المقالات

يهودي يخترق العراق بطائرتهِ..!!

995 13:46:00 2013-10-01

محمد الحسن

ليس في الجو ما يعكّر صفوه, وفي غمرة الهدو الأزلي الذي غطّت به الرافدين منذ سومر وبناتها (بابل, وأكد...)؛ ترعد في شباط قصفة في سماء الوطن..لا أحد يعهدها, لكنه شيء قادم من الغرب, ومن يقوى عليها إلا من نذر عقله لرفعة هذا الوطن البائس والقابع بين الإحتلالين؟! في بداية "الكساد الأكبر", وتحديداً عام 1930 تخرّج الشاب العراقي (حسقيل دانيال) من أحدى الجامعات البريطانية في تخصص منعدم في الشرق ونادر في الغرب, فبعد دراسة دامت خمس سنوات يحمل هذا العراقي الباسل شهادة الطيران المدني.لم يرق له السفر بحراً؛ إنما أراد أن يكون مصداقاً حياً لطالب العلم المتطلّع لخدمة بلده, وليس لمثله إلا أن يكون كفاتحاً جاء بغنائم الدنيا لأهله أبناء مملكة أور العظيمة, أشترى طائرة صغيرة من ماله الخاص وعاد بها إلى بغداد. ماذا يريد هذا اليهودي الذي يرى الحركة الصهيونية تنشط ولا يعبأ بها أو يتفاعل معها؟! أليس من الواجب -إن كان يهوى غير العراق- إن يدّخر أمواله لدعم تلك الحركة النشطة آنذاك والمدعيّة تمثيل اليهود؟ وهل سيستفاد من تجربته وخبرته غير أبناء الإسلام؟! إن تلك الحادثة تمثل أحدى النقاط المضيئة في تاريخ يهود العراق الذين ساهموا بشكل رئيسي في صناعة التاريخ الحديث للدولة العراقية -فضلاً عن دورهم المشرق في العراق القديم-, ولعل (دانيال) لم يأتي بجديد في حركة التغيير والرقي؛ فقد سبقه أبناء جلدته الذين وضعوا العراق فوق كل إعتباراتهم. ليس في رحلة (الطيار حسقيل) الجوية, أختزال لمجدٍ منشود أو رفعة منتظرة؛ بل هي الغريزة الأصيلة المترعرعة في حب الوطن والغيرة عليه..تحولت إرادة بعد أن أبصرت بريق المستقبل بعيون مجد الغابرين, فأستبقت الأمم لتلحق بمن رقى منها.كافأهم أبناء (ساطع الحصري) ب"فرهود" بغداد الذي أبيحت به ممتلكاتهم, وصمة العار التي لم يزل يئن منها العراق, بعدها لم يسلم أحد..ذهب (ملح الأرض) ولم تنقطع آمالهم المفعمة بحب هذا الوطن, ولا يزال شاعرهم "أنور شاؤل", يتغنى ببغداد وإسلامها:إن كنت من موسى قبست عقيدتي ... فأنا المقيم بظلِ دين محمدِوسماحة الإسلام كانت موئلي .... وبلاغة القرآن كانت مورديما نال في حبي لأمة أحمد ...... كوني على دين الكليم تعبديسأظل ذياك السمؤال في الوفا ..... أسعدت في بغداد أم لم أسعد العراق ما برح يفرط بحبات عقده النادر, فأمراء السياسية الطائشة يضرمون أفكار الحقد الأجتماعي للفوز بولاية أو وصاية تؤهلهم لموقعٍ ما..جدلية عقيمة تلك التي تسلب حق المواطنة والإنتماء بداعي الأختلاف, ولا ثمرة سوى أستمرار ذبح الشعب بسكاكين كلاب البادية النتنة من أوساخ ماضيها الفارغ...أغنية الخلود لنا وحدنا, فمتى ننطق نشيدنا الأبدي الذي يصيّرنا شعباً مكتمل الهوية الوطنية؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الأعرجي
2013-10-02
دعوة سامية وضرورة انسانية للسماح لكل الذين ولدوا او عاشوا على ارض الرافدين ممن تم تهجيرهم على اساس عرقي او ديني ان يعودوا لوطنهم وملاعب صباهم وان يعوضوا عن كل سنوات الغربة وتعاد اليهم ممتلكاتهم التي نهبت او صودرت فالجميع اخوة في الله كما ان ذلك سيساعد في درء الخطر الوهابي وفتن عربان الخليج عن العراق خصوصا ان تم السماح لليهود بالعودة او زيارة اضرحة انبياء الله .. ونمنع همج ورعاع الخليج من اقامة تحالف ستراتيجي مع اسرائيل بحجة درء الخطر الشيعي ... ترى من هو الشجاع الذي سيبادر .
عمر
2013-10-02
العراقيين اليهود لديهم بصمات في تاريخ العراق الحديث ومنهم ساسون حزقيل وزير المالية الذي اتمنى من كتابكم الاعزاء ان يكتبوا عن هذه الشخصية العراقية التي لها التأثير الكبير في السياسة المالية العراقية . شكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك