هادي ندا المالكي
في الوقت الذي كانت الأنظار مشدودة صوب العاصمة بغداد ومدن الوسط والجنوب لسماع اخر اخبار التفجيرات الإرهابية الدموية والأحزمة الناسفة الانتحارية التي ادمنا الاستماع اليها يوميا واحصاء عدد الشهداء والجرحى الذين يتساقطون في مجالس العزاء والحسينيات والجوامع وفي الشوارع في الصراع الدائر بين الحكومة واجهزتها الامنية والشعب العراقي من جهة وبين دولة العراق والشام الإرهابية وبقايا البعث الصدامي من جهة اخرى يتفاجأ الجميع بإدارة بوصلة العمليات الارهابية لتشمل المناطق الشمالية الآمنة في غزوة غير متوقعة للعاصمة الشمالية للاقليم أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى وفي معقل المواقع الأمنية المحصنة .واختراق منظومة اربيل الأمنية والوصول الى أكثر المواقع الأمنية والمتمثلة بقيادة الاسايش ووزارة الداخلية من قبل التنظيم الإرهابي مثل ضربة قاسية للإجراءات الأمنية المشددة في الاقليم والقائمة على الجهد ألاستخباري واشرت وجود خلل كبيرا في هذه المنظومة المغلقة بل ان الهجوم اطاح بهيبة الاسايش ووزارة الداخلية والدولة الكردية الامنية السرية بل ان الوصول الى هذه الاماكن المحصنة والمغلقة وبطريقة محبوكة ومرسومة بدقة من قبل الجماعة الارهابية يعني ان هذه المجاميع قادرة على اختراق المؤسسات الامنية والوصول الى ابعد المسافات.ومع كل ما قيل عن وجود حواضن للمجاميع التكفيرية المتشددة في بعض مناطق الاقليم ووجود امتدادات لها في المناطق الواقعة خارج الاقليم وانها كانت وراء هذه الهجمات كونها حواضن ومنفذة في نفس الوقت الا ان مثل هذا الراي قد لا يكون هو السبب المباشر لهجمات اربيل اذ ان هذه المجاميع موجودة فعلا في الإقليم منذ فترة طويلة ولم تهدد الإقليم طوال الفترة الماضية بل انها كانت تعتبر الاقليم الملاذ الامن لها للانطلاق منه الى مناطق النزاع والصراع الطائفي في العراق وسوريا وافغانسان مستغلة العوامل الطبيعية الصعبة غير ان هذه المجاميع تخلت عن قوميتها وانتصرت لعقيدتها عندما وصل الصراع الى مرحلة الاقتتال بين الكرد والقاعدة على خلفية الصراع الدائر في سوريا،هذا الصراع الدموي هو السبب الرئيس لتفجيرات اربيل وليس لسبب اخر.ان تفجيرات اربيل تكشف خطورة التنظيم الإرهابي وان تركه او تحييده أمر غير صحيح لأنه مثل السرطان القاتل لذا فان القضاء عليه وتجفيف منابع تمويله وتدمير حواضنه الأمر الأفضل لتجنب خطورة وغدر هذا التنظيم الدموي ومثل هذا الأمر حذر منه العراق كثيرا دول الجوار الحاضنة والممولة ولهذا فان تجربة اربيل ستتكرر في جميع الدول التي احتضنت ومولت هذا التنظيم الارهابي لان هذه العصابة الارهابية اذا لم تجد من تنتقم منه يعود لينتقم من نفسه.
https://telegram.me/buratha