بسم الله الرحمن الرحيم
كثير هو الالم الذي يعتصر قلوبنا على بلدنا ومحنه فالموت والغدر والفساد يشق في نفوسنا اخاديد حزن سرمدية ودرء هكذا مصائب باتت اكبر من ان تكون في ايدينا وان قدرنا على اليسير منها ولكن وااااه من امور بسيطة في ايدينا يمكن ان تضىء الظلمة وترسم البسمة ولكننا نبخل بها ونفرك راحتينا حسرة عليها ! .
مع بداية العام الدراسي الجديد توجهت مع صديقة لي لايصال ابنتها الى المدرسة في اول يوم للمدرسة وهي في الصف الاول وما ان دخلت حتى شعرت بالاسى للمبنى الكئيب ومنظر احواض الماء المتسخة والساحة المشمسة التي امتلئت بفلذات اكبادنا الذين يستمعون الى كلمة المديرة في اول يوم دراسي .
بدأت عيناي تمسحان جدران المدرسة وصفوفها الظاهرة ووجه الكادرالتربوي واعترتني الحالة الطبيعة التي نعيشها كل يوم ونحن نرى كل شيء حولنا صعب مستصعب فتنظيف المغاسل امر عسير ورفع الاوساخ من ساحة المدرسة بحاجة لخبراء اجانب وتسريح عامل البناء الذي يعطيك انطباعا ً ان عملا يجري امر غير لائق وخاصة ان صوت مساحاته تتناغم والخطبة التي تلقيها مدرسة المدرسة فالعمل على قدم وساق وهذه الفوضى بسببه !! .
وهنا استنشقت كما من الهواء واغمضت عيناي وتسارع قلبي في نبضاته معلنا ً عن قرب ارتفاع ضغط الدم فاطلقت شفتاي استغفارا ًوفتحت عيناي لتقع على حيطان قذرة لا تحتاج الا لماء ساخن وقطعة قماش لتعطيها قبولاُ غير انهم استقبلوا تلك الورود على كومة اتربة وازبال وفوضى لاشهر رغم ان راتبهم يجري في العطلة هل كان مستحيلا كتابة لافتة ترحيب بالطلبة او وضع بعض البالونات الملونة التي تغطي لون التصحر الذي يكرب القلب ام اننا ننتظر الموازنة لمثل هذا !
وبدء جزء الخطبة باللهجة العامية حتى يفهم الطفل بعد ان انتهت الديباجة التي أًفتتحت بنون والقلم وما يسطرون ومع امنيات خجولة بعام دراسي ناجح وهنا ارتفع صوت المديرة وفي همة قالت للطلبة : " هلسنة اني ماعندي وياكم غير الشدة والقسوة مو عبالكم " فصُدم الجميع بما فيهم اولياء الامور الحاضرين وبدأ الهمز واللمز !.
هنا وقع بصري على الاطفال والطالبات لاستقرء ردة فعل الوجوه البريئة وجرت على لساني هذه العبارة " تدحرج ايها الخاتم تدحرج خلال بوابة الربيع لتطرق باب الخريف عبر الصيف حتى تفترش بساط الشتاء معلنا ً بدء عام جديد " !
هذه الجملة من فلم كارتوني يدعى الفصول الاربعة فالاميرة القاسية رمت بالختام العزيز على تلك الطفلة وبصوت رقيق احن اليه دائما قامت انا ( وهو اسم الطفلة ) بقول العبارة التي ستحول ما حولها الى فصول اربعة ولتبرهن ان الحب هو سر الحياة لا القسوة ولتجني ثمر صبرها خيرا وتعفو عمن ظلم .
لقد اعتدت في بلدي ان اغمض عيني واتخيل شيء جميل عندما ارى القبح كي لا تزداد روحي الما ً ولكي اكسب ثواني الجم فيه الغضب وارجح الحلم عسى ان يوفقني الله لحل اوعمل او لكلمة طيبة اوفق في قولها او اشارة عسى ان تنفع او انتفع بها فكم من كلمة نهديها ولا نعمل بها !
لقد اذتني تلك الجملة التي جرت بعدها جمل التهديد والوعيد وتجهمت فيها الوجوه فتلك الانسانة قد دحرجت الخاتم بقسوة فرددت العبارة عسى ان ينزل وقع الخطاب على القلوب البريئة منزلا اخر فيقرئوه حرصا ً وحبا ً ! تمنيت ان لا يصل كل محتوى القسوة لقلوبهم الرقيقة وان يجلو الربيع تلك الكلمات الجليدية وتظهر البحيرة والزهور والاشجار والامال .
الكلمة الطيبة والنظافة امران لم يخرجا من ايدينا بعد فلماذا كل هذا البخل ولماذا نتظلم من القسوة ونحن نقسو ! هذا حال التربويين فما حال المجتمع ؟ حقيقة لا ازرع الامال الخيالية او اتكلم من عالم اخر ولكن كل شيء حول اطفالنا قاسي ومؤلم فهم يعرفون معنى الموت مبكرا ً والقتل والتشريد واليتم والعوز والفقر فلماذ نبخل بجرعة حنان اضافية في المدرسة لماذا لغة التهديد والوعيد المنفرة لماذا لانعتمد لغة الحب ولغة التودد لنكسب محبتهم وطاعتهم لماذا لا نعتمد لغة القران فتودده وموعظته وتفكره اكبر بكثير من عدد ايات العذاب والوعيد فهل نعي فهل ندرك اننا بحاجة الى ارواح خالية من امراض نفسية فهل ندرك باننا نحتاج الى مجتمع جديد نبنيه بهذه الزهور .
الكلمة الطيبة صدقة فلماذا انحدر كلام المجتمع الى وادي سحيق , لماذا التجىء الى افلام كارتون لعشرين سنة خلت حتى اشعر بالراحة والامان والهدوء وكذلك الحال الى افلام السينما فحوارات الماضي كانت راقية , هل هو الحنين الى الماضي لا اظن بل هو الحنين لمبادىء كانت في الماضي افضل حالا ً , كنا نخرج بفائدة الان لا نخرج الا بمزيد من الهبوط , كيف لنا ان نربي ابنائنا من غير قدوة في تلفاز او في مدرسة او في اصدقاء كيف ؟
نحن في حالة تقدم لكن التقدم التكنلوجي يرجعنا الى الوراء اكثر واكثر بحاجة الى خصوصية الى قنوات تراعي ادابنا ومبادئنا ولا تراقص لقنوات الفاجرة الاخرى مالنا وانتخاب ملكة جمال للعراق على قناة العراقية !! اليس الاولى انتخاب اجمل لسان يرثر في النفوس ويحيى الارواح بحاجة الى وضع المعلم تحت المجهر فهو سلاح ذو حدين كذلك الاعلام فان سيطر التربويون على الاعلام نحن بخير وان حصل العكس فعلى الدنيا السلام
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha