المقالات

مدينتي خضراء و حمراء


علي الغراوي

مشهداً دموي يسود الشارع العراقي بين قتيل وجريح وأستهانةً بدماء ألأبرياء ومشهداً يعكس مدى تواطىء المسؤولين في المنطقة الخضراء وعجزهم عن أيقاف نزيف الدم العراقي منشغلين بصراعاتهم السياسية حول المناصب و محاصصاتهم التي عثت بألارض فساداً . أجواء من السعادة والترف داخل المنطقة الخضراء ومن يسكنها بأعتبارها مدينة ألأثرياء والشخصيات المهمة لا يحق للفقراء دخولها و التجول بين شوارعها , ومدينة حمراء يتلبدها دخان ألأنفجارات ومجالس العزاء بين شارع والأخر وأجواء ساخنة مرعبة يعيشها أبناءها ، وهذا نتاج طبيعي للحالة التي يمر بها مواطني بغداد دون أستراحة للمواطن يستطيع من خلالها جر نفسً عميق , من الواضح أن هذا ألأنقسام في بغداد بين منطقة حمراء وخضراء يفسر في وجود تناقضات واختلافات كأختلاف الجنة والنار بين أصحاب المعالي والمناصب والأمتيازات والناس البسطاء الذين يعيشون الخوف واليأس والقلق من الهاجس ألأمني , ففي الفترات ألأخيرة أزدادت حالات الرعب أكثر من السابق واصبح القتل هوايةً يتفننون بها ألأرهابين لا يخرج من دائرتها حتى ألأطفال ألأبرياء دون أن يحرك ساكن المسؤولين وأصحاب الرأي والقادة الميدانيين ألأكفاء ! , كل هذه الحالات جعل المنطقة الحمراء أن تستعار لها أسماً أخر كـ ( منطقة الموت والجحيم ) . يبدوا أن السلطة والمال قد غرت الذين أختارهم الشعب ليمثلوه ويوفروا له جزاً من ألأمن ويرفعوا عنه المعاناة التي يعيشها , مما جعلهم يتناسون أن هنالك شعباً ينتظر منهم العمل من أجل العيش بأمان لا العيش بخوف ودمار. الحقيقة مؤلمة في مشهد بغداد اليوم بعد أن كانت قبلة العالم وقلعة ألأسود ومدينة السلام , بغداد التي تغزل بها الأدباء وهام بحبها الزائرين وعشاق الكتاب , أصبحت مدينة الرعب والقتل لا مكان فيها للفقراء يتوغلها ألأرهاب بين شوارعها و أزقتها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك