الكاتب رحيم الخالدي
عاش المواطن العراقي منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا , بتنوع الأديان والحضارات من البابليين والسومريين والكلدانيين والآشوريين , وعلّمت تلك الحضارات البشرية الكتابة والزراعة, وبالطبع حدود العراق الآن ليست كما كانت من قبل فلا توجد حدود للبلدان والمعروف بالعراق بلد الأنبياء والرسل والأوصياء ,فكان قبلة العالم لما يمتلكه من خيرات وكان قبلة للراغبين بالتزود بالعلم والمعرفة كونه يحوي مدارس العلم والفقه والأدب والطب.تماسك الدولة يكمن في القانون الذي يديرها, والتلون سواء بالعرق أو بالدين أو بالثقافة , حالة اعتيادية يصب في مصلحة الوطن الواحد الذي يلم كل الأطياف ويحفظ حقوق الفرد والمجتمع للتعايش السلمي .العراق منذ استقلاله في العام 1920 إلى يومنا هذا , خضع لحكومات لم تنصف شعبها يوما كما يجب , فشهدت معارضة شديدة وبعد انتقالنا إلى النظام الديمقراطي أي بعد سقوط الصنم ,دخلنا في تجربة جديدة , لكن هذه التجربة ولدت عرجاء لتدخل الدول المجاورة في الشأن الداخلي العراقي, بل ودفعت أموالا طائلة لتخريبها , ولو نجحت هذه التجربة في العراق ,على إثرها ستزول عروش الطواغيت, ولكن بعض العراقيين الشرفاء ظلوا متمسكين بها لأنها فرصة العيش الكريم ,وبناء العراق الجديد , والبعض الآخر تماشى معها وغرد لها ,بحجة إقصاء شريحة دون الأخرى وارتضى لنفسه أن يكون عونا علينا ,بدل أن يكون عاملا مساعدا وهو مشترك في العملية السياسية بل احد أعضائها ولا نسمي أحدا فالعراقيين اليوم يعرفون كل شيء,وبعد تشكيل الحكومة وتسليم السلطة إلى العراقيين ,تفائل العراقيون خيرا عسى أن يكون غدا أفضل من الأمس , وبدأت مرحلة الانتخابات التي أفرزت إفرازاتها على الساحة وتم التعرف إلى المكون الأغلب بأصواته وتعداده , انبرى إلى الساحة أشخاص وقفوا بالضد من العملية السياسية , لأنهم أحسوا أن الحكم ذهب إلى غير رجعة كونهم كانوا على سدة الحكم والبعض منهم مشارك في الحكومة ليسقطها , فكان التصدي من الوطنيين والمشهود لهم بالنضال واضحا من الذين وقفوا بالضد ,فاقترحوا وقتها يجعل العراق على شكل فيدراليات, وتكون المحافظات هي من تتولى الإدارة, فاتهموه بالتقسيم والتبعية ,وألان يتوسلون في سبيل إقرار ذالك المشروع .وبالطبع هنالك فرق بين الأمس واليوم وهذا لن يتم إقراره في الوقت الحاضر كون الفدرلة الآن يعلوها النفس الطائفي .لذا على الأخوة القائمين على الأمر السياسي في العراق أن يستبقوا الحدث ,وان يعملوا بجدية لتلافي كل الأخطاء , والتجربة هي التي تقول لك أن العمل وفق السياقات القديمة غير نافع , والتجديد أصبح من الضروريات المؤكدة , ولا يخسر العراق إذا عمل بالتقنية الحديثة , من خلال نصب الكاميرات والمراقبة الجوية والالكترونية , واستقدام صاحبي الخبرة والشركات المختصة لحفظ الأمن , أفضل من هدر المال في أشياء تافهة , والاعتماد على الأشخاص غير الكفوئين , ناهيك عن الملفات الأخرى التي هي فعلا بحاجة أن تفعل أيضا . منها إرسال أفراد من الأجهزة الأمنية إلى خارج العراق, للاطلاع على آخر المستجدات في الأمور الأمنية , والتي تتصل مباشرة في العمل ألاستخباري داخل العراق . لاسيما العراق اليوم يتعرض إلى قتل بالجملة لأبناء شعبه , ولا يخلو يوم من الأيام لاتوجد فيه حادث قتل أو تفجير أو ما شاكله , المهم يوجد قتل يومي, فهل نبقى نتفرج على هذا القتل اليومي ,أم يتم تشخيص الخلل ومعالجته وهذا بالطبع يحتاج أشخاص من طراز خاص ,لديهم الخبرة والتجربة ,ويوجد من اثبت نجاحه ,وليس على صعيد واحد بل على صعد شتى , العلاج السريع الان فائق الأهمية في الوقت الحاضر ,كي لا تتفاقم الأمور ولايمكن السيطرة عليها في الوقت الضائع ,على الحكومة الانتباه والحذر , والأخذ بالمبادرة قبل فوات الأوان .
https://telegram.me/buratha