المقالات

العشائر بين الاحتلالين وحكم الطاغية!

581 20:00:00 2013-10-02

بقلم :- مفيد السعيدي

رغم كل ما مر به العرق من تدخلات,واحتلال وظلم,أثبتت المؤسسة العشائرية وجودها وأصالتها وعدم تأثرها رغم ذلك.التركيبة العشائرية للمجتمع العربي عامة والعراقي خاصة, مؤسسة مستقلة,ورجالها أصحاب تاريخ ومواقف,على عكس الحكومات.جاء الاحتلال العثماني الذي أرد تمزق الوحدة العشائرية؛فوجد الصعوبة بذلك قتل ماقتل,نفى العديد من رجالها,حتى سقطوا بالاحتلال البريطاني ليرمي بظلاله على المؤسسة العشائرية, آلا أنها وقفت بوجه الانكليز؛ بعد التفاف حول المرجعية الدينية بالجهاد والعمل المسلح لمقارعتهم.انطلقت الشرارة الأولى من البصرة, بعدما أرسلوا ببرقية الجهاد الشهيرة لعلماء ومراجع النجف لدحر الانكليز وطردهم من ارض الإسلام, ابان زعامة السيد كاظم اليزدي(طاب مثواه الشريف)للمرجعية.بعد ما حظيت بدور مهم تعمًت تلك البرقية على بقية المحافظات وبغداد؛وقادة تلك المعارك رؤساء العشائر كالشيخ شعلان أبو الجون,رئيس عشيرة الظوالم, صاحب الشرارة الأولى للثورة في الفرات الأوسط, والشيخ خيون العبيد, شيخ عشيرة عبودة في الشطرة.أقف عند حادثة الشيخ شعلان مع الضابط الانكليزي "استدعاه الملازم (هيات)معاون الحكم السياسي بالرميثة, بان يوقف العمليات ضدهم حدثت مشادة كلامية شرسة وقال له : العراقيين ليس كالهنود يتحملون ذلك.!أمر بحبسه, وإرساله بالقطار الى الديوانية,فالتفت الشيخ على الشخص الذي معه: فطلب منه أن يبلغ ابن عمه(غيث الحرجان)بان يبعث أليه عشر ليرات عثمانية ذهبية.؟هنا يقصد عشرة رجال من الشجعان!بالفعل تم تجهيزهم وهجموا على السراي, وحرروا الشيخ شعلان, من قبضة الانكليز وأعادوا به الى عشيرته".اجتمعت اغلب تلك العشائر(ال زيرج,والبوحسان وبني عارض,والظوالم,وعشائر المنتفج)حتم تم طردهم.بعد ذلك أعطى لهذه المؤسسة دورا مهم, لا تقل أهمية على المؤسسة الأم المرجعية.واستمر الحال الى أن جاء حكم البعث الفاشي,والطاغية الذي أرد إفراغها من محتواها وأصالتها؛ ليئطرها بإطار حكومي؛ فبحث عن نقضي لها بـ(المختارية)التي هي وظيفة لرجل ولائه للطاغية وجلاوزتة هو امتداد للاحتلاليين السابقين فلم يتمكن من ذالك لان شيخ العشيرة ليس لديه هوية تعريفية من قبل الحكومة,او دائرة مهتمة بشؤون العشائر.!مضيف الشيخ ملتقى لرجالها ولجميع الشرائح ليس كما يفعله الشيخ الحكومي(المختار)يوطئطء رأسه أمام ضابط الأمن والقائم مقام.وبعد الانتفاضة الشعبانية المباركة صنع شيوخ عشائر ليكون وعاض للسلطان! إضافة الى المختارية, ليقتاتوا على المساعدات لتغير مفهوم العشيرة,واستحداث عادات وتقاليد منافية للعرف والإسلام, وأطلق عليهم بـ(شيوخ التسعين)! فهم اشخاص غير محترمين ومنبوذين بين الشيوخ المعروفين الأصلاء. فالمؤسسة العشائرية بشيوخها ورجالها كالحجر العقيق, كلما مرت به ضروف وزمن طويل ازدادت قيمة وثمن فهي تلك,اليرات الذهبية العثمانية..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك