المقالات

وثيقة معاوية بن هند


حميد الموسوي

لم يجف بعد حبر الموقعين على ميثاق الشرف الوطني والسلم الاهلي حتى استعرت نيران التصريحات والتصريحات المضادة من بعض الاطراف الموقعة ما يوحي بتنصلها وانسحابها متشبثة بمعاذير اوهى من خيوط العنكبوت!.وحتى التهبت حناجر بعض الاطراف التي امتنعت عن التوقيع منددة ومشككة ومشوشة ومتهمة لجميع الاطراف الموقعة مختلقة ذرائع الاطفال المدللين!.وبين تصريحات بعض الموقعين وتنصلهم ،وتنديد المشككين المشوشين وذرائعهم استعرجحيم المفخخات والعبوات والتهجير ليصل الى ثلاثة عشر تفجير في اليوم الواحد لمجالس العزاء والجوامع والحسينيات والاسواق مصحوبة بتهجير عشرات العوائل من مناطق حزام بغداد وهدم دور بعض العوائل وحرقها على سكانها!. نذكركم بما كتبناه قبل اجتماع الاطراف وقبل التوقيع بايام: " اثبتت التجارب الحية وبالمحسوس والملموس الفشل الذريع الذي واكب الحلول التي استهدفت النتائج وتناست او اغفلت الاسباب . اذ ان اي حل آني يتناول ظواهر وتداعيات المشكلة او الحدث يعتبر اجراء ترقيعيا ومهدئا مؤقتا يؤدي بالنتيجة الى استفحال المرض ،وتفشي الوباء، وتعقيد المسائل، والتباس الامور واختلاط الاوراق ، وتفاقم الازمات واستعصاء الحلول .يتفق معي اغلب العراقيين والمتابعين للشأن العراقي على ان اغلب معالجات السياسيين العراقيين للمشاكل والقضايا التي اكتنفت مرحلة التحول الديمقراطي هي من هذا النوع ( الترقيع وردة الفعل تجاه نتيجة الحدث اوالمشكلة واغفال الاسباب ) الامر الذي فاقمها و احالها الى معظلات حالت دون حصول التقدم المنشود وتحقيق المرجو من عملية التغيير التي كانت ثمار انهار من الدم وقوافل من التضحيات .مؤتمرات المصالحة ومواثيق الشرف احد تلك الحلول الترقيعية ، والتي اوحت لسيئي النوايا من المنافقين من اعداء التجربة الوطنية الديمقراطية الذين لم يجدوا بدا من السباحة مع التيار ولو مؤقتا ،او الانظمام الى ركب المسيرة لتفجيرها من الداخل ، هذه المؤتمرات والاجتماعات على كثرتها وتعدد الجهات التي نظمتها في داخل العراق وفي خارجه اوحت لهم بضعف الطرف المقابل ومثلت لهم جهد العاجز وان شاركوا فيها - استجابة لدعوات من جهات ومرجعيات دينية او وطنية - فمن باب اسقاط الفرض ،وذر الرماد في العيون ،ورفع العتب .والدليل بقاء الحال على ماهو عليه بل يزداد سوءا وتدهورا برغم انعقاد العديد من تلك المؤتمرات والمواثيق والعهود.!الشد الطائفي مستمر وآخره تصفيات وتهجير الشبك والتركمان في الموصل وكركوك، وديالى . عمليات اختطاف وذبح للسواق والعسكريين المجازين على الهوية والاسم من طائفة معينة على الطريق الخارجي مستمرة .التدهور الامني في تصاعد .. استهداف السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات والكواتم لشخصيات ولمدن ومناطق معروفة بكثافتها وانتسابها لمكون معين .منابر التحريض في المساجد وساحات الاعتصام تتعالى صيحاتها بتكفير وتخوين وعمالة اكبر مكون في العراق فضلا عن السب والشتم والحط من القيمة والاعتبار.فعن اي ميثاق شرف تتحدثون والى اي مؤتمر او اجتماع وطني تدعون ؟!!.نحن مع كل جهد وطني يسعى الى وحدة الصف ولم الشمل وتناسي الاحقاد وطي الماضي .. مع كل دعوة تسهم في بناء عراق جديد متعايش ينعم اهله بالامن والطمأنينة والامان والسلام والرخاء بغض النظر عن توجهات اطيافه الدينية والمذهبية والقومية والسياسية.شريطة ان تكون الجهود والدعوات جادة.. خالصة النوايا موثوقة الالتزام .اتمنى ان يأتي اليوم الذي لا اردد فيه :- أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مرادي"لا أدري ما ألذي ذكرني بوثيقة معاوية بن هند وعهوده التي قطعها للأمام السبط الحسن المجتبى عليه صلوات الله وسلامه!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-10-04
مدة ثمان سنوات والساسه العراقيين في معترك العمليه السياسيه ويعرف بعضهم البعض وفي نهاية الدوره الثانيه يتفطنون بان لايلزمهم شيء الا ميثاق الشرف وطيلة هذه الفتره اين كان شرفهم من القتل بالكاتم والمفخخات والقتل على الهويه وان سبب التجاذب الطائفي منكم ياعهر السياسه فان الذي لايملك الشرف في الاول بالتاكيد لايملكه في الاخر والذي استوقفني في كلمة مله(دعيج) ان الذي لم يوقع على الميثاق سوف نحاسبه مله(دعيج)لن تستطيع محاسبة الناس على شرفك الناقص ولم توقع اعدام المجرمين الذين هربوا من سجن ابو غريب والتاجي
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك