق من مسئولية "دينية وطنية اجتماعية" ،فهم برغم أغلبيتهم (63 %) من سكان العراق وقوة عقيدتهم المستمدة من رؤية و نهج أئمتهم إلى الآخر في الوطن مهما كانت عقيدته وعرقه وانتماءه، فأمامهم أي( الخليفة علي بن طالب) يذهب إلى الدائرة الأوسع والقاسم المشترك بين بني البشر " دائرة الإنسانية" ،لذلك خُطت مقولته الشهيرة على جدران مبنى "الأمم المتحدة" :(الناس صنفان أما اخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق )! فهم ليس لديهم العقدة من الآخر وهم الأقرب لجميع الطوائف والمكونات العراقية التي لا تعتنق الديانة الإسلامية. يمثلون نموذج التعايش السلمي وشراكة الوطن.في البصرة تجد الكنائس بجنب المساجد في العمارة تجد المسيح والصابئة الذين تحالفوا مع العشائر العراقية، وأصبحوا ينا دون بأسماء عشائرهم الحليفة لحد الآن ، ببغداد أيضا الكنائس بجوار المساجد وتجد الأقلية المسيحية تسكن مناطق ذات غالبية شيعية تجمعهم علاقات اجتماعية إنسانية قمًة في الرقي والسلوك الوطني فهم يتشاركون الأفراح والأتراح معاً.مواقف الشيعة الإنسانية والوطنية لا يجيد تفسيرها الآخرين ألا عبر قواميسهم التي لا تحوي مفردة الإنسانية والدين، وظلت طلاسم تثير الاستغراب، فالشيعة اضطهدوا من قبل الدولة العثمانية غاية الاضطهاد وحرمت عليهم دخول المدارس!، بيد أنهم حاربوا بجانب الخلافة الإسلامية العثمانية ضد الانكليز بفتوى مراجع النجف ، الفتوى التي أثارة استغراب الانكليز حسب مذكرات "المس بيل" آنذاك. ثورة العشرين التي مثلوا جذوتها وشرارتها ، وكانت مراجعهم في طلائع الجيوش التي زحفت لمواجهة الانكليز لم يعترضوا حياء حين حاول "النظام ألصدامي" مصادرتها بشعار (التأريخ يكتبه المنتصرين)ٍ.الاحتلال الأمريكي للعراق عام (2003 ) واجه أشرس المعارك في المناطق الشيعية حسب تقارير الجيش الأمريكي على الرغم من ظلم النظام ألصدامي لأهل الجنوب ،حتى انطق بنت طاغية العراق رغد صدام ( والدي اطعم الكلاب وأجاع الذئاب)!.الإرهاب الذي دفعت به دول الجوار العربي تجاه العراق وغذته بفتاوى التكفير بعد تغيير النظام لقتل الشيعة واجهه الشيعة برفض الرد بالمثل وامتعض الأمام" السستاني" على سؤال احدهم بقوله (أخواننا أهل السنة ) وهو الذي عرف عنه حلمه الكبير :( لا تقولوا إخواننا بل قولوا أنفسنا السنة )!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر الكوردي
2013-10-02
بكل بساطة وسهولة لان الشيعة هم الاسلام المحمدي الاصيل الحنيف الذي ارسله الله سبحانه لهداية البشرية ؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك