سعيد البدري
لعل ملف الامن في العراق يعد من الملفات الساخنة وتسخر في سبيل استتبابه امكانيات الدولة وعدد كبير من اجهزتها ولكن في كل مرة يفجع الشعب العراقي ويتعرض لهجمات دموية يروح ضحيتها العشرات واحيانا المئات من ابناء البلد بين شهيد وجريح ولعل القسم لاكبر من الهجمات بل الاعظم يستهدف مكونا بعينه وهو المكون الشيعي وهنا لابد من القول ان كل ذلك مرتبط باجندات خارجية تنفذ ماربها بادوات داخلية رخيصة تعد حواضنا للارهاب وترتزق من وراء كل هذه الفوضى وتقبض اثمانا بخسة نظير ما تقوم به من اعمال وحشية اجرامية ... في بغداد عاصمة العراق تحديدا والجميع منشد الى شاشات التلفزة ينظر الى الاخبار والانباء العاجلة التي ترد من عاصمة اقليم كردستان استغرق البعض في تحليلات وتأويلات بعضها واقعي والاخر ضرب من ضروب الخيال لكن لغة التشفي المؤسفة هي ما جعلت البعض يتكلم بمرارة عن واقع العلاقة مع اربيل والاقليم عموما ولان العراقي البغدادي تحديدا تعرض للارهاب وتبعاته وتداعياته واكتوى بناره لذا فهو يرى ما لايراه غيره ويدرك جليا فضاعة هذا الفعل الدموي وتاثيراتها على حياته لذا فهو يرى ان حواضن الارهاب موجودة هناك ومن يعمل معها ويدعمها يريد من وراء ذلك ان يجعل من هذه المدينة مرتعا لشذاذ الافاق ومنطلقا لضرب اسس عمل امني متين دابت القيادة الكردستانية على صيانته وتحديثه والحرص على عدم تاثره بالحزبيات الضيقة والعنصريات المفرطة التي نراها تبرز هنا او هناك في المشهد الكردي بما فيها الصراعات الانتخابية التي تحتدم بين القوى الكردية على اختلاف توجهاتها الفكرية ومذاهبها السياسية المهم ان ماحدث قد حدث واهتزت نظرية الامن الدائم والقبضة الحديدية لكن لابد من ان ننبه الاخوة الكرد ان الناي بالنفس عن مشاكل العراق وما يتعرض له من تحديات لايمثل حلا بالنسبة لهم وان حاول بعضهم ان يحقق المكاسب على حساب خلافات الاطراف العراقية الاخرى فان ذلك لن يدوم طويلا وعليهم ان يعيدوا النظر باسس تحالفاتهم القديمة التي اوصلتهم الى ما هم عليه اليوم ومنها عدم تناسي ان المصير المشترك الذي جمعهم ببعض القوى والشخصيات والمكونات لابد ان يعود بشكل قوي وتعزز العلاقات بالشكل الذي يتجاوز النفعيات ولغة المصالح الانية الانانية في اغلبها كما ان عليهم ان يدركوا ايضا ان استشراء الارهاب في مكان قريب او بعيد مناطقيا عن حدود كردستان لن يجعلهم في مامن من هجماته وخططه القذرة التي تستهدفهم وتستهدف مجمل الوضع السياسي القائم الذي بدء بسقوط نظام صدام كما كانت تستهدفهم قبل سقوطه مع ذلك فان الخوض في اسباب الخرق الامني الذي حدث مؤخرا يقودنا للنظر في وضع الاقليم من الداخل ولماذا يحاول بعض الاشخاص والتيارات في الداخل الكردي تعزيز حالة الانقسام واعتبار جزء من الشعب الكردي حاضنة للارهاب بعد هذا العمل الجبان ويبرء جزءا اخر مما يعزز هذه النظر على اسس غير منطقية احيانا وفي هذا السياق يخوض بعض المنظرين والمحللين ويذهبون لتبرئة ساحة البهدينانيين ورمي تهمة التواطىء في ساحة السورانيين على اعتبار ان بعض الشخصيات الكردية السورانية كانت لها تجارب مع تنظيم القاعدة الارهابي والتحقت بصفوفه في مراحل مبكرة اثناء اجتياح الاتحاد السوفياتي السابق لافغانستان ولعل بعضهم استنتج ذلك لسبب او لاخر اعتقد انه مرتبط بحالة الفرز العنصري التي عاشتها قوى سياسية رئيسية في كردستان انتمى كل منها لجماعة من هذه الجماعات والتي نتج عنها حرب واقتتال مرير بين الحزبيين الكرديين الكبيرين الديمقراطي والاتحاد الكردستاني والتي انتهت بوساطة شيعية قادها ونظر لها شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم مع ان اخرين يقولون ان من قادها الامريكان وبعض من يمثلهم وهذا غير مهم لان الكرد يعرفون من هو الحكيم وكيف تمكن من نزع فتيل الازمات في المناطق الكردية قبل الاطاحة بنظام المجرم صدام , هذا جانب والجانب الاخر مرتبط اصلا بوضع الاقليم على خارطة الحدث الاقليمي وما يدور في المنطقة على اعتبار انه داعم لاكراد سوريا في حربهم مع جبهة النصرة الارهابية والتنظيمات المتشددة التكفيرية وهو ما قد يثير هذه الاطراف لتفكر في توجيه رسالتها بشكل مباشر وتربك حسابات الداعمين وتصرفهم قليلا عن هذه الحرب للاهتمام بترتيب وضعهم الداخلي وبذلك يخرجون من دائرة الحسابات ويقل تاثيردعمهم تدريجيا ومن ينفذ قطعا امتدادتهم في العراق سيما وانهم يرون الساحتين العراقية والسولاية ساحة حرب واحدة وهذا غير مستبعد لكن الغريب ان هولاء مرتبطون اساسا بمخابرات دول اقليمية وهو ما يقودنا لاستنتناج ثالث مفاده اين تكمن المصلحة في ضرب اقليم كردستان المستقر اصلا سيما وان دولا اقليمية كتركيا وقطر ودول غربية كثيرة تمتلك استثمارات كبيرة في كردستان العراق وهل حان الوقت للتكشير عن الانياب في خضم اتجاه المنطقة للاستقرار النسبي بعد مبادرة روسيا لحل ازمة سوريا والتقارب الذي يتحدث عنه الساسة الامريكان والايرانيون مؤخرا وهل نستطيع في ذات السياتق اتهام اطراف اخرى داعمة للارهاب كالسعودية وغيرها وهي لاعب اساس في دعم الفوضى وتصدير الارهاب عبر مشايخها ومنتسبي مؤسستها الدينية التكفيرية وهذه الاخيرة ترى في امتداد الكرد خارج الاقليم وابتلاع كركوك خطرا يتهدد مشروعها القومي في وجهه الظاهري الطائفي في وجهه الاخر ولماذا لانتهمهم جميعا او نبرئهم جميعا ونحن ندرك مدى دعمهم للارهاب وعدم قناعتهم بما تحقق من متغيرات سياسية في العراق بعد العام 2003 يرون انها تتهدد عروشهم ؟؟ اذن على القيادة الكردية وشعب كردستان التفكير مليا والتعاون بشكل جدي عبر عمل متقدم مع الاطراف الاخرى في البلاد للقضاء على الارهاب ومنعه من تحقيق مبتغاه ولو ان كل ما يعرف يقال لكان هناك عتاب كبير لهم لانهم اتخذوا سياسة لا تمثل في جوهرها المصلحة العليا للجميع وهو سيضر بهم لان الابتعاد عن الشركاء والاطمئنان للوعود العروبية والاقليمية بانكم خارج حسابات التغيير المنشود كانت شكلية وعليهم ان لايقيموا لها وزنا فامنهم من امننا وكرامتهم من كرامتنا وجراحهم جراحانا وكل قطرة دم تسيل في البصره والناصرية وغيرها تنتمي لاربيل وهي تحمل نفس الجينات التي قارعت نظام البعث الصدامي ولدينا ما يثبت ذلك فمقابر شهدائنا هناك لازالت شاخصة على جبال كردستان ومن كردستان واليها نقول تغمد الله الشهداء برحمته الواسعة ودعواتنا للجرحى بالشفاء وتمنياتنا ان يعيش الجميع بامن وامان موحدين قبالة الارهاب والارهابيين ومن لايريدون الخير لهذا الوطن وابنائه ...
https://telegram.me/buratha