المقالات

حزب إسلامي بلا إسلام!!!

539 09:53:00 2013-10-01

حسين الركابي

لابد إن تكون بنية الحزب، أو الجماعة على عدة مرتكزات، وأهمها إن تكون لديهم برنامج واضح، وقناعة تامة بما يعملون، ورؤيا واضحة للمشروع الذي بني من اجله الحزب؛ بالإضافة إلى إن هناك رؤية اقتصادية، وأمنية، وتنظيمية...الخ، حتى تكتمل لديهم جميع المقومات؛ التي من شئنها إن تكون نقطة ارتكاز، وينطلق من خلالها إلى فضاء المجتمع، وكسب ثقتهم بذلك المشروع أو الحزب. قد نجحت معظم الأحزاب العراقية بعد سقوط النظام عام 2003 بوضع يدها على ما هو في أذهان الشعب، والمتعطش إليه خلال عقود، وهو الحرية الشخصية بممارسة شعائرها الدينية؛ حيث ارتدت جلباب الإسلام، وصبغت إطارها العام بالدين الإسلامي، والتدين، من اجل كسب الرأي العام؛ وتوجه البوصلة الشعبية نحوها. فلابد من تحديد هوية الحزب بالدرجة الأولى، وتوجهه، وانتمائه، كأن يكون إلى أي طائفة، أو قومية؛ حتى يتسنى له كسب ثقة الجمهور، والتقدم إلى الأمام كي يتمكن من الوصول إلى ما يصبو إليه. أما الأحزاب التي تنبع من المذهب الشيعي، لابد إن ترتبط بعدة قوانين، وترتكز على معطيات مهمة، وكبيرة؛ حتى تحدد توجهها ومسارها، والتي هي خارج الإطار الإسلامي، وهذا الأمور لها قوانين، ومرتكزات؛ تستند إليها، وتستمد شرعيتها بما تعتقد تلك الحركات، أو الأحزاب؛ وتؤدلج أعضائها، وأنصارها على ما تعتقد به. أما الحركات الإسلامية الشيعية ترتبط ارتباط وثيق بنهج الإسلام، وأهل البيت(عليهم السلام)، ولابد إن تكون أي حركة إسلامية شيعية تستمد شرعيتها من تراث أهل البيت(عليهم السلام)، والقائمين علية"مراجع الدين" حتى تكون عملها ضمن الإطار الإسلامي، والشرعي. كحركة المفكر الكبير أية الله السيد محمد باقر الصدر( قدس) والتي أسسها في السبعينيات من القرن المنصرم، ومن معه مثل أية الله السيد محمد باقر الحكيم(قدس)، وغيرهم من القامات الكبيرة آنذاك، لتغيير المعادلة الحاكمة؛ ومواجهة النظام العفلقي، الذي بدا بقتل العلماء، والمفكرين، والأساتذة، واستخدم سياسة القمع مع الشعب؛ والذي شعر النظام بالخطورة التي هزت أركان حكمة، حيث سارع بتصفية أية الله محمد باقر الصدر(قدس) واعتقل السيد محمد باقر الحكيم(قدس) وفيما بعد أطلق سراحه لامتصاص غضب الشارع العراقي. ثمة بعد ذلك انشق مجموعة من تلك الحركة، وأطلقت على نفسها"الدعاة" من باب أنهم يدعون بثائر أية الله محمد باقر الصدر(قدس)، ومن حيث يعلمون، أو لا يعلمون، انجرفوا في أمواج السياسة التي أوصلتهم إلى جرف السلطة، والتسلط، وحب الذات، وابتعدوا عن الواقع الشيعي؛ ومذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وقطعوا امتدادهم بالمرجعية الحقيقية، واستمروا إلى يومنا هذا، رغم أنهم يدعون حزب إسلامي...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك