المقالات

الجهل قاهر الأبطال ؟!

587 13:18:00 2013-10-03

المهندس علي العبودي

ما بين السماء والأرض .. هناك بون شاسع لا تدركه العقول والأبصار , في نظر الكثيرين من أمثالي المنتشرين في بقاع العالم , خصوصا" في المجتمعات العربية , التي يدفع القائمين عليها.. بتفشي ظاهرة الجهل بعلم ! وقصد ! .. لسهولة الأنقضاض على هذه المجتمعات وتحويلها الى شعوب مستهلكه .. تغض الطرف .. لانحراف الملوك والأمراء .. فالكرامة , والعز , والشموخ , والتطور , والنهوض الفكري والعلمي , مصطلحات يعلو ضجيجها بالظاهر.. دون المضمون في بلدان عدة , لينتشر الجهل والفوضى بدل العلم والنظام , فما بين العلم والجهل .. هو الفارق بين الحياة والموت , وما بين الحلال والحرام , وما بين الجميل والقبيح , وما بين الصفاء والضباب , وما بين الحر والعبد , ليختلط الأخضر باليابس . أن الرفاهية تتحقق بالعلم وأنطلاق الأنسان المحدود نحو الكمالات الأخرى , من خلال الجد والمثابرة والسعي والإصرار لتحقيق الأهداف العليا , مما يساهم في أختزال الجهد , وتوفير الوقت , والوصول الى حقائق مدروسة وفق الرؤية التي لا تقبل التأويل , والشك , والظن , فالبحث والتجارب لكثير من العلماء الذين يشار لهم بالبنان .. لم يتوصلوا الى نتائج مميزة .. الا بعد عدة تجارب فاشله , فالظروف القاهرة .. لا تحد من الأهداف الكبرى , فالذين يولدون وفي فمهم ملعقة من الذهب .. عادة ما تكون شخصياتهم ترث الأموال والذهب والفضة لينالوا .. شهوة اللهو واللعب على خلاف الحرمان بالأعم الأغلب .. فمنه تنتج الطاقات العلمية , والفكرية , والسياسية , والرياضية لنَمر في سباق مع الزمن .. الا أننا كثير ما نميل ونتقمص دور المتفرج .. لا قيمة للوقت , ولا قيمة للبشر , ولا قيمة للحياة .. لا لأننا متهيئين لسفر الأخرة لكننا سئمنا من الحياة , بفضل سياسيات أصحاب الجهل المركب .. والجهل البسط , واللذان لهم الحظوة في مناطق العراق المختلفة, والمؤسسات المختلفة , فما بين الارهاب الذي يتبناه اصحاب الجهل المركب ( جاهل ويجهل أنه جاهل ) , وأنتشار ظاهرة الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة الذي يتبناه أصحاب الجهل البسيط ( جاهل ويعلم أنه جاهل ) , الجميع بدأ يدرك أن الإرهاب ..والفساد السياسي في بودقة واحده .. أمام الخيرين الذين يمنوا النفس أن ينهض الوطن والمواطن الى الأمام .. من خلال طرح المبادرات المثمرة.. التي تأمن الحياة الحرة الكريمة والأنتقال الى الهدف الأسمى نحو الأنطلاق العلمي , والفكري, والأجتماعي , والصناعي دون القنوط , واليأس , والخضوع لهذه التحديات الجسام . كثير ما نتحدث عن الحضارة والتأريخ .. لبلد يمتلك الخزين الهائل من الطاقات البشرية والمادية , بلد يعاني فيه أصحاب العلم والفضيلة من أبسط مقومات الحياة التي تساهم في إنتاجهم .. فالعقول العراقية المهاجرة .. أصبحت رموز يشار لها بالبنان في بلاد المهجر , وأما الكفاءات الصابرة والتي تتحدى كل القيود .. لم يتم احتضانهم وتوفير الأرضية المناسبة لانطلاقهم.. كتوفر المختبرات ومراكز البحوث والبيئة المناسبة .. لا أن يهدر الباحث ساعات طوال في زحمة الطريق, وكثرة السيطرات .. ناهيك عن الفتوة الاخيرة لحركة السيارات وفق نظام الزوجي والفردي ؟؟ فالأستخفاف بالعلم يحُول الأمم الى أموات , لتصغي الى السحرة , والكهنة , وقراءة الكف , وأتباع الهوى.. لتبتعد عن المساجد والمكتبات , فهل يحق لنا أن نجهر بالقول .. الجهل قاهر الأبطال. كقول الشاعر: أخو العلمِ حيُ بعد موته....... وأعضائِه تحت الترابُ رميمُوذو الجهل ميتُ وهو ماشٍ على .. الثرى يُعد من الأحياء وهو عديم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك