المقالات

الى زهرة المدائن


بسم الله الرحمن الرحيم

في ثمانينات القرن الماضي كان الدعاء لتحرير فلسطين هو ما نلهج به فالوطن العربي كان في سبات حيث اطبقت الحكومات العميلة على رقاب الشعوب العربية ولم يكن يجمعنا الا بكاء عجز على فقدان فلسطين من دون تحريك ساكن , ومرت الايام لتنطوي صفحتها حتى عن سطور مناهج الكتب  العربية فلم تعد تلك القضية الامة  ولم يعد لاغتصاب اليهود لفلسطين اي صدى على غيرة العربي ولعمري كم تمنيت ان تموت غيرته بالمرة على ان تستيقظ على هنا وتغفو هناك .

غسل الادمغة والبهائم المفخخة من الفكر السلفي كيف تم اقناعها بان مصير الامة متعلق بقتل الاسد او تصفية السيد حسن نصر الله او في فناء شيعة العراق ! كيف يهدي جسده لهذه القضايا ولا يهديه لارض فلسطين القضية الام والقضية الحق , كيف يتم اقناعه بهذه العقيدة الفاسدة ؟!! وكيف يقتنع ويؤمن حتى اهداء الروح ؟! المسألة فيها من العمق ما فيها فالبعد الزمني يلعب دورا ً للتاسيس لذلك وكذلك البرامج المعدة لتبهيم البشر وجعلهم ادوات قاتلة بيد مستخدميها والكثير الكثير من المعلوم والمخفي .

حسرتي على زهرة المدائن وعلى درب السماء الذي أُحتل , حسرتي على صلاة نصليها في بيت المقدس , حسرتي على نسمة هواء نشمها هناك وتاريخ اديان نشعر ذوبانه على الجدران وحسرتي مماثلة على قبر الرسول والكعبة التي سيطر عليها ذات المغتصب ولكن بزي عربي خادع , خانوا الحرمين وخانوا بيت المقدس وخانوا القران وخانوا الرسالة المحمدية وخانوا كل قيمة تُرضي الله وها هم يتلاعبون حتى بشعائر الحج ومشاعر الحجاج ويخفون الاثار شيئا فشيئا ويرفعون بالابنية القاسية ويخربون ابنية تحكي لنا قصة محمد ورسالته العظيمة .

أحتلت دروب السماء فلا بيت مقدس يصلى فيه ولا بيت الله لك فيه حرية العبادة التي لا بد ان يقطعها عليك صوت غراب سلفي يأمر وينهي في دين لا يفقه منه شيء هذا ان وصلت ومن الله عليك بالحج الذي يحتاج الى استطاعة في بلد تستقتل في العمل حتى تستخرج قوت اليوم وتدفع ضرائب كونك مواطن !

لم يبقى لنا درب الى السماء غير قباب ال محمد وحسرتي عليها وقد أُسقطت كما في سامراء الحزينة ورغم عود البناء فلقد ازدات غربة على غربتها واما قبة العقيلة فاه والف اه ونسأل الله ان يحفظ لنا قباب النور المنتشرة بفضل من الله ورعاية في بلدنا تلك المعارج السماوية الى الملكوت الالهي حيث ترسل القلوب الرسائل الى بارئها طلبا ًُ في صكوك الغفران .

الصفحات تطوي بعضها سريعا ً فالقضية الفلسطينية  ركنت لان قضايا اخرى حلت فالشعوب انتفضت والدماء سالت وصار الكل فلسطين البحرين ومصر وسوريا والعراق كلا يطلب التحرير من الطفليات مصاصة الدماء ومن ملف لاخر ومن قضية لاخرى لا نتوقف لنتأمل فالدهشة تتلوها الدهشة حتى صارت المصيبة لا تاخذ قدرها لتحل اخرى فرحماك ربي .

لن اسأل انسانا ً ان يحقق لي رغبة الصلاة في بيت المقدس فهذا الامر مفتاحه عند صاحب الامر الذي سيحقق لنا هذا المطلب ويملىء حياتنا عدلا وقسطا ً كما مليت ظلما وجورا ً انتهت الجمعة ولم تأت يا مولاي واصطفت بجانب الالاف الجمع التي تأملنا فيها طلعتك البهية , وحل الحزن في قلبي وسيزول لان انتهاء اليوم سيعلن عن موعد اخر انتظرك فيه شوقا ً وباقي المؤمنين .

عذرا يا بهية المساكن عذرا يا زهرة المدائن عذرا يا قدس فلقد نسيتك حتى في دعائي فهم بلدي قد اصطبغ قلبي بالحزن والاسى حتى باتت جراحاته تنسيني جرح قلبك العزيز ولكنك معنا يا حبيبتي منتظرة الفرج في جمعة الكرامة والثأر ورد الحقوق فالى ذلك اليوم استودعك الله .

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-10-05
الفكر الوهابي الصهيوني غيربوصلة الزمن 360 درجه بىعيداً عن فلسطين آلاف الكليلومترات الى افغانستان ومنها الى الشيشان والربيع العربي المنحرف واستنزف اموال تعد بالمليارات والنتيجه قتل المسلم وحتى الفكر الفلسطيني اصابه الشلل نتيجة هذه الافكار فتحول جهاده من قضيتة الام الى الجهاد في سوريا فحماس وقادة حماس احولت عيونهم ناحية الشرق ويقاتلون في سوريا وجعلوا بيت المقدس للصهاينه وراء ظهورهم وجاءوا لجها د النكاح بعيدا عن منتهكي اعراضهم ارضاءاً لممالك البدوان العرب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك