المقالات

الخدمة والسلطة

628 09:24:00 2013-10-04

عبدالله الجيزاني

عقود من الزمن عاشها الشعب العراقي تحت نير الظلم والديكتاتورية، عانى خلالها من التهميش والتجهيل وسواهما، وفي عين الوقت لم يهن ولم يستكين أمام سلطة البعث الغاشمة، فقد سطر ملاحم وأمجاد في مواجهة الطغيان والهمجية، وقد برز هذا بوضوح لدى الأغلبية والكورد، وبعد التغيير ودخول القوات المحتلة الأراضي العراقية، تقبل الكثير من أبناء الشعب الأمر على مضض ، رغم العلم المسبق أن تلك القوات جاءت محتلة وليس فاتحه، لكن وعلى طريقة ( شجابرك على المر..).توقع الشعب أن يلتقط أنفاسه ولو لفترة مؤقتة، لحين المواجهة الآتية التي لا ريب فيها، وتم أطلاق العملية السياسية في العراق، وكانت بدايتها تحقق الأقل من طموحات الشعب، ناهيك عن وجود بصيص أمل بتطويرها لتستوعب معظم تلك الطموحات، وكان المشروع الوطني ينمو بوضوح، وشكلت القوى الممثلة للأغلبية ائتلاف قاد بكفاءة العملية السياسية، وقطع أشواط كبيرة باتجاه الأعداد للمواجهة مع المحتل على الصعيد السلمي، وأيضاً كان من الممكن خوض المواجهة العسكرية في حالة إصرار المحتل على البقاء، لكن وفق ظروف أكثر مناسبة وملائمة لتلك المواجهة.لكن بعد عام 2006 تقريبا تغيرت الأمور باتجاه الانحدار والانهيار وأصبح المشروع الوطني في حالة تراجع، لعدة أسباب أبرزها الانفراد وحب السيطرة وتهميش مكونات الائتلاف لبعضها، مما جعله يمثل أحزاب أو حتى شخوص على حساب أغلبية الشعب العراقي، وانشطر الائتلاف إلى قائمتين في حالة عبرت بوضوح عن الجهل بالهدف من تشكيل هكذا ائتلاف، والغاية الأسمى منه، وهي حالة ردة انعكست بشكل كبير عن المسار الذي كانت الأغلبية تمني النفس فيه، وغدى مشروع الخدمة الذي كان يرفع مشروع سلطة، لا يختلف كثيرا عن ما سبقه من نظام حكم، الآمر الذي أصاب الأغلبية بحالة من اليأس أدت إلى تراجع التفاعل مع مجريات العملية السياسية، وكانت ابرز نتائج ذلك وضوح هي نسب المشاركة المتدنية في الانتخابات المحلية، وأيضاً التذمر الذي ساد الشارع الشيعي، وانعكس على مذهب التشيع برمته، حيث تناست الطبقة السياسية التي تمثل الأغلبية أن تشكيل الائتلاف كان لتمثيل الأغلبية وإعادة حقوقها المغتصبة منذ عشرات السنين، ولم يكن ائتلاف الغرض منه تحكيم الأحزاب أو الشخوص، وتَنَعم البعض بخيرات العراق بفضل أصوات الشيعة، وهذا ما حصل، والآن أصبحت الأغلبية أكثر المكونات تشرذم وضياع، في ظل صعود طبقة من الانتهازيين والفاسدين مقاليد الأمور في الطبقة العليا من الحكم، وهذا يؤكد أن الأغلبية الآن بحاجة ماسة إلى البحث عن مشروع جديد تكون الخدمة عنوان أساسي له، ويرفع عنوان واضح وليس شعار من خلال برامج مكتوبة، تتم مراقبتها بشكل دقيق من الشعب والطبقة المثقفة الواعية، وإلا فان المشروع الوطني لا يمكن أن ينموا أو يتقدم للأمام، وأما ردود الأفعال الغير منتجة فلن تؤدي إلا إلى المزيد من الانهيار والتراجع، مع الأخذ بلحاظ أن التاريخ يحدثنا عن استغلال الانتماء لمذهب التشيع في صناعة إمبراطوريات لأشخاص أو قبائل، وتاريخ بني العباس واضح وشاهد، ويشابه بشكل كبير ما يمر به العراق اليوم....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك