المقالات

وحدة العراق هل ستصمد أم إلى التقسيم

541 16:25:00 2013-09-30

الكاتب رحيم الخالدي

عاش المواطن العراقي منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا , بتنوع الأديان والحضارات من البابليين والسومريين والكلدانيين والآشوريين , وعلّمت تلك الحضارات البشرية الكتابة والزراعة, وبالطبع حدود العراق الآن ليست كما كانت من قبل فلا توجد حدود للبلدان والمعروف بالعراق بلد الأنبياء والرسل والأوصياء ,فكان قبلة العالم لما يمتلكه من خيرات وكان قبلة للراغبين بالتزود بالعلم والمعرفة كونه يحوي مدارس العلم والفقه والأدب والطب.تماسك الدولة يكمن في القانون الذي يديرها, والتلون سواء بالعرق أو بالدين أو بالثقافة , حالة اعتيادية يصب في مصلحة الوطن الواحد الذي يلم كل الأطياف ويحفظ حقوق الفرد والمجتمع للتعايش السلمي .العراق منذ استقلاله في العام 1920 إلى يومنا هذا , خضع لحكومات لم تنصف شعبها يوما كما يجب , فشهدت معارضة شديدة وبعد انتقالنا إلى النظام الديمقراطي أي بعد سقوط الصنم ,دخلنا في تجربة جديدة , لكن هذه التجربة ولدت عرجاء لتدخل الدول المجاورة في الشأن الداخلي العراقي, بل ودفعت أموالا طائلة لتخريبها , ولو نجحت هذه التجربة في العراق ,على إثرها ستزول عروش الطواغيت, ولكن بعض العراقيين الشرفاء ظلوا متمسكين بها لأنها فرصة العيش الكريم ,وبناء العراق الجديد , والبعض الآخر تماشى معها وغرد لها ,بحجة إقصاء شريحة دون الأخرى وارتضى لنفسه أن يكون عونا علينا ,بدل أن يكون عاملا مساعدا وهو مشترك في العملية السياسية بل احد أعضائها ولا نسمي أحدا فالعراقيين اليوم يعرفون كل شيء,وبعد تشكيل الحكومة وتسليم السلطة إلى العراقيين ,تفائل العراقيون خيرا عسى أن يكون غدا أفضل من الأمس , وبدأت مرحلة الانتخابات التي أفرزت إفرازاتها على الساحة وتم التعرف إلى المكون الأغلب بأصواته وتعداده , انبرى إلى الساحة أشخاص وقفوا بالضد من العملية السياسية , لأنهم أحسوا أن الحكم ذهب إلى غير رجعة كونهم كانوا على سدة الحكم والبعض منهم مشارك في الحكومة ليسقطها , فكان التصدي من الوطنيين والمشهود لهم بالنضال واضحا من الذين وقفوا بالضد ,فاقترحوا وقتها يجعل العراق على شكل فيدراليات, وتكون المحافظات هي من تتولى الإدارة, فاتهموه بالتقسيم والتبعية ,وألان يتوسلون في سبيل إقرار ذالك المشروع .وبالطبع هنالك فرق بين الأمس واليوم وهذا لن يتم إقراره في الوقت الحاضر كون الفدرلة الآن يعلوها النفس الطائفي .لذا على الأخوة القائمين على الأمر السياسي في العراق أن يستبقوا الحدث ,وان يعملوا بجدية لتلافي كل الأخطاء , والتجربة هي التي تقول لك أن العمل وفق السياقات القديمة غير نافع , والتجديد أصبح من الضروريات المؤكدة , ولا يخسر العراق إذا عمل بالتقنية الحديثة , من خلال نصب الكاميرات والمراقبة الجوية والالكترونية , واستقدام صاحبي الخبرة والشركات المختصة لحفظ الأمن , أفضل من هدر المال في أشياء تافهة , والاعتماد على الأشخاص غير الكفوئين , ناهيك عن الملفات الأخرى التي هي فعلا بحاجة أن تفعل أيضا . منها إرسال أفراد من الأجهزة الأمنية إلى خارج العراق, للاطلاع على آخر المستجدات في الأمور الأمنية , والتي تتصل مباشرة في العمل ألاستخباري داخل العراق . لاسيما العراق اليوم يتعرض إلى قتل بالجملة لأبناء شعبه , ولا يخلو يوم من الأيام لاتوجد فيه حادث قتل أو تفجير أو ما شاكله , المهم يوجد قتل يومي, فهل نبقى نتفرج على هذا القتل اليومي ,أم يتم تشخيص الخلل ومعالجته وهذا بالطبع يحتاج أشخاص من طراز خاص ,لديهم الخبرة والتجربة ,ويوجد من اثبت نجاحه ,وليس على صعيد واحد بل على صعد شتى , العلاج السريع الان فائق الأهمية في الوقت الحاضر ,كي لا تتفاقم الأمور ولايمكن السيطرة عليها في الوقت الضائع ,على الحكومة الانتباه والحذر , والأخذ بالمبادرة قبل فوات الأوان .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2013-10-01
الاخ كاتب المقال المحترم الوضع على الارض الان من ضغط واعتقالات واعدامات وحرب بمعنى الكلمه على مكون معين دون غيره .... نعم مكون معين دون غيره ... والاصل دون وجه حق وليس له علاقه لا بالامن ولا بادارة دوله ... انما فرض وبالقوه العسكريه التي من مكون واحد ... تجعل من بعض مكونات الشعب العراقي يقبل بالتجزئه او الفدراليه او تفكيك؟؟ او اي حل يخلص الناس من ظلم لاوجود له منذ خلق الله ادم؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك