المقالات

لا نريد الانتخابات ...... نريد بات مان

547 17:30:00 2013-10-02

محمد حسن الساعدي

  ربما مصادفه غريبه بين الانتخابات ، وبين الرجل الوطواط (بات مان) ،تلك الشخصيه ، وان كانت خياليه ،ولكن ربما تساعدنا على ان نعيش يومنا، الانتخابات والأمان ، رفيقان لا يفترقان ،لان لا أمان بلا انتخابات ، ولا انتخابات بلا امان .الانتخابات البرلمانية لعام 2014 تمثل نقطة تحول في تاريخ العراق. حيث أنها قد تفضي إلى تغيير حقيقي باعتبارها فرصة لالتقاط الأنفاس للعملية السياسية أو أن تضع حداً للاحتراب الداخلي الطائفي والدموي وتقسيم العراق في نهاية المطاف، الحكومه والسيد المالكي وفي مواجهته للثورات والمظاهرات التي اندلعت مؤخراً في الأنبار وكركوك وصلاح الدين لديه خيارات محدده فأما ان يحافظ على الوضع الراهن أو يذهب الى المواجهة العسكرية أو قبول صفقة سياسية تشمل الدعوة إلى انتخابات مبكرة وحل البرلمان وتعيين رئيس وزراء جديد مؤقت لا يحق له الترشح في الانتخابات التالية. ربما يكون الخيار الأخير هو الأكثر قبولاً بين جميع الأطراف الذين لا يزالون يتمسكون بالعملية السياسية باعتبارها وسيلة لحل مشاكل البلاد، او يبقى هناك حل اخير هو اعلان حاله الطوارئ في البلاد ، وتجميد البرلمان والدستور ، وتقييد القوانين ، وهذا ما تسعى اليه بعض الأطراف المتنفذة في الحكومه .السيد المالكي يسعى الى الحفاظ على الوضع الراهن، خوفا منه على فقدان السلطة ، كما أنه لا يزال يمتلك القدرة والتأثير على مجريات الانتخابات القادمة وذلك عبر استخدام موارد الدولة والتأثير السياسي وسيطرته على الجيش ، كذلك خصومه من قريب او بعيد في تزايد مستمر ، كما ان الشيء المهم هو وضوح الصورة لدى الجمهور ، كذلك يسعى المالكي إلى تشكيل تحالف جديد مع بعض القوى السنية لتكوين جبهه قويه ، والدخول الى الانتخابات ، طبعاً بالتوافق مع بعض القوى الكردية لتكوين المثلث ( الأكراد ، السنه ، الشيعه) والسير الى الانتخابات بهذه التشيكله والتي تكون مكونات الشعب العراقي وتمثلها ، مع صفقه سريعة بالبقاء في السلطة اربع سنوات قادمه ، والحال عن الكرد مع تقديم كل التسهيلات وتنفيذ مطالبهم ، ويبقى السنه وهم الحلقة الأكثر ضبابيه يسعى الى استمالتهم لتوقيه نفوذه وسلطته في المركز و تقويتهم في محافظاتهم .كما ان الشارع العراقي اصبح يصيبه الملل و التعب والإرهاق جراء الانقسامات الطائفية والعنف والاغتيالات والقتل على الهويه ، والتي زادت من حدتها الخلافات السياسية بين الجميع ومن الجميع ، كما أن هناك حاجة ملحة لبديل سياسي جديد في العراق غير القائم اليوم على وتر الطائفية يسعى الى توحيد الرؤى و القوى المعتدلة من السنة والشيعة وربما الأكراد ،والتي تؤمن بالعمل السياسي والديمقراطي ، والتبادل السلمي للسلطة ، والحفاظ على السلم الاجتماعي في العراق .إلا أني اطرح السؤال المهم الذي لايزال عالقاً هو هل تملك اي من الكيانات السياسيه أسلوب إقناع لإيصال رسالتها بشكل فعال حتى يتعاطف معها العراقيون بشكل عام ؟ وكيف تكون طبيعه هذه الرسالة ؟! من جانب اخر هو طبيعه الانظمه التي استخدمت في الانتخابات الاخيرة (مجالس المحافظات) هي الاخرى خلقت منافسه بين القوائم الكبيرة والصغيرة ، واستنادا إلى فكره وصيغته (دي هونت) أن الكيانات الكبيرة التي ستتشكل لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق هي التي ستحصل على اكبر عدد من المقاعد، بينما لن تحصل الكيانات الصغيرة على فرص كافية أبدا عدا الكيانات والائتلافات المتوسطة التي يمكن أن تجد أمامها فرصة ولكن لن تتمكن في النهاية من تحقيق الكثير، كما أن الكيانات المتوسطة والصغيرة التي قد حققت لنفسها على مستوى المحافظة التي تشكلت فيها نتائج مهمة بموجب طريقة سانت لاغي عند تنفيذ انتخابات مجالس المحافظات العراقية لعام 2013 سوف لن تحقق هي الأخرى الكثير في الانتخابات العامة.هذا سيجعل الوضع الانتخابي القادم يكون على أوجه ، وقائم على أساس أزاحه المنافس والتشويش على الناخب العراقي ، كما ان المشاركة الفاعلة في الانتخابات تعطي زخماً قوياً في ولاده فكر جديد يبتعد عن التحزب والتخندق ، ويجعلنا نضع الديمقراطية الحديده في العراق على السمه الصحيحة . ومن هنا اطرح تساؤلي ، في حال لم يشارك الشعب العراقي في الانتخابات هل تسقط الحكومه ؟!!! أقولها وبمراره ، عدم المشاركة سيعيد لنا الوجوه ذاتها ، والصراع ذاته ، والاختلاف ذاته ، لان البديل لم يتحقق ،فيبقى الحال على ما هو عليه ، ويبقى العراقي كما هو ، وتبقى الخضراء خضراء ! فياترى هل نملك الإراده للتغير ، ام سنضع رؤسنا في الرمال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك