المقالات

مدينة المظلومين ...

540 09:12:00 2013-10-03

بقلم :جواد البغدادي

مدينة الثورة سميت بهذا الاسم , نسبة الى ثورة 14 تموز الذي قادها عبد الكريم قاسم (1958) بعد الاطاحة بالنظام الملكي, الذي جيء به من قبل الانكليز عام(1921) وتوج فيصل ملكاً على العراق, واستقطبت شرائح من المواطنين ذات الدخل المحدود , الذين تمكنوا من الفرار من مدنهم الاصلية في جنوب العراق, بسبب تسلط الاقطاع المدعوم من قبل الانكليز, تم انشاءها شرقي بغداد عام 1961 الغرض من ذلك ابعاد المواطنين النازحين من جنوب العراق عن العاصمة, لاحباً بهم بل للحد من هذه الهجرة التي اثرت على اصحاب القرار السياسي في تلك المرحلة, واخذت العاصمة بتوسعنحو الثورة بعدما بدء ازدهار الاقتصاد العراقي خلال فترة 1977الى1979 .

بعد التغيير او الانقلاب السياسي في العراق بأقصاء الرئيس أحمد حسن البكر آنذاك واجباره على التنازل الى نائبه صدام التكريتي الذي تولى حكم البلاد عام 1979-2003 تغيرت سياسة البعث وحكومته اتجاه الدول المجاورة ومنها ايران التي دخلت حرباً طائفية بدعم عربي خليجي ودولي ضدها وضد ثورتها.

كان لمدينة الثورة دورا كبيراً في المشاركة في الحرب مع الجارة ايران و التي استمرت 8 سنوات قدمت قوافل من القتلى بحربٍ خاسرة ليس فيها فائز سوى من كان يدعمها من دول الخليج وامريكا وحلفائها, استخدم ازلام الطاغية الضغط المباشر والتهديد واخذ الرجال من بيوتهم وزجهم بقواطع الجيش الشعبي , فكانت هذه المحرقة الذي رملت النساء وايتمت العيال نتيجة سياسات رعناء من الحزب الحاكم ,لقد أُمليت هذه السياسات على حكومة البعث من قبل امريكا وحلفائها في منطقةالخليج.بعد زج شباب البلاد بمحرقة الحرب ومنها ابناء مدينة الثورة رغما عنهم مستخدماً العنفوالقسوة في التعامل, و اراد صدام أن يرسل رسالة الى المرجعية في النجف الاشرف بانوجهاء وشباب (الثورة) التمسوا من القائد بأطلاق اسمه على مدينتهم فسميت بمدينة(صدام)وهذا الظلم الاخر لهذه المدينة التي اغلب جماهيرها لم يكنوا الولاء لحكومة البعث اطلاقاُ , اثناء الحرب العراقية, الإيرانية وبعدها كانت الاعتقالات الليلية مستمرة وقدمت القرابين من الشهداء على يد الطاغية ومرتزقته من المنتفعين, كما قدمت المدينة كوكبة اخرى من شبابها بعد الانتفاضة الشعبانية,

والمرحلة الاخيرة من حكم الصداميين كانت بعد احداث جامع المحسن نتيجة خروج الجماهير استنكارا لقتل الشهيد محمد صادق الصدر ونجليه, وتراس الحملة الامنية المقبور قصي صدام.ثم لنا وقفه مع التغيرات التي طرئت على تاريخ العراق , وسقوط الصنم بعد احداث 2003نتيجة السياسات الخاطئة فكانت نتيجة هذه السياسات دُخول القوات الامريكية وحلفائها حربا ضد الجيش العراقي , انتهت تلك المغامرة بانكسار الجيش ,وتهديم واحراق البنية التحتية للبلاد, فكان لمدينة الثورة وقفة مع مجريات الاحداث التي الت ايها بعد التغيير العسكري للعراق, ظهور تيارات غير منظمة ومليشيات عقائدية مستخدمة اسماء المراجع لغرض فرض واقع جديد على هذه المدينة, فسميت بمدينة الصدر هذا الاسم الذي هز الطغاة.

كنا نتأمل بان يكون لهذه المدينة اهتمام خاص كونها عانت ما عانت من الظلم والحيف, ولكن الذي حدث اصبحت هذه المدينة هدفا للمنتفعين والارهابيين, المنتفعين يظهرون ويزورون اثناء الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات ,اما الارهابيين فيستهدفون هذه المدينة والابرياء من سكانها , ومااكثر الفواجع في هذه المدينة المنكوبة واخرها نكبة العزاء الذي ذهب ضحته اكثر من(150)شهيد ولم نرى دور للحكومة سوى كلمات خجولة تدل بالاستهانة بالبشر ولم تكلف الحكومة نفسها وان تجعل الحداد وتعطيل الحركة في العراق المنكوب من الارهاب وساسة العصر في بلادنا.

نقول الى من لديهم ضمائر حية ,كونوا مثل حكومة نيروبي عندما اعلنت الحداد على مقتل (67) من مواطنيها على يدي الارهاب, لا نقول احموا مواطنيكم بل نقول اعلنوا الحداد عليهم, لان فاقد الشيء لا يعطيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك